هذا هو التوصيف الأساسي لكل منصب، ومثلما يقال «المنصب تكليف لا تشريف»، بالتالي من توضع فيه الثقة ويتولى موقع مسؤولية، لا بد أن يدرك في مقام أول أنه في «جهاد مع النفس» بمعنى ألا «يغره» المنصب وألا «يلهيه» البرستيج المصاحب له عن تنفيذ العمل المطلوب منه، وبموازاة ذلك ألا «يتهاون» مع الأمور بما يقوده للسقوط في «خطر» الفساد الإداري والمالي، حتى وإن كان بدون تعمد!
والقول هنا «دون تعمد» صحيح، إذ أحياناً يجعلك «الالتهاء» بالمنصب وبهرجته تغفل عن أهم جوانب المتابعة الإدارية، والحرص على قيادة الأمور بشكل صحيح بكل تفاصيلها، وتتجه إلى تفويض من هم تحتك، أو تترك لهم الحبل على الغارب، وهنا تكمن الكارثة، إذ في عديد من حالات الرصد للتجاوزات الإدارية وحتى المالية، يكون السبب استغلال غياب التدقيق المباشر على كل صغيرة وكبيرة، والكارثة الكبرى إن وجد أفراد بعضهم لا يمتلك ضميرا ولا وازعا دينيا أو وطنيا، فيجدها فرصة ليكيف الأمور الإدارية بحسب أهوائه، أو ينحدر أكثر ليبين لنفسه مد اليد على المال العام تحت أي ذريعة كانت.
بعضنا يظن أن المسؤولية تعني «الراحة»، لأنك في موقع القرار النهائي وإصدار الأوامر، وعلى الموظفين الأدنى تراتبيا التنفيذ، لكن كما أسلفت، فإن البعض «يلعب لعبته» حينما يدرك أن المسؤول يمنحه الثقة ولا يدقق عليه، بالتالي يتم إيصال «صورة جميلة» للأعلى وأن «الأمور طيبة»، بينما في الأسفل تحصل الكوارث. والوجع هنا حينما يدرك صاحب القرار خطورة ما حصل قد يكون ذلك «بعد فوات الأوان».
لذلك النصيحة دائماً لصاحب القرار ورأس الهرم في أي قطاع، ومعه أيضاً للمسؤولين الذين منحهم الثقة ووضعهم في مواقع مسؤولية، النصيحة بأن يكون التدقيق مستمرا ودائما، وليس خطأ أو متعبا أن يكون التدقيق يوميا، لأن المساءلة في النهاية ستكون للمسؤول الأول، ولن تقبل تبريرات بأن الأخطاء حصلت بسبب «من تحته».
«الأمانة» بشأن المنصب تجعلك مثل الصقر عيونك مفتوحة دائما، وتجعلك متقد الذهن نبيها بشأن كل شيء، بالأخص عندما تكتشف من يحاول أن يزين لك الأمور أو يغير الحقائق أو يبيح لنفسه ما لا يحق مستغلاً قربه أو موقعه.
هناك مسؤولون لا يمكن حتى لـ«إبليس» أن يوسوس لهم أو يغويهم، لأن الأمانة بالنسبة لهم أساس لـ«الوطنية»، فالموقع الذي يتولى مسؤوليته هو ملك للوطن والحراك المهني فيه مسؤولية تجاه هذا الوطن، ولأنه لم يوضع في مكانة لـ«يرتاح ويستمتع»، بل ليعمل لأجل الوطن وليغير ويطور ويصلح ويقوم أي شيء معوج.
كم من مسؤول لدينا يُضرب به المثل في «الأمانة المهنية والوطنية»، مسؤول يجعلك بأسلوب عمله ونزاهته وحرصه على مصلحة الوطن والمواطن، تدرك أنك أمام شخص يرى الله أمامه في كل شيء، ويرى الوطن وازعا أمامه يحميه من أي سقوط أو زلل.
أما من يكون المنصب وشكله وبرستيجه هو همه قبل العمل والتطوير والإصلاح ومحاربة الأخطاء، فهذه النوعية هي التي تعاني منها مواقع العمل ولن تجد التطوير فيها إلا شعارات تتبخر في الهواء أمام أي محك حقيقي، بل تجدهم أكثر عرضة للكشف عن سلبيات وكوارث قد تصل إلى الفساد الإداري والمالي.
إن كنت مسؤولاً فتذكر أنك مؤتمن أمام الله وأمام وطنك وقيادتك، وأنك لم توضع في مكان إلا لنيلك ثقة سامية لا بد أن تجتهد لتكون أهلا لها. ففي النهاية المنصب زائل، ولا يبقى إلا الذكر الطيب لمن عمل لأجل وطنه وكسب رضا قيادته وأشاد الناس بجهوده.
والقول هنا «دون تعمد» صحيح، إذ أحياناً يجعلك «الالتهاء» بالمنصب وبهرجته تغفل عن أهم جوانب المتابعة الإدارية، والحرص على قيادة الأمور بشكل صحيح بكل تفاصيلها، وتتجه إلى تفويض من هم تحتك، أو تترك لهم الحبل على الغارب، وهنا تكمن الكارثة، إذ في عديد من حالات الرصد للتجاوزات الإدارية وحتى المالية، يكون السبب استغلال غياب التدقيق المباشر على كل صغيرة وكبيرة، والكارثة الكبرى إن وجد أفراد بعضهم لا يمتلك ضميرا ولا وازعا دينيا أو وطنيا، فيجدها فرصة ليكيف الأمور الإدارية بحسب أهوائه، أو ينحدر أكثر ليبين لنفسه مد اليد على المال العام تحت أي ذريعة كانت.
بعضنا يظن أن المسؤولية تعني «الراحة»، لأنك في موقع القرار النهائي وإصدار الأوامر، وعلى الموظفين الأدنى تراتبيا التنفيذ، لكن كما أسلفت، فإن البعض «يلعب لعبته» حينما يدرك أن المسؤول يمنحه الثقة ولا يدقق عليه، بالتالي يتم إيصال «صورة جميلة» للأعلى وأن «الأمور طيبة»، بينما في الأسفل تحصل الكوارث. والوجع هنا حينما يدرك صاحب القرار خطورة ما حصل قد يكون ذلك «بعد فوات الأوان».
لذلك النصيحة دائماً لصاحب القرار ورأس الهرم في أي قطاع، ومعه أيضاً للمسؤولين الذين منحهم الثقة ووضعهم في مواقع مسؤولية، النصيحة بأن يكون التدقيق مستمرا ودائما، وليس خطأ أو متعبا أن يكون التدقيق يوميا، لأن المساءلة في النهاية ستكون للمسؤول الأول، ولن تقبل تبريرات بأن الأخطاء حصلت بسبب «من تحته».
«الأمانة» بشأن المنصب تجعلك مثل الصقر عيونك مفتوحة دائما، وتجعلك متقد الذهن نبيها بشأن كل شيء، بالأخص عندما تكتشف من يحاول أن يزين لك الأمور أو يغير الحقائق أو يبيح لنفسه ما لا يحق مستغلاً قربه أو موقعه.
هناك مسؤولون لا يمكن حتى لـ«إبليس» أن يوسوس لهم أو يغويهم، لأن الأمانة بالنسبة لهم أساس لـ«الوطنية»، فالموقع الذي يتولى مسؤوليته هو ملك للوطن والحراك المهني فيه مسؤولية تجاه هذا الوطن، ولأنه لم يوضع في مكانة لـ«يرتاح ويستمتع»، بل ليعمل لأجل الوطن وليغير ويطور ويصلح ويقوم أي شيء معوج.
كم من مسؤول لدينا يُضرب به المثل في «الأمانة المهنية والوطنية»، مسؤول يجعلك بأسلوب عمله ونزاهته وحرصه على مصلحة الوطن والمواطن، تدرك أنك أمام شخص يرى الله أمامه في كل شيء، ويرى الوطن وازعا أمامه يحميه من أي سقوط أو زلل.
أما من يكون المنصب وشكله وبرستيجه هو همه قبل العمل والتطوير والإصلاح ومحاربة الأخطاء، فهذه النوعية هي التي تعاني منها مواقع العمل ولن تجد التطوير فيها إلا شعارات تتبخر في الهواء أمام أي محك حقيقي، بل تجدهم أكثر عرضة للكشف عن سلبيات وكوارث قد تصل إلى الفساد الإداري والمالي.
إن كنت مسؤولاً فتذكر أنك مؤتمن أمام الله وأمام وطنك وقيادتك، وأنك لم توضع في مكان إلا لنيلك ثقة سامية لا بد أن تجتهد لتكون أهلا لها. ففي النهاية المنصب زائل، ولا يبقى إلا الذكر الطيب لمن عمل لأجل وطنه وكسب رضا قيادته وأشاد الناس بجهوده.