هذا مقال مخصص لتلمس الأوضاع عند الطرف الآخر، أي عند إسرائيل والداعمين لها بعد مرور ما يقارب الشهر على السابع من أكتوبر، ما الذي يجري هناك وبماذا يتحدثون؟ وما هي أسئلتهم؟
بدأت الأسئلة تطرح على إسرائيل الآن وعلى داعميها، ورغم أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يرفعون شعاراً واحداً لا وقف لإطلاق النار قبل أن تؤمّن إسرائيل نفسها وتمنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، إلا أن الأسئلة التفصيلية بدأت تُطرح بعد أن كانت ممنوعة وبعد أن كان يقال هناك لا وقت للأسئلة، وبعد أن كان الشيك موقعاً على بياض للإسرائيليين ليحققوا انتقامهم، اليوم يسألون ما هي صورة هذه الضمانات والتأمين؟ ما هي حدوده؟ وكيف ستسدل عليه؟ هل بالقضاء على قادة حماس؟ أم بالقضاء على قادة كتائب القسام؟ أم بالقضاء على كل من ينتمي لتلك الفصائل؟ هل بالقضاء على البنية التحتية القتالية أم بتدمير غزة كلها؟
إسرائيل اليوم داخلياً ودولياً ليست كما كانت عليه يوم الثامن من أكتوبر حيث الإجماع الداخلي والدولي على حق إسرائيل في الرد ودون حدود أو خطوط كما كانت الصورة الواضحة في ذلك اليوم، وحيث كانت وحدة صف إسرائيلية داخلية أيضاً غير مسبوقة ظهرت في الثامن من أكتوبر ولم تكن كذلك قبل السابع من أكتوبر، خاصة بعد الفوضى التي خلفتها حكومة نتنياهو، إنما بعد السابع من أكتوبر اصطف الإسرائيليون كلهم وراء الحكومة ووراء الجيش، وتحت مظلة وغطاء ودعم غربي غير مسبوق، شيك على بياض عسكرياً ومادياً وسياسياً قُدِمَ لنتنياهو.
ماذا عن اليوم؟ ماذا بعد مرور ما يقارب الشهر؟
اليوم سُمِحَ للسؤال الأهم أن يُطرح، بعد أن قتلت إسرائيل أكثر من تسعة آلاف فلسطيني ودمرت جزءاً كبيراً من شمال غزة وهجرت أكثر من مليون غزاوي إلى الجنوب، ماهي حدود الانتقام "المشروعة" بالنسبة لإسرائيل والتي سيقدمها الغرب لها؟
داخلياً في إسرائيل بدأت الانقسامات والتلاوم وإلقاء التهم والغضب والثورة على نتنياهو وحكومته، فقد بدأ وقت المحاسبة مبكراً خاصة بوجود رهائن معرضين للخطر من القصف الإسرائيلي أكثر من خطر وجودهم بين أيدي حماس!
الإعلام الإسرائيلي بدأ يتيح فرصاً لأهالي الرهائن للتعبير عن غضبهم وثورتهم، وصبت كلها على رأس نتنياهو، ونتنياهو ألقى اللوم على الاستخبارات الإسرائيلية وقادة الجيش ثم سحب كلامه واعتذر، بدأ الإعلام يسلط الضوء على عائلة نتنياهو المدللة سواء زوجته أو ابنه يائير المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
المستوطنون الذين تم إجلاؤهم من "منازلهم" ويقيمون في مخيمات، بدؤوا يصبون جام غضبهم على حكومة نتنياهو، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية التي تحتاج إلى خطة عاجلة لمعالجتها.
أما في معسكر الداعمين في الغرب فقد بدأت الضغوط الشعبية تتصاعد ضغط الإدارات، المسيرات المؤيدة لوقف الحرب تتزايد والتعاطف السابق مع الإسرائيليين بدأ يقل وينزوي، وفضيحة ازدواجية المعايير بدأت تنكشف، وإعلامهم بدأ يرتبك وغير قادر على الاستمرار بسياسته المنحازة، وبالتالي بدأ الرأي العام الغربي يضغط على حكوماته وهي بالتالي تضغط على إسرائيل أن دعمنا اللامحدود لن يكون مستمراً.
وضعية "الهولد" التي تتبعها إسرائيل الآن لتأخير اقتحامها لغزة لن تستطيع الاستمرار إلى الأبد، ومن الصعب عليها جداً العودة بلا مكاسب أو مؤشرات انتصار، ونفذت أعذارها وتبريراتها لترددها في الغزو البري.
لذلك كله الرأي العام الدولي كله بما فيها الإسرائيلي مهيأ ومستعد الآن لسماع البدائل والمخارج لوضع حد لهذا الكم الكبير من الخسائر من كل الأطراف، وبعد القناعة بأن القصة لم تنتهِ وستتكرر، وأن الضمانات التي كانت إسرائيل تريدها بالشكل الذي كانت تطرحه لن تتحقق، وبعد القناعة بأن الخسائر فاقت كل التوقعات من كل الأطراف، وأن مزيداً من الخسائر لن ينهي القصة لأي طرف، هل لدينا ما نطرحه ويلقى قبولاً؟
بدأت الأسئلة تطرح على إسرائيل الآن وعلى داعميها، ورغم أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يرفعون شعاراً واحداً لا وقف لإطلاق النار قبل أن تؤمّن إسرائيل نفسها وتمنع تكرار ما حدث في السابع من أكتوبر، إلا أن الأسئلة التفصيلية بدأت تُطرح بعد أن كانت ممنوعة وبعد أن كان يقال هناك لا وقت للأسئلة، وبعد أن كان الشيك موقعاً على بياض للإسرائيليين ليحققوا انتقامهم، اليوم يسألون ما هي صورة هذه الضمانات والتأمين؟ ما هي حدوده؟ وكيف ستسدل عليه؟ هل بالقضاء على قادة حماس؟ أم بالقضاء على قادة كتائب القسام؟ أم بالقضاء على كل من ينتمي لتلك الفصائل؟ هل بالقضاء على البنية التحتية القتالية أم بتدمير غزة كلها؟
إسرائيل اليوم داخلياً ودولياً ليست كما كانت عليه يوم الثامن من أكتوبر حيث الإجماع الداخلي والدولي على حق إسرائيل في الرد ودون حدود أو خطوط كما كانت الصورة الواضحة في ذلك اليوم، وحيث كانت وحدة صف إسرائيلية داخلية أيضاً غير مسبوقة ظهرت في الثامن من أكتوبر ولم تكن كذلك قبل السابع من أكتوبر، خاصة بعد الفوضى التي خلفتها حكومة نتنياهو، إنما بعد السابع من أكتوبر اصطف الإسرائيليون كلهم وراء الحكومة ووراء الجيش، وتحت مظلة وغطاء ودعم غربي غير مسبوق، شيك على بياض عسكرياً ومادياً وسياسياً قُدِمَ لنتنياهو.
ماذا عن اليوم؟ ماذا بعد مرور ما يقارب الشهر؟
اليوم سُمِحَ للسؤال الأهم أن يُطرح، بعد أن قتلت إسرائيل أكثر من تسعة آلاف فلسطيني ودمرت جزءاً كبيراً من شمال غزة وهجرت أكثر من مليون غزاوي إلى الجنوب، ماهي حدود الانتقام "المشروعة" بالنسبة لإسرائيل والتي سيقدمها الغرب لها؟
داخلياً في إسرائيل بدأت الانقسامات والتلاوم وإلقاء التهم والغضب والثورة على نتنياهو وحكومته، فقد بدأ وقت المحاسبة مبكراً خاصة بوجود رهائن معرضين للخطر من القصف الإسرائيلي أكثر من خطر وجودهم بين أيدي حماس!
الإعلام الإسرائيلي بدأ يتيح فرصاً لأهالي الرهائن للتعبير عن غضبهم وثورتهم، وصبت كلها على رأس نتنياهو، ونتنياهو ألقى اللوم على الاستخبارات الإسرائيلية وقادة الجيش ثم سحب كلامه واعتذر، بدأ الإعلام يسلط الضوء على عائلة نتنياهو المدللة سواء زوجته أو ابنه يائير المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
المستوطنون الذين تم إجلاؤهم من "منازلهم" ويقيمون في مخيمات، بدؤوا يصبون جام غضبهم على حكومة نتنياهو، ناهيك عن الخسائر الاقتصادية التي تحتاج إلى خطة عاجلة لمعالجتها.
أما في معسكر الداعمين في الغرب فقد بدأت الضغوط الشعبية تتصاعد ضغط الإدارات، المسيرات المؤيدة لوقف الحرب تتزايد والتعاطف السابق مع الإسرائيليين بدأ يقل وينزوي، وفضيحة ازدواجية المعايير بدأت تنكشف، وإعلامهم بدأ يرتبك وغير قادر على الاستمرار بسياسته المنحازة، وبالتالي بدأ الرأي العام الغربي يضغط على حكوماته وهي بالتالي تضغط على إسرائيل أن دعمنا اللامحدود لن يكون مستمراً.
وضعية "الهولد" التي تتبعها إسرائيل الآن لتأخير اقتحامها لغزة لن تستطيع الاستمرار إلى الأبد، ومن الصعب عليها جداً العودة بلا مكاسب أو مؤشرات انتصار، ونفذت أعذارها وتبريراتها لترددها في الغزو البري.
لذلك كله الرأي العام الدولي كله بما فيها الإسرائيلي مهيأ ومستعد الآن لسماع البدائل والمخارج لوضع حد لهذا الكم الكبير من الخسائر من كل الأطراف، وبعد القناعة بأن القصة لم تنتهِ وستتكرر، وأن الضمانات التي كانت إسرائيل تريدها بالشكل الذي كانت تطرحه لن تتحقق، وبعد القناعة بأن الخسائر فاقت كل التوقعات من كل الأطراف، وأن مزيداً من الخسائر لن ينهي القصة لأي طرف، هل لدينا ما نطرحه ويلقى قبولاً؟