بينما الشعب الفلسطيني الشقيق يواجه إبادة مقصودة وعمليات تهجير مفضوحة ويُمارس فيه القتل والاستهداف، مازال بعض الموهومين وغير المحكّمين لعقولهم ينتظرون أن يخرج ذيلٌ لإيران لينصر فلسطين ويتصدّى للجيش الإسرائيلي!!
قبل قرابة العقدين تفاعل العرب بكل تلقائية مع خروج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بل كانت الإشادة بمقاومة حزب الله اللبناني يومها على لسان الجميع، لم يبحث يومها أحدٌ بعمق عن أصل وفصل هذا الحزب، رغم تعريفه الصريح عن نفسه بأنه «الذراع العسكري لإيران»، ورغم الفيديوهات الشهيرة لحسن نصرالله والتي يقول فيها إن ولاءه مطلق لإيران وللخميني، وكلّ ذلك لسبب واحد فقط، يتمثل بأن العربي يتعاضد مع العربي ضدّ من يسلب حقوقه.
لكن الزمن كفيل بكشف الحقائق، إذ بعدما خرجت إسرائيل من الجنوب، واستقر فيه الحزب وحوّله لمعسكرات يُعِدُّ فيها عناصر موالية لا للبنان بل لإيران، وضحت الصورة بجلاء، هذا الحزب عبْر لسان أمينه العام نجح في استقطاع أرض له، من خلالها تحكم في لبنان، ومن خلالها يُطلِق التصريحات النارية ضد إسرائيل وكأنه سيمحيها من على وجه الأرض ويُعيد فلسطين لأهلها، لكن ما رأيناه خلاف ذلك تماماً.
إسرائيل باتت أكثر أماناً من جانب حزب الله الإيراني، فلا الكاتيوشا التي كانت تُلقى على الجنوب استمرت لِتوجَّه تجاه الأراضي المحتلة، ولا أيّ عمليات نُفِّذت على الأرض، بل على العكس، تدريبات كوادر الحزب بالأخص من المنشقين المنقلبين على دولهم استمرت، لتحولهم إلى عناصر يمكنها أن تُقلق أمن الدول وتمارس الإرهاب.
حزبٌ يتغنّى بفلسطين والمقاومة كشعارات، لكنه ينفّذ عمليات في دول الخليج ويستهدف السعودية، وينفِّذ بالضبط أجندة «رب عمله» الجالس في طهران، بل يدخل سوريا ويُمارس القتل والإرهاب بحقّ شعب عربي آخر! يوازيه في المقابل ما يُسمّى بـ«فيلق القدس» الإيراني، والذي لم يتحرك خطوة تجاه القدس، ولم يُطلق رصاصة باتجاه فلسطين، بل كلّ عمله موجَّه للسعودية ودول الخليج ودعماً لذيول إيران في بلداننا كالحوثيين ومن شابههم.
الآن يتحدث الجميع عن خيبة أمل بعد خطاب حسن نصرالله الأخير عما يحصل في فلسطين! وهنا الاستغراب: إذ هل كنتم تتوقعون شيئاً آخر؟! هذا الرجل وحزبه يحاربون إسرائيل بالكلام وفيديوهات «السوشيال ميديا» منذ سنوات طوال، هذا رجل يعرف أن هناك من لا يُعمِل عقله بل يتّبعه دون وعي، بالتالي «الكلام لعبته» وإطلاق «الصوواريخ الإلكترونية» هوايته!
خطابه الموجَّه لإسرائيل تلمسون فيه الهدوء وليس الانفعال النابع عن غيرة على الدم العربي، ولماذا يغير على الدم العربي أصلاً وهو يعترف بأنه «خادم لإيران»، خادم لنظام يكره العرب وسيظلّ كارهاً.
أتذكر خطاباته العنترية المُصورة ضد بلداننا، بل تذكّروا خطاباته ضد السعودية، وكيف كان يرغي ويزبد وكأنه بركان منفجر، وكيف تَبَدَّل إلى خطاب رقيق شاعري بمجرد أن تمّ الإعلان عن محادثات بين إيران والسعودية وعودة العلاقات وتبادل الزيارات الدبلوماسية.
كان الله في عون إخواننا الفلسطينيين، خاصةً ممن يظنون بأن حزب الله سيهبّ لنصرتهم عسكرياً على الأرض. كيف تصدّقون بأن ميليشيات إرهابية قتلت العرب في سوريا بنفس طريقة الإسرائيليين، هي من ستدافع عنكم وستحرر أرضكم؟! ألا تفكرون قليلاً بأنه لو كانوا عدواً صريحاً لإسرائيل، فإن غارات سريعة عبر الطيران الإسرائيلي على جنوب لبنان ستدكّ معاقله وتسوّيها بالأرض، فلماذا لا تفعلها إسرائيل إذاً؟! وهي تدرك بأنها لو فعلت ذلك فلن يقف أمامها أحد بل ستؤيدها أمريكا والغرب، إذ أوليس حزب الله مصنفاً كمنظمة إرهابية؟!
ببساطة لأنه لا يشكّل خطراً عليهم، لن تجده يقول بوجوب وقف هذه المجازر والوحشية ووجوب إقامة دولة فلسطينية مستقلة مثلما تقول الدول العربية التي تسعى لوقف ما يحصل حفاظاً على الدم العربي، بل هو يقول لكم قاوموا قاتلوا موتوا ونحن معكم وراء الميكرفون.
هذا طرف آخر من تلكم الأطراف التي تدرك أن استمرار القضية الفلسطينية ومعاناة أشقائنا هناك وموتهم واستشهادهم وديمومة عمليات القتل الوحشية الإسرائيلية، كلها مكاسب لهم ليستمروا في بيع الوهم وتصدير الكلام. أما الحرب ونصرة الشقيق على الأرض، فليس من شيمهم، بل العكس، نقتل الشقيق؟! نعم وبقوة، واسألوا السوريين.
هو مجرد بوق، بطل من ورق، هو أسد علينا بلسانه المعوَجّ، لكنه في الحروب الصريحة نعامة!
قبل قرابة العقدين تفاعل العرب بكل تلقائية مع خروج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بل كانت الإشادة بمقاومة حزب الله اللبناني يومها على لسان الجميع، لم يبحث يومها أحدٌ بعمق عن أصل وفصل هذا الحزب، رغم تعريفه الصريح عن نفسه بأنه «الذراع العسكري لإيران»، ورغم الفيديوهات الشهيرة لحسن نصرالله والتي يقول فيها إن ولاءه مطلق لإيران وللخميني، وكلّ ذلك لسبب واحد فقط، يتمثل بأن العربي يتعاضد مع العربي ضدّ من يسلب حقوقه.
لكن الزمن كفيل بكشف الحقائق، إذ بعدما خرجت إسرائيل من الجنوب، واستقر فيه الحزب وحوّله لمعسكرات يُعِدُّ فيها عناصر موالية لا للبنان بل لإيران، وضحت الصورة بجلاء، هذا الحزب عبْر لسان أمينه العام نجح في استقطاع أرض له، من خلالها تحكم في لبنان، ومن خلالها يُطلِق التصريحات النارية ضد إسرائيل وكأنه سيمحيها من على وجه الأرض ويُعيد فلسطين لأهلها، لكن ما رأيناه خلاف ذلك تماماً.
إسرائيل باتت أكثر أماناً من جانب حزب الله الإيراني، فلا الكاتيوشا التي كانت تُلقى على الجنوب استمرت لِتوجَّه تجاه الأراضي المحتلة، ولا أيّ عمليات نُفِّذت على الأرض، بل على العكس، تدريبات كوادر الحزب بالأخص من المنشقين المنقلبين على دولهم استمرت، لتحولهم إلى عناصر يمكنها أن تُقلق أمن الدول وتمارس الإرهاب.
حزبٌ يتغنّى بفلسطين والمقاومة كشعارات، لكنه ينفّذ عمليات في دول الخليج ويستهدف السعودية، وينفِّذ بالضبط أجندة «رب عمله» الجالس في طهران، بل يدخل سوريا ويُمارس القتل والإرهاب بحقّ شعب عربي آخر! يوازيه في المقابل ما يُسمّى بـ«فيلق القدس» الإيراني، والذي لم يتحرك خطوة تجاه القدس، ولم يُطلق رصاصة باتجاه فلسطين، بل كلّ عمله موجَّه للسعودية ودول الخليج ودعماً لذيول إيران في بلداننا كالحوثيين ومن شابههم.
الآن يتحدث الجميع عن خيبة أمل بعد خطاب حسن نصرالله الأخير عما يحصل في فلسطين! وهنا الاستغراب: إذ هل كنتم تتوقعون شيئاً آخر؟! هذا الرجل وحزبه يحاربون إسرائيل بالكلام وفيديوهات «السوشيال ميديا» منذ سنوات طوال، هذا رجل يعرف أن هناك من لا يُعمِل عقله بل يتّبعه دون وعي، بالتالي «الكلام لعبته» وإطلاق «الصوواريخ الإلكترونية» هوايته!
خطابه الموجَّه لإسرائيل تلمسون فيه الهدوء وليس الانفعال النابع عن غيرة على الدم العربي، ولماذا يغير على الدم العربي أصلاً وهو يعترف بأنه «خادم لإيران»، خادم لنظام يكره العرب وسيظلّ كارهاً.
أتذكر خطاباته العنترية المُصورة ضد بلداننا، بل تذكّروا خطاباته ضد السعودية، وكيف كان يرغي ويزبد وكأنه بركان منفجر، وكيف تَبَدَّل إلى خطاب رقيق شاعري بمجرد أن تمّ الإعلان عن محادثات بين إيران والسعودية وعودة العلاقات وتبادل الزيارات الدبلوماسية.
كان الله في عون إخواننا الفلسطينيين، خاصةً ممن يظنون بأن حزب الله سيهبّ لنصرتهم عسكرياً على الأرض. كيف تصدّقون بأن ميليشيات إرهابية قتلت العرب في سوريا بنفس طريقة الإسرائيليين، هي من ستدافع عنكم وستحرر أرضكم؟! ألا تفكرون قليلاً بأنه لو كانوا عدواً صريحاً لإسرائيل، فإن غارات سريعة عبر الطيران الإسرائيلي على جنوب لبنان ستدكّ معاقله وتسوّيها بالأرض، فلماذا لا تفعلها إسرائيل إذاً؟! وهي تدرك بأنها لو فعلت ذلك فلن يقف أمامها أحد بل ستؤيدها أمريكا والغرب، إذ أوليس حزب الله مصنفاً كمنظمة إرهابية؟!
ببساطة لأنه لا يشكّل خطراً عليهم، لن تجده يقول بوجوب وقف هذه المجازر والوحشية ووجوب إقامة دولة فلسطينية مستقلة مثلما تقول الدول العربية التي تسعى لوقف ما يحصل حفاظاً على الدم العربي، بل هو يقول لكم قاوموا قاتلوا موتوا ونحن معكم وراء الميكرفون.
هذا طرف آخر من تلكم الأطراف التي تدرك أن استمرار القضية الفلسطينية ومعاناة أشقائنا هناك وموتهم واستشهادهم وديمومة عمليات القتل الوحشية الإسرائيلية، كلها مكاسب لهم ليستمروا في بيع الوهم وتصدير الكلام. أما الحرب ونصرة الشقيق على الأرض، فليس من شيمهم، بل العكس، نقتل الشقيق؟! نعم وبقوة، واسألوا السوريين.
هو مجرد بوق، بطل من ورق، هو أسد علينا بلسانه المعوَجّ، لكنه في الحروب الصريحة نعامة!