من وحي الكلمة السامية لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، أتوقف عند الأمر الملكي السامي باعتماد بيت الشيخ عيسى الكبير مقراً من مقار الحكم والاهتمام بالأحياء العريقة في مدينة المحرق.
فليس الأمر مجرد اهتمام ببيت تراثي جميل فحسب، فلذلك الأمر دلالات قوية أراد بها جلالته التأكيد على عراقة هذا الحكم التاريخية وجذوره الممتدة إلى قرنين ونصف من الزمان منذ فتح البحرين عام 1783م، فهذا البيت شاهد على واحدة من أهم فترات حكم عائلة آل خليفة حين كانت المحرق عاصمة للدولة وذلك جزء من تاريخ البحرين مشرف وعظيم، وقد شيد هذا البيت عام 1800م وشهد على أكثر مراحل حكم الشيخ عيسى بن علي
آل خليفة عطاء، والملقب بـ«حكيم العرب» حيث التحولات الكبيرة والتنظيمات الإدارية الحديثة وتأسيس القضاء وتشييد الموانئ وبناء أول مستشفى في منطقة الخليج العربي عام 1902م.
إن جلالة الملك حين يتخذ قراراً حكيماً كهذا ويعلن عنه في دور انعقاد أمام السلطة التشريعية فإنه يذكرها بأن المواقف التاريخية التي اتخذت في عهده من أبناء وطنه ليست بمعزل عن المواقف التاريخية التي شهدها ذلك القصر، حيث الشموخ البحريني الأصيل الذي أصر على استقلالية القرار السيادي ومقاومته للتدخلات الأجنبية والحرص على عدم الوصاية من أحد، تلك رغبة صاحبت الحكم الخليفي ولازمته طوال هذين القرنين والنصف، حاكماً بعد حاكم، لذلك ربط جلالة الملك المعظم حفظه الله بين الإعلان عن اختيار بيت الشيخ عيسى مقراً من مقار الحكم مع ما قاله للسلطة التشريعية حول استقلالية القرار، إذ قال: «فقد سجلنا معاً أهم اللحظات والمواقف التاريخية واستطعنا وفق ما أقرته مصالح البحرين العليا أن نرفع راية الإصلاح والتحديث عالياً دون وصــايــة مــن أحــد، لـنـلـبـي طـمـوحـاتـنـا وتـطـلـعـاتـنـا المشتركة، وبحسب ما أجمعت عـلـيـه وتــوافــقــت حــولــه الإرادة الوطنية».
جاء هذا الإعلان في هذا التوقيت ليذكر البحرينيين بأنهم أحرار في كل ما اتخذوه من مواقف تاريخية وليطلب منهم الحفاظ على هذا الوعي والإدراك الوطني، حين قال: و«من الأهمية بمكان أن يواصل مجتمعنا البحريني الـــمـــعـــروف بــوعــيــه الــمــدنــي الـمـتـحـضـر وقــــراره الـمـسـتـقـل، فـي الـحـفـاظ عـلـى مكتسباته، وبالوقوف صفاً واحـداً في وجه كل ما يخل بوحدته واستقراره، بـــالإيـــمـــان الــــصــــادق، وبــقــيــم التعايش الإنساني. وبفضل من الله، وفضل هذه الصحوة الوطنية، تبقى بلادنا مـرفـوعـة الــرأس عالية القامة، مـهـمـا بـلـغـت شــدة الـتـحـديـات، الــتــي تـذلـلـهـا فــي كــل الأوقـــات عزيمة أهلها وصـلابـة إرادتـهـم، وثــبــات واســتــقــرار مـؤسـسـاتـهـا الدستورية». هي لفتة ذكية لماحة ورسالة قوية للداخل البحريني وخارجه بأن هذا الوطن بحكمه وأهله بقي وسيبقى عزيزاً شامخاً رافعاً رأسه حراً في اتخاذ قراراته وعليكم أن تتذكروا ذلك حين ترسمون مستقبل هذا الوطن وتحددون مصيره.
بقيت كلمة: لا يمكننا ألا نقف أمام الاهتمام والرعاية التي حظيت بها مدينة المحرق العريقة من قبل جلالته حفظه الله في كلمته السامية، إلا ونذكر بالخير كل الخير ذلك الاهتمام المبكر من قبل الشيخة «مي بنت محمد» في قيمة مدينة المحرق التاريخية ومحافظتها على ذلك الإرث العظيم الذي ولد من رحم هذه الجزيرة، فما قامت به من تجديد وتطوير وترميم لبيوت أهلها من مبدعين وحرفيين وصحافيين وشعراء وفنانين ومن اهتمام في أحيائها القديمة وتحديثها مع الاحتفاظ بكل حجر ذي أثر كان ومازال يعد إنجازاً عظيماً ووعياً مبكراً تستحق الشكر عليه، نقول ذلك إحقاقاً للحق.
فليس الأمر مجرد اهتمام ببيت تراثي جميل فحسب، فلذلك الأمر دلالات قوية أراد بها جلالته التأكيد على عراقة هذا الحكم التاريخية وجذوره الممتدة إلى قرنين ونصف من الزمان منذ فتح البحرين عام 1783م، فهذا البيت شاهد على واحدة من أهم فترات حكم عائلة آل خليفة حين كانت المحرق عاصمة للدولة وذلك جزء من تاريخ البحرين مشرف وعظيم، وقد شيد هذا البيت عام 1800م وشهد على أكثر مراحل حكم الشيخ عيسى بن علي
آل خليفة عطاء، والملقب بـ«حكيم العرب» حيث التحولات الكبيرة والتنظيمات الإدارية الحديثة وتأسيس القضاء وتشييد الموانئ وبناء أول مستشفى في منطقة الخليج العربي عام 1902م.
إن جلالة الملك حين يتخذ قراراً حكيماً كهذا ويعلن عنه في دور انعقاد أمام السلطة التشريعية فإنه يذكرها بأن المواقف التاريخية التي اتخذت في عهده من أبناء وطنه ليست بمعزل عن المواقف التاريخية التي شهدها ذلك القصر، حيث الشموخ البحريني الأصيل الذي أصر على استقلالية القرار السيادي ومقاومته للتدخلات الأجنبية والحرص على عدم الوصاية من أحد، تلك رغبة صاحبت الحكم الخليفي ولازمته طوال هذين القرنين والنصف، حاكماً بعد حاكم، لذلك ربط جلالة الملك المعظم حفظه الله بين الإعلان عن اختيار بيت الشيخ عيسى مقراً من مقار الحكم مع ما قاله للسلطة التشريعية حول استقلالية القرار، إذ قال: «فقد سجلنا معاً أهم اللحظات والمواقف التاريخية واستطعنا وفق ما أقرته مصالح البحرين العليا أن نرفع راية الإصلاح والتحديث عالياً دون وصــايــة مــن أحــد، لـنـلـبـي طـمـوحـاتـنـا وتـطـلـعـاتـنـا المشتركة، وبحسب ما أجمعت عـلـيـه وتــوافــقــت حــولــه الإرادة الوطنية».
جاء هذا الإعلان في هذا التوقيت ليذكر البحرينيين بأنهم أحرار في كل ما اتخذوه من مواقف تاريخية وليطلب منهم الحفاظ على هذا الوعي والإدراك الوطني، حين قال: و«من الأهمية بمكان أن يواصل مجتمعنا البحريني الـــمـــعـــروف بــوعــيــه الــمــدنــي الـمـتـحـضـر وقــــراره الـمـسـتـقـل، فـي الـحـفـاظ عـلـى مكتسباته، وبالوقوف صفاً واحـداً في وجه كل ما يخل بوحدته واستقراره، بـــالإيـــمـــان الــــصــــادق، وبــقــيــم التعايش الإنساني. وبفضل من الله، وفضل هذه الصحوة الوطنية، تبقى بلادنا مـرفـوعـة الــرأس عالية القامة، مـهـمـا بـلـغـت شــدة الـتـحـديـات، الــتــي تـذلـلـهـا فــي كــل الأوقـــات عزيمة أهلها وصـلابـة إرادتـهـم، وثــبــات واســتــقــرار مـؤسـسـاتـهـا الدستورية». هي لفتة ذكية لماحة ورسالة قوية للداخل البحريني وخارجه بأن هذا الوطن بحكمه وأهله بقي وسيبقى عزيزاً شامخاً رافعاً رأسه حراً في اتخاذ قراراته وعليكم أن تتذكروا ذلك حين ترسمون مستقبل هذا الوطن وتحددون مصيره.
بقيت كلمة: لا يمكننا ألا نقف أمام الاهتمام والرعاية التي حظيت بها مدينة المحرق العريقة من قبل جلالته حفظه الله في كلمته السامية، إلا ونذكر بالخير كل الخير ذلك الاهتمام المبكر من قبل الشيخة «مي بنت محمد» في قيمة مدينة المحرق التاريخية ومحافظتها على ذلك الإرث العظيم الذي ولد من رحم هذه الجزيرة، فما قامت به من تجديد وتطوير وترميم لبيوت أهلها من مبدعين وحرفيين وصحافيين وشعراء وفنانين ومن اهتمام في أحيائها القديمة وتحديثها مع الاحتفاظ بكل حجر ذي أثر كان ومازال يعد إنجازاً عظيماً ووعياً مبكراً تستحق الشكر عليه، نقول ذلك إحقاقاً للحق.