إحدى دراسات جامعة "هارفارد" تحدثت عن ضرورة الاستماع للناس ومعرفة آرائهم، سواء أكان بهدف "التعامل معهم" وهو هدف إيجابي، أم بهدف "السيطرة عليهم" وهو هدف مركب معقد "ضبابي" في مبرراته.
كلام كثير من مسؤولين كبار في قطاعات صناعية وشركات وحتى مواقع حكومية حساسة اتفقوا في خلاصته أن: "الأخطاء التي وقعوا فيها، وبعض السياسات التي مضوا فيها، وبعض القرارات التي أخذوها، كان يمكن تجنبها على مستوى الأخطاء، وكان يمكن تحسينها وضبطها على مستوى القرارات والسياسات، فقط لو أنهم استمعوا للناس".
إن كنت في موقع مسؤولية وتقول إنك "تعمل لخدمة الناس"، فإن عليك أولا أن "تستمع للناس".
هنا الاستماع لا يكون بمثابة "الطفرة الوقتية"، بمعنى ألا يكون فقط في بداية استلام المسؤول لمنصبه، أو حتى النائب كممثل للشعب لموقعه، ولا أن يكون لرغبة في الظهور الإعلامي وإيهام الجميع بأن هناك "آذاناً صاغية" تستمع على مدار الساعة للناس.
هناك تجارب عديدة وأمثلة كثيرة على مسؤولين لا يقيمون لرأي الناس وزنا، بل لا يكلفون أنفسهم معرفته، مع ردة فعل "عصبية عنيفة" تجاه أي نقد أو مطالبة أو اتهام بالتقصير أو حكم بفشل العمل، في المقابل قليل من يستمعون للناس ويهتمون بمعرفة رأيهم.
خبراء الإدارة في المجتمعات المتقدمة يؤكدون دائما أن "رأي الناس" و"مطالبات الشارع" كلها أدوات يمكن الاستفادة منها في رسم السياسات، وفي توجيه مسار العمليات في القطاعات.
طبعا العملية تحتاج إلى"فلترة" تقوم على مبادئ علمية تحدد نقاط القوة، وتوضح المشكلات بشكلها الصريح وتستحضر حلولها، فالقاعدة هناك تقول إنّك: "إن لم تستمع لآراء الناس، فكيف يمكنك بالتالي أن تعمل لتحقيق الرضا لديهم، من خلال تحقيق مطالبهم وتطلعاتهم"؟!
العملية لا بد أن تكون تبادلية، لا ينفع إطلاقا أن نخرج على الناس في تصريحاتنا ونقول لهم "نعمل لأجلكم"، في الوقت نفسه "نغلق آذاننا عن سماع رأيكم"!
وإن حصل السيناريو الأخير فإنك ترى نسبة الاستياء لدى الناس تزيد، إذ حينما "تصم آذانك" عن الشريحة المفترض بك خدمتها، وهنا ستُطرح الأسئلة المحرجة على مثل هذه النوعية من المسؤولين، إذ كيف ستخدمون الناس وأنتم لا تستمعون لهم؟! بل تصدون أبوابكم عنهم؟! كيف تحلون مشاكلهم وأنتم تصنفون كلامهم ورأيهم وانتقادهم وتعبيرهم عن ملاحظاتهم وهمومهم على أنها تذمر وسلبية؟!
استمع للناس، اعرف ماذا يريدون، حاول أن تحققه لهم، اجتهد وأخلص في عملك لهم، حينها ستجد حجم التقدير بحقك، ستجد كيف يحترمونك ويقدرونك ويشيدون بك، وينصبونك كنموذج قيادي مشرف للمجتمع وأهله.
{{ article.visit_count }}
كلام كثير من مسؤولين كبار في قطاعات صناعية وشركات وحتى مواقع حكومية حساسة اتفقوا في خلاصته أن: "الأخطاء التي وقعوا فيها، وبعض السياسات التي مضوا فيها، وبعض القرارات التي أخذوها، كان يمكن تجنبها على مستوى الأخطاء، وكان يمكن تحسينها وضبطها على مستوى القرارات والسياسات، فقط لو أنهم استمعوا للناس".
إن كنت في موقع مسؤولية وتقول إنك "تعمل لخدمة الناس"، فإن عليك أولا أن "تستمع للناس".
هنا الاستماع لا يكون بمثابة "الطفرة الوقتية"، بمعنى ألا يكون فقط في بداية استلام المسؤول لمنصبه، أو حتى النائب كممثل للشعب لموقعه، ولا أن يكون لرغبة في الظهور الإعلامي وإيهام الجميع بأن هناك "آذاناً صاغية" تستمع على مدار الساعة للناس.
هناك تجارب عديدة وأمثلة كثيرة على مسؤولين لا يقيمون لرأي الناس وزنا، بل لا يكلفون أنفسهم معرفته، مع ردة فعل "عصبية عنيفة" تجاه أي نقد أو مطالبة أو اتهام بالتقصير أو حكم بفشل العمل، في المقابل قليل من يستمعون للناس ويهتمون بمعرفة رأيهم.
خبراء الإدارة في المجتمعات المتقدمة يؤكدون دائما أن "رأي الناس" و"مطالبات الشارع" كلها أدوات يمكن الاستفادة منها في رسم السياسات، وفي توجيه مسار العمليات في القطاعات.
طبعا العملية تحتاج إلى"فلترة" تقوم على مبادئ علمية تحدد نقاط القوة، وتوضح المشكلات بشكلها الصريح وتستحضر حلولها، فالقاعدة هناك تقول إنّك: "إن لم تستمع لآراء الناس، فكيف يمكنك بالتالي أن تعمل لتحقيق الرضا لديهم، من خلال تحقيق مطالبهم وتطلعاتهم"؟!
العملية لا بد أن تكون تبادلية، لا ينفع إطلاقا أن نخرج على الناس في تصريحاتنا ونقول لهم "نعمل لأجلكم"، في الوقت نفسه "نغلق آذاننا عن سماع رأيكم"!
وإن حصل السيناريو الأخير فإنك ترى نسبة الاستياء لدى الناس تزيد، إذ حينما "تصم آذانك" عن الشريحة المفترض بك خدمتها، وهنا ستُطرح الأسئلة المحرجة على مثل هذه النوعية من المسؤولين، إذ كيف ستخدمون الناس وأنتم لا تستمعون لهم؟! بل تصدون أبوابكم عنهم؟! كيف تحلون مشاكلهم وأنتم تصنفون كلامهم ورأيهم وانتقادهم وتعبيرهم عن ملاحظاتهم وهمومهم على أنها تذمر وسلبية؟!
استمع للناس، اعرف ماذا يريدون، حاول أن تحققه لهم، اجتهد وأخلص في عملك لهم، حينها ستجد حجم التقدير بحقك، ستجد كيف يحترمونك ويقدرونك ويشيدون بك، وينصبونك كنموذج قيادي مشرف للمجتمع وأهله.