فقدت مملكة البحرين إلى لحظة كتابة هذا المقال 4 من جنودنا البواسل المرابطين في الحد الجنوبي مع إخوانهم بالمملكة العربية السعودية أثر قيام ميليشيا الحوثي الإرهابية باستهداف قواتنا بطائرة مسيرة.
فالحديث عن الغدر الحوثي ليس بمستغرب بميليشيا إرهابية، فهي ليست أول هدنة يتم انتهاكها من قبلهم، فهذه المرة تؤكد مصادر الداخل اليمني بأن التصعيد الذي يقوم فيه الحوثي ما هو إلا انعكاس واضح لعدم السيطرة على تلك الميليشيا، فقد قامت بتصفية قيادتها من الداخل فيما بينهم، كما أن تلك التحركات تعكس الاتجاه العام لتلك الميليشيا بشأن الذهاب لعدم الاستقرار.
فالمعالجة السياسية التي قام بها اللاعبون الأساسيون في اليمن، يبدو أنها في الاتجاه للطريق المسدود، فالمفاوضات التي أجرتها المملكة العربية السعودية مع الحوثيين وبوجود وسيط موثوق فيه من قبل سلطنة عمان يؤكد اتجاه دول المنطقة إلى التهدئة واتخاذ الأمور بحسن النوايا، حيث إن مطالب الحوثيين تتمثل في صرف المرتبات والاعتراف فيهم كقوى سياسية في الداخل اليمني ومساهمة الرياض بإعادة الإعمار.
غير أن الرد على ميليشيا الحوثي الذي جاء بعد جولة المفاوضات في الرياض هو رد صريح على أن الأمور ستشهد تصعيداً في الفترة المقبلة، فالتحليل المنطقي أن تلك الميليشيا لديها انقسامات واضحة بين اتجاهين، فالاتجاه الأول يتمثل في الذهاب إلى التصعيد وكسب المزيد من المطالب أما الاتجاه الثاني فهو يذهب إلى الحل السلمي لتأسيس دولة يمنية بقيادة حوثية كمكون سياسي، غير أن كلا الاتجاهين يؤكد بأن من يحرك الحوثي هو المستفيد الأول لما يحدث، وهذا ما يجب الانتباه منه في قادم الأيام.
بمعنى أننا أمام متغير مهم في التعامل مع الميليشيا الحوثية الإرهابية، فهي لا تعترف لا بهدنة أو مصالحة، بل تعترف بفرض واقعها الإرهابي المبني على الدمار للحصول على مكاسب شخصية وللداعمين لهم.
خلاصة القول، تبقى ميليشيا الحوثي إرهابية، وفي هذه الحالة لا يمكن لها التعامل معهم بحسن النوايا، فالمنهجية القادمة يتطلب فرض أمر الواقع عليهم بأنهم مجرد إرهابيين ويجب اجتثاثهم من جذورهم ضرورة حتمية مثل أي جماعة إرهابية كداعش والقاعدة والتخلص منهم في أسرع وقت، فبقاؤهم بهذه الصورة فهو تهديد للمشاريع والرؤى التنموية لمنطقة دول الخليج العربي وحركة التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب.. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.