- الصورة الأولى:
على الصفحة الأخيرة من صحيفة أخبار الخليج ليوم أمس صورة كبيرة لفرقة نسائية عدنية تعزف على العود .
لن أستفيض في ذكر ما جاء في الخبر عن الفرقة وتدريباتها ومدة إعدادها ومَن هم مدربوها، إنما تكفيني الصورة لأقول أن عدن تتعافى وتتجاوز مآسي الحرب، وأن لليمنيات وقتاً وفرصاً ليتدربن على الفنون، هذا ما قالته لي الصورة.
بل أكدت الصورة وعززت فكرة أن "عدن" غير، عدن نكهة يمانية مميزة، عدن حاضرة من حواضر الفن وبالأخص الموسيقى فالصوت يماني والعدنيات لون فني له خصائصه، وأن قوة حضوره مؤشر على التعافي وأن عدن استطاعت أكثر من غيرها من المدن اليمنية أن تنهض من جديد وتستعيد عافيتها، وأن للمرأة في عدن مكانة مختلفة عنها في بقية المدن اليمنية.
صورة أكدت أن الجنوب اليمني له خصائصه التي تختلف عن شماله، له روافده التي شكلت وعيه ولست في معرض الجدل حول وحدة اليمن أو تقسيمه ومن مع هذه أو تلك الفكرة، إنما القصد أن صورة واحدة أكدت بأن الفرق واضح بين الاثنين.
باختصار صورة واحدة تكفي لتقودك لاستنتاجات وتوصل لك أفكاراً وآراءً وتعيد تشكيل الفكرة الذهنية في ذاكرتك.
- الصورة الثانية:
صورة الشيخ خالد الغزاوي بعمامته ولحيته الشهباء، وهو يقبل حفيدته الشهيدة ذات السنوات الخمس، ويحاول أن يفتح عينيها لتراه، ويردد ما أجملك أنت روح الروح!.
هذه الصورة صدمت الفكرة الراسخة في ذهنية أجيال في الغرب عن الرجل الفلسطيني الملتحي الذي يلبس عمامة، فهي لا تتطابق مع هذه الصورة أبداً، صورة كانت كالحجر الذي كسر الحاجز الزجاجي، صورة كانت كحجارة الانتفاضة الأولى إنما ألقيت على المخزون الفكري الذي رسخ في أجيال غربية على امتداد عقود طويلة، فأصحاب فاللحية والعمامة وحوش لا روح فيها، انسلخت من الإنسانية، إنما صورة الشيخ خالد تقطر إنسانية وتعصر القلب لترفها ونعومتها ورقتها المتمثلة في هذه اللحية وتلك العمامة، كيف؟ سؤال فرضته صورة الشيخ خالد على الملايين الذين شاهدوها، كيف لهذا الصنف من البشر أن يملك كل تلك الأحاسيس، إن ذلك ينفي وينقاض ويعاكس ما تعلمناه وعرفناه وثبتناه كواقع.
يقول أحد الأمريكيين إن والدتي السبعينية بكت وأنا بكيت معها والملايين بكوا تأثراً بهذه الصورة، إنها جعلتنا نعيد النظر من جديد، ونشكل صورة جديدة عن العمامة واللحية وعن الفلسطينيين، إنها صورة أوضحت لنا كم بذل إعلامنا جهداً متواصلاً لعقود لينشر الأكاذيب، صورة واحدة أذابت جليداً تبلد نحو هؤلاء البشر، صورة هزمت مليارات وملايين الصور تم نشرها في أفلام وتقارير وصحافة وتلفزيون وسينما، وجاءت صورة الشيخ خالد لتقول لنا، كم كنا أغبياء، وكم كذبة ابتلعناها، ولم نحاول أن نتأكد من صحتها.
لذلك نقول إنها الصورة وما أدراك ما الصورة؟
على الصفحة الأخيرة من صحيفة أخبار الخليج ليوم أمس صورة كبيرة لفرقة نسائية عدنية تعزف على العود .
لن أستفيض في ذكر ما جاء في الخبر عن الفرقة وتدريباتها ومدة إعدادها ومَن هم مدربوها، إنما تكفيني الصورة لأقول أن عدن تتعافى وتتجاوز مآسي الحرب، وأن لليمنيات وقتاً وفرصاً ليتدربن على الفنون، هذا ما قالته لي الصورة.
بل أكدت الصورة وعززت فكرة أن "عدن" غير، عدن نكهة يمانية مميزة، عدن حاضرة من حواضر الفن وبالأخص الموسيقى فالصوت يماني والعدنيات لون فني له خصائصه، وأن قوة حضوره مؤشر على التعافي وأن عدن استطاعت أكثر من غيرها من المدن اليمنية أن تنهض من جديد وتستعيد عافيتها، وأن للمرأة في عدن مكانة مختلفة عنها في بقية المدن اليمنية.
صورة أكدت أن الجنوب اليمني له خصائصه التي تختلف عن شماله، له روافده التي شكلت وعيه ولست في معرض الجدل حول وحدة اليمن أو تقسيمه ومن مع هذه أو تلك الفكرة، إنما القصد أن صورة واحدة أكدت بأن الفرق واضح بين الاثنين.
باختصار صورة واحدة تكفي لتقودك لاستنتاجات وتوصل لك أفكاراً وآراءً وتعيد تشكيل الفكرة الذهنية في ذاكرتك.
- الصورة الثانية:
صورة الشيخ خالد الغزاوي بعمامته ولحيته الشهباء، وهو يقبل حفيدته الشهيدة ذات السنوات الخمس، ويحاول أن يفتح عينيها لتراه، ويردد ما أجملك أنت روح الروح!.
هذه الصورة صدمت الفكرة الراسخة في ذهنية أجيال في الغرب عن الرجل الفلسطيني الملتحي الذي يلبس عمامة، فهي لا تتطابق مع هذه الصورة أبداً، صورة كانت كالحجر الذي كسر الحاجز الزجاجي، صورة كانت كحجارة الانتفاضة الأولى إنما ألقيت على المخزون الفكري الذي رسخ في أجيال غربية على امتداد عقود طويلة، فأصحاب فاللحية والعمامة وحوش لا روح فيها، انسلخت من الإنسانية، إنما صورة الشيخ خالد تقطر إنسانية وتعصر القلب لترفها ونعومتها ورقتها المتمثلة في هذه اللحية وتلك العمامة، كيف؟ سؤال فرضته صورة الشيخ خالد على الملايين الذين شاهدوها، كيف لهذا الصنف من البشر أن يملك كل تلك الأحاسيس، إن ذلك ينفي وينقاض ويعاكس ما تعلمناه وعرفناه وثبتناه كواقع.
يقول أحد الأمريكيين إن والدتي السبعينية بكت وأنا بكيت معها والملايين بكوا تأثراً بهذه الصورة، إنها جعلتنا نعيد النظر من جديد، ونشكل صورة جديدة عن العمامة واللحية وعن الفلسطينيين، إنها صورة أوضحت لنا كم بذل إعلامنا جهداً متواصلاً لعقود لينشر الأكاذيب، صورة واحدة أذابت جليداً تبلد نحو هؤلاء البشر، صورة هزمت مليارات وملايين الصور تم نشرها في أفلام وتقارير وصحافة وتلفزيون وسينما، وجاءت صورة الشيخ خالد لتقول لنا، كم كنا أغبياء، وكم كذبة ابتلعناها، ولم نحاول أن نتأكد من صحتها.
لذلك نقول إنها الصورة وما أدراك ما الصورة؟