مثل شعبي قديم يضرب للتعبير عن خيبة أمل تأتي من تحقيق نتائج عكسية ومعيقة خلافاً للتي كان قد خُطط لها ورغب بها، وهو يصف لسان حال حكومة نتنياهو التي تعيش أسوأ حالاتها بحلول لعنة العقد الثامن والذي ترجع فكرته إلى رواية المؤرخين حول تاريخ الوجود اليهودي السياسي في فلسطين.
ربما كان الإعلان الأحمق لنتنياهو في عام 2017م بضرورة العمل على ضمان استمرارية إسرائيل لمدة 100 عام، بداية لطوفان لما لا نتوقعه، خصوصاً مع تزايد نمو الفصائل خلال تلك الفترة.
ما نستدل به اليوم هي محصلة الانهيارات المتتالية في صفوف إسرائيل التي لم تكن في الحسبان.. هذه الضربات الموجعة والإخفاقات التي أوجدت حالة من السخط والتذمر داخل المجتمع الإسرائيلي باتت تشكل رأياً عاماً مناهضاً للسياسات الإسرائيلية.
فعلى سبيل المثال هل كانت الهدنة في حسابات إسرائيل؟
إنّ صفقة الهدنة المؤقتة قد سبّبت كثيراً من الخسائر في صفوف إسرائيل، لعلّ أبرزها تلك الخلافات المتصاعدة بين قادتهم، الذين اعتبروا أن المبادرة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار هي إقرار بالهزيمة أمام الفصائل التي سجلت في هذه الحرب أداءً سياسياً وعسكرياً لافتاً، مقابل تراجع الحكومة الإسرائيلية.
إنّ الأسوأ بالنسبة إلى إسرائيل ليس في عدد الجنود القتلى والأسرى فحسب، بل في انهيار روايته التي روّج لها طويلاً وورّط بسببها الإدارة الأمريكية معه، وهي امتلاكه لأقوى جهاز استخباراتي في العالم، والمضحك، أن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي اليوم باتت تحتاج إلى حماية!
والأدهى من ذلك وأمرّ.. النظرة السوداوية القاتمة من العالم بسبب المذابح التي ترتكب بحق الفلسطينين.
إسرائيل التي لطالما تغنّت بجيشها وبجهازها الأمني، ها هي اليوم تقف حائرة وعاجزة أمام الطوفان.
قالها رعاه الله «بغاها طرب صارت نشب».