أسبوع كامل قضيته بين مدينتين في تركيا هما طرابزون وأوزنجول، وهاتان المدينتان تقعان على البحر الأسود، أي أنهما في أقصى الشمال الشرقي لتركيا حيث اعتدال أجوائهما صيفاً وبرودته الشديدة شتاء.. وبالرغم من أن الزيارة كانت في الأسبوع الماضي، أي في بداية شهر ديسمبر الجاري وبالتحديد في الخامس منه وحتى الثالث عشر من الشهر إلا أن البرودة كانت شديدة في المدينتين وتغطي الثلوج هامات الجبال، وكانت درجة الحرارة تصل إلى ثمان درجات مئوية وربما أقل من ذلك في بعض المناطق الجبلية.
وقد سميت مدينة طرابزون بهذا الاسم لأن قلعتها الشهيرة على شكل طاولة مربعة «أي طرابيزة» ومن ثم تحور الاسم من ترابيز- وهي كلمة يونانية الأصل- إلى طرابزون، وهذا ما نقلته لنا المعلومات التي جمعناها حول هذه المدينة السياحية الرائعة.
أما سبب تسمية البحر الأسود بهذا الاسم فيقال إن باخرة كبيرة تقل الرجال والنساء والأطفال كانت تمخر عباب البحر وفجأة حدثت عاصفة شديدة أغرقت السفينة وقتل من عليها جميعاً ولأن الموت يرمز إلى السواد والأحزان فسمي البحر الأسود لذلك بهذا الاسم.. أما العرب فسموه بهذا الاسم لأنه بحر مجهول ومخيف بالنسبة لهم فأطلقوا عليه هذا الاسم.
أما قرية ريزا فهي قرية تنافس مدينة طرابزون من حيث عدد السكان وتدفق السواح عليها، وميزتها أن الشمس لا تطلع عليها سوى 88 يوماً في السنة، أما بقية أيام السنة فغيوم وأمطار متواصلة.. وهذه القرية تقودنا إلى مدينة آيدن التي تشتهر بثلاث قمم تكسوها الثلوج هي وممراتها طوال فصل الشتاء.
ومن أهم المعالم في تلك المنطقة دير ساميلا.
أما طرابزون فكانت قديماً ميناء لطريق الحرير وممراً للشعوب من الشرق إلى الغرب وتمتلك إرثاً حضارياً من الحضارات الرومانية والبيزنطية والعثمانية، ومن أهم معالمها ما يعرف بالميدان حيث تكثر المحلات التجارية والأسواق الشعبية، ويشتهر بازار المدينة بالمشغولات الذهبية والفضية والنوافير والمقاهي التي يؤمها السواح من مختلف الجنسيات. وعلى مقربة من الميدان توجد تلة بوزتيه التي ترتفع عن سطح البحر بثلاثة كيلومترات، كما أن السائح من مرتفعات السلطان مراد يرى الغيوم من تحته وأسفل ناظريه.
ومن المناطق المثيرة منتجع حيدر نبي وهو عبارة عن هضبة مرتفعة يصل ارتفاعها إلى 1800 متر وتتميز بمنظر خلاب وتمتاز بالضباب والأمطار ومراعي الأبقار والمروج الخضراء والينابيع المتدفقة.
وعلى القرب من ذلك توجد بحيرة سيرا وهي بحيرة ساحرة الجمال وتوجد على ضفافها الكثير من المطاعم والمقاهي ويمكن للسائح أن يركب أحد القوارب للتجول في مياه البحيرة.