أجابت سعادة وزيرة شؤون الشباب روان توفيقي على سؤال نيابي حول عدد مراكز تمكين الشباب في مملكة البحرين وكيفية توزيعها على المحافظات، وجاءت الإجابة بأن العدد الإجمالي لتلك المراكز هو 38 مركزاً، تتوزع على جميع محافظات البحرين. وفي الحقيقة نشيد بهذا الإنجاز الكبير الذي تحقق بالنظر للفترة القصيرة لتولي سعادة الوزيرة منصبها في وزارة شؤون الشباب.ولقد كان الحظ الأوفر من حيث عدد تلك المراكز، في المحافظة الشمالية والتي يتوفر فيها 15 مركزاً، ثم العاصمة والتي بها 10 مراكز، والمحافظة الجنوبية بتسع مراكز، وأخيراً محافظة المحرق بأربعة مراكز تمكين للشباب فقط.وعند مراجعة إحصائيات الكثافة السكانية في مملكة البحرين والصادرة عام 2021، نجد أن النسبة العامة هي 1912.73 نسمة لكل كيلومتر مربع، وتتربع العاصمة على رأس قائمة الكثافة، بنسبة 6,824.93 نسمة لكل كيلومتر مربع، تأتي بعدها المحرق بنسبة 3,594.84 نسمة لكل كيلومتر مربع، وفي المركز الثالث المحافظة الشمالية بنسبة 2,724.76 نسمة لكل كيلومتر مربع، ثم الجنوبية بأقل نسبة كثافة سكانية تبلغ 624.59 نسمة لكل كيلومتر مربع.ولو اعتبرنا العاصمة صاحبة الحق الحصري في الأكثرية من حيث عدد مراكز تمكين الشباب باعتبارها محافظة ذات رقعة كبيرة، إلا أنها تبقى أيضاً الأكثر كثافة سكانية من الأجانب الذين ليسوا من أهداف تمكين الشباب، وهو ما يجعلنا ننتقل إلى محافظة المحرق والتي يعلم الجميع بأنها مدينة تتوسع يوماً بعد آخر من حيث المساحة ومن حيث عدد السكان أيضاً، فلماذا كان نصيبها 4 مراكز فقط؟ وهل هناك خطط مستقبلية لمضاعفة هذا الرقم؟لقد حظيت المحرق باهتمام كبير من القيادة الرشيدة حفظها الله، ويتم العمل على تطويرها باعتبارها «أم المدن» لما تحمله من تراث وعراقة وتاريخ البحرين كونها أول مركز لحكم آل خليفة الكرام، إلا أنها تظل بعيدة نوعاً ما عن الاهتمام بشبابها المحرقي الذين يمثلون ثاني أعلى نسبة كثافة سكانية «وطنية».ولعل في نادي قلالي الواقع في محافظة المحرق المثل الأكبر، لأنه يعبّر عما آل إليه حال شباب المحرق، فهو النادي الذي يبحث عن هوية وملعب ومقر ومستقر آمن يستطيع من خلاله أن يمكّن الشباب من المشاركة في صنع تاريخ الرياضة والثقافة والتراث الوطني.وللعلم سوف ينشر هذا المقال قبل جلسة مجلس النواب التي ستناقش إجابة وزيرة شؤون الشباب حول مراكز تمكين الشباب، فأرجو من سعادة الأخ العزيز النائب محمد الرفاعي صاحب السؤال، والذي تسلّم إجابة سعادة الوزيرة أن يستفسر لنا مشكوراً عن سبب قلة عدد مراكز تمكين الشباب في أم المدن، وأن يسألها عن إمكانية إعادة توزيع تلك المراكز توزيعاً عادلاً في المستقبل بما يتماشى مع الكثافة السكانية واحتياجات الشباب في مناطقهم.* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية