تصدر الأمم المتحدة قرارات عديدة بحق دول بسبب خرقها اتفاقيات معتمدة دولياً، مثل اتفاقية جنيف وغيرها، وكذلك تتحرك للتدخل في صراعات عسكرية وبؤر ملتهبة حماية للناس. وفي جانب آخر ترفع الولايات المتحدة راية «حقوق الإنسان» و«الدفاع عن الإنسان» ومن هذا المنطلق تقرر فرض عقوبات اقتصادية وغيرها على بعض الدول، وعلى هذين المثالين شواهد عديدة، وارجعوا إلى التاريخ.
السؤال: لماذا نضرب الأمثلة على الأمم المتحدة والولايات المتحدة هنا؟! لأن الأولى هي عصبة للأمم، فيها أغلب الدول، وقراراتها يفترض أنها تُحترم. والثانية، أي الولايات المتحدة، هي التي تتصرف بحسب ما تراه يخدم مصالحها، وما يجعلها تفرض وضعها كقوة عالمية تتحكم في كثير من الأمور، وأيضاً تعطل أموراً تقررها الجمعية العامة للأمم المتحدة باستخدام حق النقض «الفيتو».
المفارقة التي نعيشها اليوم أن الأمم المتحدة نفسها أدانت ما قامت به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ولسان غالبية العالم يندد بما يحصل ووصفوها بحرب «إبادة»، إلا أن الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها «شرطي العالم»، مازالت تتصرف كأنها «لا ترى ولا تسمع»، لكنها «تتكلم» لكن بلسان يبرر لإسرائيل ما تقوم به، وتتحرك بما يدعم القوات الإسرائيلية في اقتحامها للأراضي الفلسطينية وقتلها الأبرياء.
المؤلم في هذا الزمن أن العالم في غالبيته بات يندد بما تمضي فيه إسرائيل، وبما يحصل للأبرياء من قتل متعمد، وبالكارثة الإنسانية التي تحصل، ورغم كل شبه الإجماع العالمي هذا، فإننا مازلنا أمام مشهد عاجز عن وقف آلة القتل الإسرائيلية، ومازلنا أمام مشهد لا يقول للأمريكان إنكم تشاركون في «جرائم حرب» بدعمكم لهذا الإرهاب.
إن كان العالم سيقبل بما يحصل، وأن يضرب بكلام الأمم المتحدة وقرارتها الأرض، فلماذا تستمر المنظمة في عملها؟! ولماذا تضيع الدول وقتها في اجتماعات لا تنتهي، ولماذا يزعج مجلس الأمن نفسه وهو يدرك أنه لا يمكن توفير الأمن لشعب يواجه عمليات قتل صريحة؟!
حق الشعب الفلسطيني للأسف ضائع بسبب القرار الأمريكي الداعم لإسرائيل، وحق الشعب الفلسطيني لا يمكن أخذه طالما لا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني سيظل معطلاً طالماً العالم يغمض عينيه عن الإرهاب ويفسره ويترجمه بحسب ما يخدم مصالحه وعلاقاته، فإن كان صادراً عن العرب فإنه إرهاب، وإن كان صادراً من الغرب وإسرائيل فإن دفاع عن النفس.
بالله عليكم أين الدفاع عن النفس فيما تفعله القوات الإسرائيلية؟! أي دفاع عن النفس يقتل رضعاً في أمهادهم؟!
هذا النداء لا يوجه للعالم ولا الأمم المتحدة ولا أي طرف، هذا نداء للجانب الأمريكي، أنتم من بيدكم وقف كل ما يحصل، لكنكم لا تفعلون، أنتم من بسبب دعمكم يقتل الشعب الفلسطيني كل يوم. وعليه لا تحاضروا العالم بشأن حقوق الإنسان ولا الإرهاب ولا أي شيء آخر.
للأسف هم يعرفون كل شيء، ويدركون أن العالم بات غاضباً جداً، فالجانب الإسرائيلي تمادى بشكل خطير ورهيب، ما يحصل جرائم حرب لا يغض الطرف عنها النظام العالمي، لكن للأسف بسبب واشنطن فإن الإرهاب هذا أصبح مباحاً بل مدعوماً.
بتنا لا نتحدث الآن عن حق الشعب الفلسطيني الضائع للأسف، بل بتنا نتحدث عن وقف هذا القتل والإجرام بحقه حتى لا يباد وحينها تضيع قضيته للأبد.
لهم الله الذي لا يعجزه أي جبار على الأرض.
{{ article.visit_count }}
السؤال: لماذا نضرب الأمثلة على الأمم المتحدة والولايات المتحدة هنا؟! لأن الأولى هي عصبة للأمم، فيها أغلب الدول، وقراراتها يفترض أنها تُحترم. والثانية، أي الولايات المتحدة، هي التي تتصرف بحسب ما تراه يخدم مصالحها، وما يجعلها تفرض وضعها كقوة عالمية تتحكم في كثير من الأمور، وأيضاً تعطل أموراً تقررها الجمعية العامة للأمم المتحدة باستخدام حق النقض «الفيتو».
المفارقة التي نعيشها اليوم أن الأمم المتحدة نفسها أدانت ما قامت به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ولسان غالبية العالم يندد بما يحصل ووصفوها بحرب «إبادة»، إلا أن الولايات المتحدة التي تعتبر نفسها «شرطي العالم»، مازالت تتصرف كأنها «لا ترى ولا تسمع»، لكنها «تتكلم» لكن بلسان يبرر لإسرائيل ما تقوم به، وتتحرك بما يدعم القوات الإسرائيلية في اقتحامها للأراضي الفلسطينية وقتلها الأبرياء.
المؤلم في هذا الزمن أن العالم في غالبيته بات يندد بما تمضي فيه إسرائيل، وبما يحصل للأبرياء من قتل متعمد، وبالكارثة الإنسانية التي تحصل، ورغم كل شبه الإجماع العالمي هذا، فإننا مازلنا أمام مشهد عاجز عن وقف آلة القتل الإسرائيلية، ومازلنا أمام مشهد لا يقول للأمريكان إنكم تشاركون في «جرائم حرب» بدعمكم لهذا الإرهاب.
إن كان العالم سيقبل بما يحصل، وأن يضرب بكلام الأمم المتحدة وقرارتها الأرض، فلماذا تستمر المنظمة في عملها؟! ولماذا تضيع الدول وقتها في اجتماعات لا تنتهي، ولماذا يزعج مجلس الأمن نفسه وهو يدرك أنه لا يمكن توفير الأمن لشعب يواجه عمليات قتل صريحة؟!
حق الشعب الفلسطيني للأسف ضائع بسبب القرار الأمريكي الداعم لإسرائيل، وحق الشعب الفلسطيني لا يمكن أخذه طالما لا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني سيظل معطلاً طالماً العالم يغمض عينيه عن الإرهاب ويفسره ويترجمه بحسب ما يخدم مصالحه وعلاقاته، فإن كان صادراً عن العرب فإنه إرهاب، وإن كان صادراً من الغرب وإسرائيل فإن دفاع عن النفس.
بالله عليكم أين الدفاع عن النفس فيما تفعله القوات الإسرائيلية؟! أي دفاع عن النفس يقتل رضعاً في أمهادهم؟!
هذا النداء لا يوجه للعالم ولا الأمم المتحدة ولا أي طرف، هذا نداء للجانب الأمريكي، أنتم من بيدكم وقف كل ما يحصل، لكنكم لا تفعلون، أنتم من بسبب دعمكم يقتل الشعب الفلسطيني كل يوم. وعليه لا تحاضروا العالم بشأن حقوق الإنسان ولا الإرهاب ولا أي شيء آخر.
للأسف هم يعرفون كل شيء، ويدركون أن العالم بات غاضباً جداً، فالجانب الإسرائيلي تمادى بشكل خطير ورهيب، ما يحصل جرائم حرب لا يغض الطرف عنها النظام العالمي، لكن للأسف بسبب واشنطن فإن الإرهاب هذا أصبح مباحاً بل مدعوماً.
بتنا لا نتحدث الآن عن حق الشعب الفلسطيني الضائع للأسف، بل بتنا نتحدث عن وقف هذا القتل والإجرام بحقه حتى لا يباد وحينها تضيع قضيته للأبد.
لهم الله الذي لا يعجزه أي جبار على الأرض.