مهما حاولت أن أبتعد قليلاً عن المواضيع التي تخص هيئة تنظيم سوق العمل لتكرار المواضيع والمانشيتات الصحفية ومقالات زملائي الكتاب والصحفيين وحتى أيضاً التجار، إلا أن الأحداث تعيدنا إلى مربع الحدث دائماً على الرغم من الظروف المستجدة الأليمة التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية على أثر الأحداث المؤسفة التي تشهدها فلسطين الشقيقة.شاهدنا جميعاً الجلسة الثالثة لجلسة مجلس النواب في دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي السادس، والتي تداولت محورين مهمين لقانون تنظيم الإعلام الإلكتروني، وسأخصص له مقالة منفردة أتحدث فيه، والشق الآخر الأهم والذي كان سيد الجلسة هو نتائج تحقيق اللجنة البرلمانية حول أداء هيئة تنظيم سوق العمل.الحقيقة أنني أبدي إعجابي بالوزير الإعلامي د. رمزان النعيمي، والذي أسميه بـ«نجم الإعلام»، بالإضافة إلى التنظيم الفريد الذي قدمته اللجنة البرلمانية لأول مرة في المجلس البرلماني رغم الجلسة الطويلة التي امتدت 9 ساعات مع بريك الصلاة والعرض المنظم الذي لمحته لأول مرة، قد وحَّد اللغة البرلمانية خلال المداخلات مع سعادة وزير العمل.اليوم ككاتبة اقتصادية لا مستثمرة، لن أزيد على ما هو متعارف وما قد كتبناه سابقاً، لكن الأسهل أن أقف على مقتطفات ومشاهد تحضرني من الجلسة البرلمانية بمداخلات من سعادة النواب الذين ضربوا بضربة من حديد واحدة.امتعاض النواب تزايد مع مداخلة سعادة النائب الدكتور هشام العشيري الذي وصف العمالة السائبة أو المسجلة ببوتيك للعمال والذي زاد حدة النقاشات، بالإضافة إلى موضوع العربيات الذي مازال يدار تحت لسان وتعبير سعادة النائبين ممدوح الصالح وبوعنق.الأمر الآخر الذي نسق له مقرر اللجنة سعادة النائب محمود الفردان، ذو الخلفية القانونية بعدم انتظام الاجتماعات الدورية وعدم توفير تقرير الأداء الإداري طيلة التسعة الأعوام الماضية بسبب عدم وضوح الرؤية لمحاولة تطوير وإصلاح أداء هيئة تنظيم سوق العمل والذي يعتبر مشروعاً ريادياً فريداً وإضافة حقيقية للبحرين.ومن هنا أشير إلى أهم مداخلة لفتت انتباهي لسعادة النائب دكتور علي النعيمي، حين لخص الوضع القائم من الأساس بأنه قبل أي شيء أنه أزمة عاطلين وهو أمر يهم البحرينيين، الأمر المهني في مداخلات النعيمي بالرجوع دائماً إلى اللائحة التنفيذية للمجلس وتفصيل المداخلات بشكل عالي المهنية وباختصار بالغ الوصف ودقيق وأحييه على هذه الموهبة.وأخيراً، مع إيماني البالغ بأهمية هيئة تنظيم سوق العمل فإنني متأكدة أننا مقبلون على منعطف تاريخي جديد سيغير ملامحه سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، مع التعيين الأخير المبارك لسمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله لرئاسة صندوق العمل «تمكين»، ليسجل التاريخ التغيير الأبرز من بعد الولادة التاريخية السابقة لهيئة تنظيم سوق العمل في عام 2006 والذي بدوره يكمل هذا التاريخ المشرق.* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية