ما تصرح به الولايات المتحدة الأمريكية حول مستقبل غزة بعد الحرب أنه لا «حماس» بعد اليوم، وفي ذات الوقت تؤكد من خلال مسؤوليها ومنهم بلينكن وزير خارجيتها أنه لا تهجير للغزاويين ولا احتلال إسرائيلي لقطاع غزة، وتؤكد حل الدولتين ويشمل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة تحت قيادة «السلطة الفلسطينية».
وما لم تصرح به الولايات المتحدة الأمريكية عن مستقبل غزة بل ترى أثره في صحافتها وتحليلات سياسييها، بأنها تهيئ إسرائيل لمرحلة ما بعد نتنياهو -الساقط لا محالة- وأنها تمهله فترة حتى ينهي على أكبر قدر ممكن لقيادات حماس، وحتى يهيئ الوضع إسرائيلياً لإسقاط نتنياهو، وتحثه على السرعة وعدم التأخير لأن ذلك سيزيد المسألة تعقيداً ويحمل معه تبعات توسع نطاق الحرب وزيادة ضغط الرأي العام الدولي بما فيه الأمريكي في الداخل.
وما نشره السويدي «يورغن فولدت» في صحيفة ستوكهولم يقارب المنطق كثيراً حول الرؤية الأمريكية لغزة ما بعد الحرب «بأن مخططاً أمريكياً أعد في دوائر أجهزة الاستخبارات ودائرة الأمن القومي الأمريكي» حول مستقبل القضية الفلسطينية بعد انتهاء حرب غزة والتي ستحدد نتائجها والمعارك الضارية التي تدور، هناك إمكانية تطبيق هذا المخطط من 18 بنداً أبرزها:
1- تغيير شامل للقيادات السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية عبر إجراء انتخابات مبكرة في مدة أقصاها شهر مارس 2024 ويبقى مصير نتنياهو شأناً إسرائيلياً داخلياً يخص القضاء الإسرائيلي.
2- تغيير شامل للقيادات الفلسطينية السياسية والأمنية ستطال حركة فتح وأحزاب منظمة التحرير الفلسطينية وإقالة كامل أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح وانعقاد المؤتمر الحركي لفتح في مدة أقصاها نيسان 2024 وفق معايير النظام الداخلي المعمول فيه داخل حركة فتح.
4- انعقاد الانتخابات الفلسطينية العامة التشريعية والرئاسية بمشاركة القدس الشرقية في مدة أقصاها تشرين أول 2024 بمشاركة كافة القوى الفلسطينية.
4- تبييض كامل السجون الإسرائيلية وإطلاق سراح كافة الرهائن المختطفين في قطاع غزة في موعد أقصاه شباط 2024 وأبرزهم مروان البرغوثي والذي سيلعب دوراً محورياً في بلورة النظام السياسي الفلسطيني المستقبلي وأحمد سعدات وعديد من القيادات من باقي القوى والفصائل الفلسطينية.
5- حزم اقتصادية لإعادة إعمار غزة بإشراف الأمم المتحدة الكامل.
6- فترة انتقالية تبدأ من شهر كانون الثاني 2024 تستمر لموعد أقصاه أكتوبر 2024 وأقوى الأسماء ترشحاً هو ناصر القدوة وعماد أبو كشك نائباً له.
7- ثم يكون لمحمد دحلان دور استشاري غير مباشر في الشؤون الأمنية والسياسية بالتوافق بين فتح وحماس وسيتولى ملفه لتحديد مصيره ومهامه عن حماس صالح العاروري وعن حركة فتح جمال حويل.
8- وهناك خطة إعادة انتشار تتضمن تفكيك مستوطنات وتبادل أراضٍ وحل نهائي للقدس الشرقية يتضمن وجود قوات دولية من 7 دول تتبع الناتو ودول من خارج الناتو تحت إشراف الأمم المتحدة لتكون جهات دولية رقابية وضامنة منها قوات من ثلاث دول إسلامية هي ماليزيا وتركيا والأردن وقوات إيطالية فرنسية ألمانية إسبانية.
9- إنشاء غرفة عمليات أمنية أمريكية مصرية أردنية فلسطينية إسرائيلية بمشاركة قطرية سعودية يكون مقرها الرئيس القاهرة وتعقد اجتماعات دورية أسبوعياً.
10- تشكيل لجنة اقتصادية إسرائيلية فلسطينية عليا.
11- إنشاء 4 مدن صناعية كبرى في الخليل والخان الأحمر وطوباس وجنوب غزة.
12- إنشاء نظام قانوني انتقالي يتضمن العفو عن كل المخالفات والجنايات التي ارتكبها فلسطينيون قبل شهر تشرين أول 2024 بما فيهم القيادات الفلسطينية والأمنية من شتى القوى مع بحث مصادر ثرواتهم وإعادة ما يمكن إعادته إلى الخزينة الفلسطينية العامة.
13- تشكيل لجنة دولية تسمى بلجنة التوافق تبحث وضع اللاجئين الفلسطينيين في دول الطوق وأي دولة فيها لاجئون فلسطينيون بلا حقوق مدنية أو سياسية أو اقتصادية، هذه مقتطفات من المخطط الأمريكي «وفق صحيفة ستوكهولم».
أما نتنياهو فإنه لا يعير الخطة الأمريكية أي اهتمام وهو يقاتل من أجل عدم سقوطه مثلما يقاتل من أجل قتل كل من في غزة، وليس من مصلحته أبداً أي وقف لإطلاق النار، فذلك إعلان هزيمة بالنسبة له، أولوياته هي إعادة الإسرائيليين المدنيين إلى مستوطناتهم غير الشرعية، ودك غزة كلها شمالها وجنوبها، وتهجير من يتبقى منهم ودفعهم للحدود المصرية، ليقول للإسرائيليين إنني حققت لكم الأمن بطرد الفلسطينيين بعيداً عنكم وانتقمت لكم بقتل عشرة فلسطينيين أغلبهم أطفال مقابل كل إسرائيلي قتلته حماس.
والسؤال الآن، ما هو خط النهاية لنتنياهو بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية؟ أي كم من الوقت ستمهله والضغوط الدولية تتصاعد بعد كل مجزرة يرتكبها هذا المجنون؟ بل كيف سيضمن نتنياهو إنه قضى على حماس وضمن أمن إسرائيل فهو لم يحدد أهدافه وهو يحاصر غزة؟
لنتابع ولنرَ إلى متى ستتحمل إدارة بايدن جنون نتنياهو؟