يشكل مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في البحرين أحد أبرز المراكز التي تُعنى بالعمل الإنساني المشترك الذي ينطلق من مبادئ وقيم المحبة والتسامح والانفتاح على الآخر مهما كانت معتقداته وثقافته وديانته، المركز الذي يزداد إشراقاً مع قيادته الجديدة التي يرأسها معالي الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، بنفس جديد مفعم بطموحات عالية قائمة على الانفتاح والتوجه نحو تطلعات متدفقة لتفعيل رؤية مملكة البحرين الرائدة وصناعة نهضة جديدة في مجال التعاون الإنساني مع التأكيد على الأسس الدينية والثقافية والفكرية التي تنطلق منها رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملك البحرين المعظم لتحقيق أهداف المركز القائمة على ترسيخ مفاهيم التعايش والتقارب مع أتباع الأديان ومختلف الثقافات، ومن هنا جاء اختيارنا للعضوية في مجلس الأمناء لما لنا من باع كبير وتاريخ راسخ بالأعمال الرائدة في مجال الحوار البناء مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة والمذاهب الإسلامية.
مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.. تحقيقاً لرؤية مملكة البحرين لتفعيل قيم التسامح بين الشعوب والأمم: تشكل مملكة البحرين ملتقى الأديان والحضارات والمذاهب الإسلامية، فهي مثل حديقة غناء تتنوع فيها الزهور والألوان، وسميت أرض الفردوس العظيم، كما أن لها جذورها التاريخية التي تضرب في عمق الحضارات، فقد شكلت همزة وصل حيوية بين حضارات الفينيقيين في بلاد الشام، وبلاد الرافدين في العراق، ووادي النيل في مصر، كما أن أهالي البحرين أسلموا دون قتال وبشكل سلمي، ما يعكس الطبيعة المسالمة لهذا الشعب وملوكه الذين بنوا وطنهم على أسس العدالة والأمن محققين إنجازات تنموية رائدة، أكسبت المملكة مكانة مرموقة داخلياً وخارجياً.
كما أنها لم تألُ جهداً في خدمة القضايا الإنسانية بما فيها تفعيل سبل الحوار بين أتباع المذاهب الإسلامية وأتباع الأديان، خصوصاً في ظل التحديات الكبرى التي يعيشها العالم في حقبة الصراعات الدينية التي وصلت إلى حد التفجيرات التي طالت الأبرياء والأماكن المقدسة نتيجة تفشي الفكر المتطرف وخطاب الكراهية الذي أجج نار الفتن، فما كان من مملكة البحرين إلا المسارعة إلى دفع عجلة التعايش السلمي من خلال تأسيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي لوضع أسس السلام وترسيخ مبدأ الحوار ومد جسور التواصل وتعزيز التعايش بين جميع الطوائف والأديان، والتي يسهر عليها جلالة ملك البحرين المعظم، لوضع حد للتطرف والإرهاب، الذي وضع المنطقة على صفيح ساخن، وسهر جلالته من خلال توجيهاته على أهمية وضرورة ترسيخ قيم التعايش السلمي وقبول الآخر بمد جسور التواصل وتعزيز آليات الحوار لتحقيق التقارب بين الأديان والثقافات.
اختيارنا لعضوية مجلس الأمناء: تعييننا لعضوية مجلس الأمناء يأتي في سياق اختيار عضوية لجنة الأمناء الجديدة وتم تشريفي لأكون عضواً فيها نتيجة القيمة والقامة العلمية والفكرية التي أتحلى بها، ونتيجة للخبرة والتجربة التي تتعلق بالمحاورة ومد الجسور مع الآخر واللقاء معهم ومكافحة خطاب الكراهية والعنف والتصدي لخطاب التطرف والعمل على ترسيخ قيم التسامح ونشر منهج الاعتدال والوسطية.
ومن هنا نتقدم بالشكر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم ولمعالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي على ثقتهم الغالية ونسأل الله أن نكون عند حسن الظن لتحقيق أهداف ورؤية المركز المنفتحة والتي تشمل الجميع وتتعاطى مع الجميع دون تمييز عبر مد جسور الحوار الفعال والركون لاختياراتها الصحيحة.
* أمين عام المجلس الإسلامي العربي