نريد أن نعرف الموقف الأمريكي الرسمي من أحد المحسوبين عليه وهو «يهين» الدين الإسلامي بما يثير الكراهية ضده من قبل جميع المسلمين، وأيضاً تطاول على رسولنا الكريم وهو الذي لن يقبل أي مسلم بأن يُمس بإساءة، وأيضاً يتفاخر بقتل 4 آلاف طفل فلسطيني في غزة وقوله إن هذا لا يكفي!

فقط على الإدارة الأمريكية أن تخرج على العالم اليوم ببيان أو تصريح تخبرنا فيه عما ستتخذه من إجراءات صارمة بشأن هذا الشخص المحسوب عليها.

وقبل أن أقول اسمه وأتطرق للحادثة التي كشفتها فيديوهات تبين هذا «العنصري» و«المنحط المتطاول» على ديننا ورسولنا، والتي تبين هذا «الفاشي الدموي» وهو يتلذذ بقتل أطفال فلسطين، قبل كل هذا أود التذكير بأنك اليوم لو ذكرت شيئاً عن تاريخ الصهيونية، ولو تطرقت لتاريخ الإسرائيليين وما فعله الزعيم النازي أدولف هتلر بهم، لتم اتهامك على الفور بأنك «معادٍ للسامية»، وهنا ستقوم القيامة ولن تقعد، وستتحرك الولايات المتحدة بأبواقها الإعلامية قبل الأبواق الإسرائيلية.

بالتالي نقول ولو لمرة واحدة، على الداعم الأكبر لإسرائيل والتي تحميها وتبرر لجرائمها، على الداعم الأكبر الولايات المتحدة أن تثبت لنا بأنها بالفعل راعية سلام، وأنها رافضة للإرهاب والدعوة للعنف، وأنها نابذة للكراهية بين الشعوب واستحقار الأديان والتطاول على معتقدات البشر، وبنفس الآلية التي تدافع فيها عن إسرائيل.

لا تقولوا لنا بأنه تصرف شخصي لإنسان غير مسؤول، لربما كان تحت تأثير المخدرات أو الكحول، إذ هذه التبريرات لن تُقبل من رجل شارع عادي، فما بالكم بشخص كان مستشاراً للرئيس الأسبق باراك أوباما، ما يعني أنه منتمٍ للحزب الديمقراطي، أي أنه تابع لإدارة الرئيس الحالي جو بايدن.

ستيوارت سيلدويتز، مستشار سابق لأوباما، وموظف سابق في الخارجية الأمريكية ومسؤول في الأمن القومي، انتشرت له عدة فيديوهات صورت على أوقات متفرقة، يظهر فيها وهو يستهدف بائع أطعمة مسلماً في نيويورك كتب على عربته «طعام حلال». الإرهاب اللفظي الذي مارسه هذا «العنصري المنحط» تمثل في التطاول على الإسلام، والإساءة لرسولنا الكريم وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وكذلك التشفي فيما يصيب أشقاءنا في فلسطين على يد الاحتلال الإسرائيلي وجيشه من اعتداءات ومجازر بشعة، بل لا يتردد في الاستهزاء باستشهاد 4 آلاف طفل فلسطيني، ويمضي ليقول هذا «السافل» بكل بجاحة: «قلتنا 4 آلاف طفل وهذا غير كافٍ».

الفيديوهات استدعت استنكاراً عالمياً واسعاً، ولم يكن الاستنكار في نطاق المسلمين والعرب فقط، بل حتى الأجانب، من شرائح مجتمعية مختلفة وإعلاميين معروفين وصفوا ما قام به هذا «العنصري» بأنه أمر «مقزز».

تخيلوا أن هذا مسؤول بل كان مستشاراً للرئيس الأمريكي، تخيلوا حجم الكراهية الموجودة في صدره ضد العرب والمسلمين، تخيلوا كيف يبيح لنفسه التطاول على رسولنا مع إدراكه بأنه سيستفز كل مسلم، تخيلوا كيف وضع دائرة الإدانة على الإدارة الأمريكية بأكملها حينما قال بـ«وصف جماعي» جمع فيه بلاده وإسرائيل بأنهم قتلوا 4 آلاف طفل فلسطيني!

قلناها مراراً لمن يحاولون ممارسة الفلسفة علينا من دول الغرب، وبالأخص أمريكا، لا تزعجونا بمحاضراتكم عن حقوق الإنسان واحترام الآخر وتقبله. أنتم اهتموا بموظفيكم أولاً، علموهم كيف يكونون «بشراً»، علموهم كيف يحترمون أديان الآخرين، وإن لم ينجحوا في ذلك لأنهم أصلاً لا يؤمنون به، خذوهم إلى أستوديوهات «هوليوود» ودربوهم على «التمثيل»، وذلك حتى يتجنبوا إفراغ ما في قلوبهم من «قيح وحقد على ديننا ورسولنا وأمتنا» بمجرد أن يروا شخصاً مسلماً مسالماً يحاولون التنمر عليه، دون أن ينتبه مثل هؤلاء الأغبياء ممن هم على شاكلة سيلدويتز وغيره أن تصويراً بكاميرا الهاتف ستكشف حقيقتهم وتفضحهم هم وإدارتهم التي تُبيح قتل الأبرياء وبعدها تحاضر العالم في الحريات وحقوق الإنسان.

شَتَمَ رسولنا الكريم وتشفَّى بأطفال المسلمين، بالتالي ندعو المولى عز وجل أن يرينا في هذا «المنحط» عجائب قدرته.