في قرية صغيرة تعيش فيها مختلف أنواع المخلوقات كان هناك بقعة أقل ما يمكن القول عنها «قطعة من الجمال» حيث بالقرب منها جدول صغير وسهل ممتد من الزهور، وفي هذه البقعة المميزة تعيش مجموعة من النحل في خلية ملؤها الحب والطمأنينة، تسير حياتهم بشكلها الطبيعي يعملون ويجتهدون كما أوحى لهم الله.
وفي يوم من الأيام دخلت مجموعة من الدبابير هذه الخلية، وبدأت بطرد وقتل النحلات التي حاولت مقاومة هذا العدوان، إلا أن قدرتها كانت أقل بكثير من قدرة الدبابير المتوحشة، وأصبحت الخلية تعيش في حالة فوضى، جزء منها تحتله الدبابير وتعيث فيه خراباً وتدميراً، وجزء آخر تحتمي فيه النحلات.
اجتمعت هذه النحلات وقالت «إما أن نكون أو لا نكون»، وقررت أن تقاوم الدبابير وتطردها من خليتها. وفي اليوم الثاني خرجت النحلات لتقاوم وتقاتل، وهنا حضرت مجموعة من الصراصير التي حاولت فض الاشتباك بين الطرفين، وقالت للنحل أن هجومك عمل عدائي على الدبابير أنتم تخلقون حالة من الفوضى في هذه القرية الآمنة، حاولت النحلات أن تشرح للصراصير حقيقة ما جرى وأن الدبابير هي من دخلت عنوة إلى الخلية، لم تقتنع الصراصير وقالت، أين ستذهب الدبابير إذا طردتموهم وكيف نصدق أن الخلية هي للنحل وليست للدبابير؟
رفضت النحلات كلام الصراصير لتجد نفسها مذمومة من الجميع ومهددة بالعقاب، وفي نفس الوقت واست الصراصير الدبابير وقالت لها نحن معكم وفي صفكم، حتى تستقيم هذه النحلات المشاغبات.
استمرت الدبابير في طرد النحلات من الخلية وضيقت عليها المكان، حتى قررت الصراصير الحكيمة أن تجد حلاً نهائياً لهذا الخلاف، فطلبت من النحلات الخروج نهائياً من الخلية والدخول في خلايا أخرى والتعايش مع نحلات أخرى، أو أن تواجه مصيرها المحتوم وهو القضاء عليها في سبيل سلم القرية والمحافظة على الأمن والأمان والعيش في سلام، وكان هذا هو حكم الصراصير.
هنا انتهت قصة النحلات والدبابير، والنهاية تقول إن النحل لا يعيش في الخلية بل الخلية تعيش بالنحلات، وأن نروج النحلات واستبدالها بالدبابير لن يعمرها سيهدم كل أركان القرية الآمنة، فالعدل والحق إن لم يستقم ويحقق اختلت موازين الحياة، وهذه القرية لن يفيدها نفاق الصراصير أو جبروت الدبابير، ففي الأخير، الظلم والفساد آفة مثل الطاعون ينتشر في كل اتجاه فقط ليتسبب في الدمار والهلاك.