التحالف البحري الذي شكلته وتقوده الولايات المتحدة الأمريكية في البحر الأحمر لحماية التجارة وصد الهجمات المتكررة من قبل قوات الحوثي على سفن نقل البضائع التي تمر عبر مضيق باب المندب متجهة إلى قناة السويس يضم 20 دولة بحسب تصريح البنتاغون يوم الخميس الماضي. وتذكر وكالة الأنباء رويترز أن ثماني دول على الأقل لم تكشف عن انضمامها إلى التحالف الجديد نظراً إلى حساسية الوضع في المنطقة بسبب الحرب في غزة.
وفرنسا التي تم إعلان انضمامها إلى التحالف الذي أطلق عليه اسم «عملية حارس الرخاء» وعن طريق وزارة الدفاع التابعة لها قالت إنها تعمل في المنطقة وإن سفنها ستظل تحت قيادتها.
أما إيطاليا فقالت إنها سترسل فرقاطتها «فيرجن فاسان» إلى البحر الأحمر لحماية مصالحها الوطنية بناء على طلب من ملاك السفن الإيطالية وإن إرسال الفرقاطة يأتي من ضمن عمليات موجودة وليس من ضمن «عملية حارس الرخاء». اليونان سترسل فرقاطة أيضاً وبريطانيا سترسل مدمرة.
أما هولندا والنرويج والدنمارك فأعلنت إرسال أفراد ما بين واحد إلى عشرة فقط للمشاركة في التحالف. ويبدو أن التحالف الجديد خجول بعض الشيء ويراعي الداخل الأوروبي والمزاج العام وأيضاً تكتنفه السرية.
وعلى الرغم من التعاطف الشعبي العربي الكبير الذي تلقاه أي عملية تحمل عنوان مقاومة الحرب الإسرائيلية على غزة فإن إستمرار هجمات الحوثي على سفن النقل المدنية والذي تعدى السفن الإسرائيلية ليشمل سفناً نرويجية وأوروبية عمل أضراراً ضخمة اقتصادياً وأمنياً على المنطقة والعالم، فبعد أن قررت مجموعة من شركات النقل البحري من ضمنها «مارسك» و«هاباك لويد» تغير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح بسبب هجمات الحوثي، وتتكبد قناة السويس المصرية حالياً خسائر فادحة في وقت تحتاج مصر فيه إلى مدخول القناة بشكل كبير. كما أن تعطيل الحركة الملاحية في البحر الأحمر يعني ارتفاعاً أتوماتيكياً في الأسعار للدول المستوردة للنفط والغاز وفي مختلف أنواع البضائع في أوروبا وخاصة أن 40٪ من التجارة الآسيوية الأوروبية تمر عبر قناة السويس.
هذا من جانب الاقتصاد والتجارة أما من الجانب الأمني فلا يمكن لميليشيات مسلحة أن تترك لتعبث بمصير المنطقة وتجرها لصدامات غير متكافئة وتعرض التجارة عبر بحارها للخطر دون تحرك يضع لها حداً؛ فالعواقب ستكون وخيمة على المنطقة بأكملها أمنياً إذا نجحت في الاستمرار.
والمعروف أن عدة قوات بحرية متواجدة في إطار عمليات بحرية منذ زمن بعيد في المنطقة مهمتها الأساسية حماية خطوط الملاحة من عمليات القرصنة التي تتخذ من الصومال مركزاً لها وتشمل «عملية أتلانتا وعملية إجينور» وهما عمليتان أوروبيتان بوجود سفن حربية أوروبية كما توجد «القوات البحرية المشتركة» وتتشكل من قوات بحرية أمريكية وقوات من «الناتو» وأوروبا وبعض دول الخليج والدول العربية. والمهم أن كثيراً من دول العالم تشارك في حفظ سلامة وأمن خطوط الملاحة في منطقتنا الملتهبة سواء من ضمن تحالف قديم أو جديد وسواء تم إعلان اسم الدولة أو لم يعلن لأسباب إعلامية إستراتيجية.