كان خطاب أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله يوم الجمعة الماضي عبارة عن هرطقات ليس لها معنى، وقد تمت صياغته من قبل الساسة في إيران، حيث وهو يسرد خطابه كان أهل غزة يعانون من القصف الإسرائيلي على أراضيهم.
لن أتحدث عن مضامين الخطاب وما ذكره بشأن حادثة طوفان الأقصى، ولكن من الصُدَف الجميلة أنه بعد الخطاب مباشرة اتجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، وعلى ما يبدو يحمل خيبات الأمل بمحور المقاومة «المقاولة».
فتحركات حماس وخطاب حسن نصرالله يثبت بأن محور المقاولة في ورطة كبيرة لم يتم حسابها، فهم الآن بوجود البوارج الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية وموقف واشنطن في المؤسسات الدولية الرافض لأي إدانة لتل أبيب جعلهم يعاودون الحسابات كثيراً.
بما معنى أن «حزب الله» يراهن على أسلحته التي توفرها إيران وعدد من الدول المعادية لأمريكا، وهو على علم ويقين بأنها لن يكون لها قيمة في حال قامت واشنطن باستخدام ترسانتها من الأسلحة كصواريخ سكود المتطورة والتي تتفوق بمراحل على الروسية أو القنبلة النيوترونية في حال تطلّب الأمر.
النقطة التي أود إيصالها، هو أن التخبط الذي يعيشه اليوم محور «المقاولة» سيؤدي لتوسّع نطاق المعارك وخروجها عن السيطرة، وحين يفشل وبعد خسارة الأرواح مع حصول إسرائيل على مزيد من المكاسب من المستوطنات في غزة سيتم رمي هذا الفشل كله على دول الخليج والدول العربية. فهل يُعقل بأن تقوم حماس ومَن خلفها بهجوم بهذه الصورة على إسرائيل من دون أن تتم عمليات التدريب والتنسيق مع محور «المقاولة»، لتكذب إيران وحزب الله اللبناني والتابعون بأن هذا الهجوم جاء بقرار من حماس وليس لهم أي علاقة؟
خلاصة الموضوع، أرواح البشر والمسلمين لدى حماس ومحور «المقاولة» في الشرق الأوسط أصبحت رخيصة لديهم، وهذا أمر نرفضه جملة وتفصيلاً، فإذا أردتم الدفاع عن غزة دافعوا عنها بحكمة وعقلانية وليس بتحركات المراهقين الذين لا يدركون نتائج ما يحدث، فإسرائيل وعقيدتها العسكرية الانتقامية المنافية لكل المعايير الإنسانية ومن يقف وراءها يحتاج لمواجهتها إعداد متقن لمنافستها بالقدرات والنفوذ الدولي وليس خطوات صبيانية كالتي يقوم به محور «المقاولة»، فبدلاً من الهجوم على تل أبيب يهدد «حزب الله» الدول الخليجية والعربية، فالرأي العام العربي يجب أن يصحو من غفلته. إن كل ذلك مجرد مقاولة إيرانية ثمنها أرواح إخواننا وأخواتنا وأبنائنا وبناتنا المسلمين في قطاع غزة.