قبل الاستقلال الناجز الذي تحقق في عهد صاحب السمو الشيخ عيسى من سلمان آل خليفة الأمير الراحل، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته عام 1971، كنا فقط نحتفل بالعيدين الإسلاميين الكبيرين، عيد الفطر وعيد الأضحى، واحتفلنا أيضاً بوضع حجر الأساس للمشاريع الكبرى ذات الطابع الاقتصادي والتعليمي والصحي والصناعي والسياحي والثقافي والإسكاني، وهنا أذكر وضع حجر الأساس لمدينة عيسى التي تعد أول مدينة متكاملة في الخليج العربي عام 1963، ومشروع «ألبا» والغاز ومشاريع كثيرة أخرى.
بعد الاستقلال جاء الاحتفال بعيد الاستقلال الناجز الذي يصادف يوم 16 ديسمبر من كل عام، ويقرن بعيد الجلوس، وله معانٍ لا تحصى، أهمها الاحتفاء بتولي رأس الدولة ورمزها وفخرها وعزها مقاليد الحكم، وتجديد البيعة والولاء لجلالته أطال الله عمره بالخير والسؤدد، والتفاف المواطنين حول جلالته، لإيمانهم المطلق بحكمته وعدله، وبذل كل ما يستطيع من أجل كرامة المواطنين، خاصةً بتبنّيهِ المشروع الإصلاحي الشامل، وأهمية مشاركة المواطنين في إدارة شؤون البلاد، لتأخذ مملكتنا الفتية مكانها الذي تستحقه بين دول العالم من مكانة ذات تأثير إيجابي إقليمياً وقارياً وعالمياً، رافعةً شعار نشر السلام والتسامح والتعايش بين الشعوب، بغض النظر عن جنسياتهم وأعراقهم وثقافاتهم ومعتقداتهم الدينية، لبناء عالم جديد بفلسفة إنسانية تؤمن بأن بقاء العالم وتنمية موارده الاقتصادية والبشرية، وتوظيفها في مصلحة الوطن والمواطنين، ومد يد العون لأي شعب في أي دولة عن الكوارث الطبيعية، وفض المنازعات بين الدول بالطرق الدبلوماسية، وردع المعتدي وإنصاف المظلوم بالعدل، هذه السياسة الحكيمة التي اختطها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم وبمساعدة ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله تعالى ورعاهما، وبمؤازرة المواطنين المخلصين، تبوأت بلادنا الغالية مُبَوّأً فريداً وذا شأن بين دول العالم، وأصبحت مملكتنا الحبيبة مقصداً للمؤتمرات الاقصادية والعلمية والفصل في النزاعات أينما حدثت بالطرق السلمية، والمحافظة على كوكب الأرض سليماً ووضع الحلول ذات الأهمية خاصة مسألة الاحتباس الحراري وتغير المناخ واتساع ثقب غاز الأوزون الذي يؤثر في استمرار الحياة على الأرض.
إن ما تشهده مملكة البحرين في عهد مليكنا المعظم من تقدم في كل المجالات، خاصةً التي تصب في عيش كريم للمواطنين، لتدعونا جميعاً إلى مواصلة هذا النهج القويم، لاستمرار أعيادنا الوطنية على مدار السنة، حفظ الله تعالى مليكنا المعظم وولي عهده رئيس الوزراء، والمواطنين جميعاً، وأعاد علينا الأعياد كل عام والوطن وقائده والمواطنون بسعادة.