الحديث الأهم والأبرز في الحرب على غزة يدور حول شبكة الأنفاق التي استطاعت «حماس» أن تبنيها على مدى سنوات في القطاع مما يجعل من عملية اجتياح بري إسرائيلي لغزة حالياً أمراً بالغ الصعوبة.
حيث يخشى الإسرائيليون من هجمات مباغتة مدمرة تتعرض لها قواتهم من قبل مقاتلي حماس المختبئين تحت الأرض في حال تقدمت قواتهم البرية داخل غزة.
وحسب بعض التقديرات يبلغ طول شبكة الأنفاق في غزة ما يقارب ٤٨٠ كيلومتراً بعضها يقع تحت الأرض بعمق ثلاثين متراً.
أما المداخل والمخارج لهذه الأنفاق فعادة ما تكون في أماكن يصعب اكتشافها مثل البنايات والبيوت والمزارع.
وقد تعامل الغزاويون بذكاء مع جغرافيتهم وأرضهم المسطحة المكشوفة واستطاعوا أن يبنوا مدينة سرية تحت الأرض موازية للمدينة الموجودة في الأعلى مرتبطة ببعضها البعض وتستخدم لعدة أغراض استراتيجية أهمها نقل البضائع التي تمنع إسرائيل وصولها للقطاع وكذلك نقل وتخزين الأسلحة والمتفجرات بالإضافة إلى توظيفها - أي الأنفاق - للاختباء والتنقل لمقاتلي حماس.
وقالت الجارديان نقلاً عن خبراء عسكريين إن شبكة الأنفاق هذه تشكل تحدياً واضحاً لأي اجتياح إسرائيلي بري ووصفتها البريطانية إيزابيل يونج التي رأتها بعينها بأنها «مثيرة للإعجاب» وأنها «مبنية من الكونكريت من جميع الزوايا ومحصنة وتبدو أنها ممتدة في جميع الاتجاهات».
ونقلت قناة سي إن بي سي تصريحاً لجندي إسرائيلي يقول فيه «إننا نعلم أنهم ينتظروننا» وإن غزة «خطرة فوق الأرض وتحت الأرض لكن الخطورة أسفلها أكثر بكثير».
والأنفاق تستخدم في الحروب منذ قرون وموجودة في أوروبا منذ العصور الوسطى مثلاً.
كما أنها تشكل عائقاً لكل الجيوش التي تسعى لغزو الدول فالمفاجئات التي قد تصادفهم من قبل الخصم عادة ما تكون قاتلة.
وقد تكون ضرورة ملحة وجود شبكة أنفاق مماثلة لشبكة غزة في كل دولة من دول الخليج بحيث تكون مهيئة للاستخدام العسكري من قبل القوات المسلحة لكل بلد وفي الخفاء وبعيداً عن مراقبة الأقمار الاصطناعية أو الطائرات لتشكل حماية وحصناً تحت الأرض ضد أي محاولة اجتياح يقوم بها المتربصون والأعداء.