هنيّة مستعد الآن للتفاوض، طبعاً هذا (الاستعداد) كان مرفوضاً قبل اليوم، وحدود التفاوض التي كانت مطروحة عام 2017 لم تلقَ تجاوباً، فما الذي يستند إليه هنيّة في قبوله واستعداده للتفاوض الآن؟ هل هناك تغيير في تلك البنود التي طرحتها وثيقة 2017؟ هل هنيّة مستعد للاعتراف بدولة إسرائيل مثلاً إلى جانب القبول بالاعتراف بالدولة الفلسطينية؟
هل ما سيتفاوض فيه يختلف عما كانت المملكة العربية السعودية تتفاوض حوله للاتفاقية مع إسرائيل والتي توقفت بسبب عملية السابع من أكتوبر؟
يعتقد هنيّة أنه حقق نصراً لأنّ هناك محاسبة إسرائيلية شرسة لحكومة نتنياهو بدأت مبكرة ولم تنتظره إلى أن ينتهي من القضاء على حماس كما يطالب.
ويعتقد أن أمريكا بعد مرور شهر على السابع من أكتوبر وضغط الرأي العام ومزاجه بدأ يميل لصالح أهل غزة؛ لذلك بدأت الإدارة الأمريكية تضغط هي الأخرى على نتنياهو بأن الدعم اللامحدود لن يكون أبدياً، وأنّ ذلك «نصرٌ» حظي به الشعب الفلسطيني.
إسماعيل هنيّة مستعد للتفاوض بعد أن تأكد أن التحذيرات التي وُجهت لإيران من عدم استغلال الوضع وتوسيع نطاق الحرب عن طريق وكلائها أسفرت عن الاكتفاء بالخطب الرنانة وبضعِ قذائفَ من وكلائها لم تسفر عن خسائر إسرائيلية أو أمريكية سواء التي أطلقها حزب الله أو الحوثي أو تلك التي أطلقتها فصائل الحشد على مواقع أمريكية في العراق وسوريا.
إيران لا تريد أن تخسر استثمارها في وكلائها في حرب «عبثية» مع إسرائيل، فهؤلاء يملكون مهمة واحدة فقط هي «مقاومة الدولة الوطنية»، سواء كانت لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا، مهمتهم منع ترسيم حدود دولهم، وتعطيل المؤسسات الدستورية، وإضعاف الجيش أو السيطرة عليه كاملاً، أما المعركة مع إسرائيل فهي جهد ضائع لا يحقق منفعة لإيران ونظامها التوسعي.
هكذا إذن أدرك إسماعيل هنية أن هذا هو الحد الأقصى الذي يمكن أن تذهب إليه عملية السابع من أكتوبر، قتل 1400 إسرائيلي، خسائر اقتصادية كبيرة، غضب إسرائيلي على حكومة نتنياهو قابل للتصعيد إلى حد إقالته، رأي عام دولي متعاطف مع الفلسطينين بسبب رعونة ووحشية حكومة نتنياهو.
الحقيقة أن أي مكسب سياسي حصل عليه الفلسطينيون الآن لم يكن بسبب ما قامت به حماس، بل بسبب ما قام به الإسرائيليون بعد أن تحولوا بسرعة من ضحايا حصلوا يوم السابع من أكتوبر على تعاطف غربي واسع إلى وحوش يقتلون الأطفال، إنما لا شيء آخر، ليس هناك مكسب واحد تحقق على الأرض، فلم تُستعدْ أرضٌ فلسطينية، ولم يتغير الوضع على صعيد الحدود بين القطاع وإسرائيل.
فقرر هنية أنه بدلاً من انتظار مزيد من الخسائر لِمَ لا يستغل المزاج الدولي المؤيد للدولة الفلسطينية الآن ويطرح استعداده للتفاوض.
هو يعرف أن الوضع الحالي مرشح لأن يستمر عبثياً، فليست هناك أهداف نهائية واضحة لا لدى إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى لحماس، ولو أنه أبدى هذا الاستعداد قبل هذا اليوم لما التفت إليه أحد، فلِمَ لا يستغل الموقف الذي سقطت فيه حكومة نتنياهو داخلياً، وهناك تأييد دولي لقيام دولة فلسطينية، ويعلن استعداده الآن؟
إنما نسي هنيّة أن ثمن هذا التوقيت «المناسب» له لقبوله بالتفاوض راح ضحيته ما يقارب العشرة آلاف فلسطيني أغلبهم أطفال، ونسي أن القطاع الشمالي لغزة دُكَّ على بكرة أبيه، ونسي أن ما يبدي استعداده للتفاوض حوله كان هو محور التفاوض السعودي الأمريكي مع إسرائيل، دون إراقة نقطة دم واحدة، إنما كيف لهذا التفاوض أن يتم بعيداً عن سيطرته؟ وكيف يعيده إلى حضنه؟ ذلك لن يتم على حساب تلك الدماء المهدورة والأرواح المغدورة.
«برافو» هنية! فسّرت بعد الجهد الماء بالماء!!
هل ما سيتفاوض فيه يختلف عما كانت المملكة العربية السعودية تتفاوض حوله للاتفاقية مع إسرائيل والتي توقفت بسبب عملية السابع من أكتوبر؟
يعتقد هنيّة أنه حقق نصراً لأنّ هناك محاسبة إسرائيلية شرسة لحكومة نتنياهو بدأت مبكرة ولم تنتظره إلى أن ينتهي من القضاء على حماس كما يطالب.
ويعتقد أن أمريكا بعد مرور شهر على السابع من أكتوبر وضغط الرأي العام ومزاجه بدأ يميل لصالح أهل غزة؛ لذلك بدأت الإدارة الأمريكية تضغط هي الأخرى على نتنياهو بأن الدعم اللامحدود لن يكون أبدياً، وأنّ ذلك «نصرٌ» حظي به الشعب الفلسطيني.
إسماعيل هنيّة مستعد للتفاوض بعد أن تأكد أن التحذيرات التي وُجهت لإيران من عدم استغلال الوضع وتوسيع نطاق الحرب عن طريق وكلائها أسفرت عن الاكتفاء بالخطب الرنانة وبضعِ قذائفَ من وكلائها لم تسفر عن خسائر إسرائيلية أو أمريكية سواء التي أطلقها حزب الله أو الحوثي أو تلك التي أطلقتها فصائل الحشد على مواقع أمريكية في العراق وسوريا.
إيران لا تريد أن تخسر استثمارها في وكلائها في حرب «عبثية» مع إسرائيل، فهؤلاء يملكون مهمة واحدة فقط هي «مقاومة الدولة الوطنية»، سواء كانت لبنان أو العراق أو اليمن أو سوريا، مهمتهم منع ترسيم حدود دولهم، وتعطيل المؤسسات الدستورية، وإضعاف الجيش أو السيطرة عليه كاملاً، أما المعركة مع إسرائيل فهي جهد ضائع لا يحقق منفعة لإيران ونظامها التوسعي.
هكذا إذن أدرك إسماعيل هنية أن هذا هو الحد الأقصى الذي يمكن أن تذهب إليه عملية السابع من أكتوبر، قتل 1400 إسرائيلي، خسائر اقتصادية كبيرة، غضب إسرائيلي على حكومة نتنياهو قابل للتصعيد إلى حد إقالته، رأي عام دولي متعاطف مع الفلسطينين بسبب رعونة ووحشية حكومة نتنياهو.
الحقيقة أن أي مكسب سياسي حصل عليه الفلسطينيون الآن لم يكن بسبب ما قامت به حماس، بل بسبب ما قام به الإسرائيليون بعد أن تحولوا بسرعة من ضحايا حصلوا يوم السابع من أكتوبر على تعاطف غربي واسع إلى وحوش يقتلون الأطفال، إنما لا شيء آخر، ليس هناك مكسب واحد تحقق على الأرض، فلم تُستعدْ أرضٌ فلسطينية، ولم يتغير الوضع على صعيد الحدود بين القطاع وإسرائيل.
فقرر هنية أنه بدلاً من انتظار مزيد من الخسائر لِمَ لا يستغل المزاج الدولي المؤيد للدولة الفلسطينية الآن ويطرح استعداده للتفاوض.
هو يعرف أن الوضع الحالي مرشح لأن يستمر عبثياً، فليست هناك أهداف نهائية واضحة لا لدى إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأمريكية ولا حتى لحماس، ولو أنه أبدى هذا الاستعداد قبل هذا اليوم لما التفت إليه أحد، فلِمَ لا يستغل الموقف الذي سقطت فيه حكومة نتنياهو داخلياً، وهناك تأييد دولي لقيام دولة فلسطينية، ويعلن استعداده الآن؟
إنما نسي هنيّة أن ثمن هذا التوقيت «المناسب» له لقبوله بالتفاوض راح ضحيته ما يقارب العشرة آلاف فلسطيني أغلبهم أطفال، ونسي أن القطاع الشمالي لغزة دُكَّ على بكرة أبيه، ونسي أن ما يبدي استعداده للتفاوض حوله كان هو محور التفاوض السعودي الأمريكي مع إسرائيل، دون إراقة نقطة دم واحدة، إنما كيف لهذا التفاوض أن يتم بعيداً عن سيطرته؟ وكيف يعيده إلى حضنه؟ ذلك لن يتم على حساب تلك الدماء المهدورة والأرواح المغدورة.
«برافو» هنية! فسّرت بعد الجهد الماء بالماء!!