عنوان في الصحف للخبر يقول اجتمعت السلطتان التنفيذية والتشريعية مع صندوق العمل «تمكين» لمناقشة حزمة البرامج الجديدة التي أطلقها الصندوق، قلنا: ممتاز، يحتاج الأمر إلى متابعة حثيثة لصيقة من السلطة الرقابية على التنفيذية لكيفية تفعيل هذه الحزمة، وضمان استفادة أكبر قدر من البحرينيين خلال هذه السنة، بحيث لا يقل عن 50 ألف بحريني.
وفتحنا الصحف نبحث عن تفاصيل الخبر، والبحث عن أسئلة الناس وهواجسها واستفساراتها إن كانت قد نقلت إلى القائمين على تنفيذ الحزمة، فإذا بالخبر -كالعادة- لا يشفي الغليل، وقد يكون الحوار الذي تم في هذا الاجتماع به من التفاصيل على درجة من المكاشفة أكثر والشفافية بشكل أكبر، لكن دأبنا على مخاطبة الناس تحت شعار (وايد عليهم هالتفاصيل) يكفيهم عناوين مثل هذه التي ذكرت، وصياغة مثلما صيغ به هذا الخبر.
فالفقرة الأولى كلها ذكر ألقاب من اجتمعوا، والفقرة الثانية ذكر أسماء من ترأس عن كل جانب، والفقرة الثالثة فكرة عن الحزمة، كما أعلن عنها سابقاً، والفقرة الرابعة عبارة عن أعرب سعادته، والفقرة الخامسة ثمن سعادته، ثم الفقرة التي تليها أشاد سعادته وكذلك سعادته الآخر، وهكذا إلى أن جاءت فقرة ضرورة أن يستفيد البحريني وأهمية أن يحظى البحريني، ثم جواب الوزير بما معناه (لا تحاتون البحريني في عيوننا) فهذه هي توجيهات جلالة الملك حفظه الله.. وانتهى الخبر!!
صياغة الخبر -أياً كانت الجهة التي صاغته- فهي الصيغة التقليدية الجاهزة التي تتغير فيها التواريخ فقط وبعض المصطلحات لتناسب الحدث، صيغة لا تفيد ولا تستفيد ولا تنقل أي صورة واقعية، بل بالعكس، فحين تقرأ هذه الصياغة تصل إلى استنتاج أنه اجتماع شكلي غير مهم قامت كل جهة فيه بإبراء الذمة وإعطاء المتلقي جرعة بندول عادية لا تسمن ولا تغني من جوع.
لا أعلم ما الذي دار في قاعة الاجتماعات، إنما بالتأكيد طرحت بعض الاستفسارات، وبالتأكيد تمت إجابتها وطرحت أيضاً ملاحظات وتم أخذها بعين الاعتبار، بمعنى أكيد أن من اجتمع بشر مثلنا له انفعالاته وتفاعلاته، وخاصة إن كنا نتحدث عن السلطة التشريعية؛ فهم يمثلون مواطنين معنيين جداً بالتفاصيل وينتظرون من يمثلهم أن يتحدث بها ويعلنها نيابة عنهم؛ كي ينقلوا إلى المواطن إجاباتها، ولكن هذا لم يحدث بسبب السياسة الإعلامية التقليدية التي اعتدناها، والتي تعميها بدلاً من أن تحكمها، والتي تزيد الطين بلة!!
أي قارئ للخبر سيقول اجتماعهم من عدمه واحد، وفسر بعد الجهد الماء بالماء، ولا ألوم الجهة التي صاغت الخبر إنما ألوم هذه السياسة الإعلامية العامة التي توجه إلى صياغة الأخبار بتلك الطريقة الروبوتية والتي أضرتنا كثيراً طيلة السنوات الماضية، والمفارقة أننا نحن من (نطز عيونا بأصابعنا) مثل تلك السياسة هي التي تظهر أن الناس في جهة والسلطات في جهة، وأي روبوت أو ذكاء صناعي يغني عن السلطتين، فهل هذا هدف من أهدافنا؟
إن كان المقصود من تلك السياسة أنه كلما قلت التفاصيل قلت الالتزامات، وكلما أعطينا المواطن رؤوس الأقلام فقط نجونا من محاسبته، فهذا القصد لم يتحقق، ما وصل إلى الأذهان وما حققناه نتيجة تلك السياسة وبعد الانتهاء من القراءة أنه ليس هناك جهد بذل من أي جهة، وليس هناك اهتمام أعطي من أي مسؤول، وليست هناك جدية في العمل إن كانت الاجتماعات تتم بهذا الشكل المنشور.
ولا أعلم حقيقة لِمَ نُصرّ على الإضرار بالعلاقة بين السلطات والمواطن نتيجة هذه السياسة؟
عموماً اللهم قد بلغت للمرة الألف.. اللهم فاشهد.
وفتحنا الصحف نبحث عن تفاصيل الخبر، والبحث عن أسئلة الناس وهواجسها واستفساراتها إن كانت قد نقلت إلى القائمين على تنفيذ الحزمة، فإذا بالخبر -كالعادة- لا يشفي الغليل، وقد يكون الحوار الذي تم في هذا الاجتماع به من التفاصيل على درجة من المكاشفة أكثر والشفافية بشكل أكبر، لكن دأبنا على مخاطبة الناس تحت شعار (وايد عليهم هالتفاصيل) يكفيهم عناوين مثل هذه التي ذكرت، وصياغة مثلما صيغ به هذا الخبر.
فالفقرة الأولى كلها ذكر ألقاب من اجتمعوا، والفقرة الثانية ذكر أسماء من ترأس عن كل جانب، والفقرة الثالثة فكرة عن الحزمة، كما أعلن عنها سابقاً، والفقرة الرابعة عبارة عن أعرب سعادته، والفقرة الخامسة ثمن سعادته، ثم الفقرة التي تليها أشاد سعادته وكذلك سعادته الآخر، وهكذا إلى أن جاءت فقرة ضرورة أن يستفيد البحريني وأهمية أن يحظى البحريني، ثم جواب الوزير بما معناه (لا تحاتون البحريني في عيوننا) فهذه هي توجيهات جلالة الملك حفظه الله.. وانتهى الخبر!!
صياغة الخبر -أياً كانت الجهة التي صاغته- فهي الصيغة التقليدية الجاهزة التي تتغير فيها التواريخ فقط وبعض المصطلحات لتناسب الحدث، صيغة لا تفيد ولا تستفيد ولا تنقل أي صورة واقعية، بل بالعكس، فحين تقرأ هذه الصياغة تصل إلى استنتاج أنه اجتماع شكلي غير مهم قامت كل جهة فيه بإبراء الذمة وإعطاء المتلقي جرعة بندول عادية لا تسمن ولا تغني من جوع.
لا أعلم ما الذي دار في قاعة الاجتماعات، إنما بالتأكيد طرحت بعض الاستفسارات، وبالتأكيد تمت إجابتها وطرحت أيضاً ملاحظات وتم أخذها بعين الاعتبار، بمعنى أكيد أن من اجتمع بشر مثلنا له انفعالاته وتفاعلاته، وخاصة إن كنا نتحدث عن السلطة التشريعية؛ فهم يمثلون مواطنين معنيين جداً بالتفاصيل وينتظرون من يمثلهم أن يتحدث بها ويعلنها نيابة عنهم؛ كي ينقلوا إلى المواطن إجاباتها، ولكن هذا لم يحدث بسبب السياسة الإعلامية التقليدية التي اعتدناها، والتي تعميها بدلاً من أن تحكمها، والتي تزيد الطين بلة!!
أي قارئ للخبر سيقول اجتماعهم من عدمه واحد، وفسر بعد الجهد الماء بالماء، ولا ألوم الجهة التي صاغت الخبر إنما ألوم هذه السياسة الإعلامية العامة التي توجه إلى صياغة الأخبار بتلك الطريقة الروبوتية والتي أضرتنا كثيراً طيلة السنوات الماضية، والمفارقة أننا نحن من (نطز عيونا بأصابعنا) مثل تلك السياسة هي التي تظهر أن الناس في جهة والسلطات في جهة، وأي روبوت أو ذكاء صناعي يغني عن السلطتين، فهل هذا هدف من أهدافنا؟
إن كان المقصود من تلك السياسة أنه كلما قلت التفاصيل قلت الالتزامات، وكلما أعطينا المواطن رؤوس الأقلام فقط نجونا من محاسبته، فهذا القصد لم يتحقق، ما وصل إلى الأذهان وما حققناه نتيجة تلك السياسة وبعد الانتهاء من القراءة أنه ليس هناك جهد بذل من أي جهة، وليس هناك اهتمام أعطي من أي مسؤول، وليست هناك جدية في العمل إن كانت الاجتماعات تتم بهذا الشكل المنشور.
ولا أعلم حقيقة لِمَ نُصرّ على الإضرار بالعلاقة بين السلطات والمواطن نتيجة هذه السياسة؟
عموماً اللهم قد بلغت للمرة الألف.. اللهم فاشهد.