الصورة النمطية التي تتركز في أذهاننا وأذهان أجيال سابقة عن جماعة «الهنود الحمر» هي أنهم مجموعات همجية بربرية اعتادت الغزو والنهب وقتل ضحاياها، في المقابل راعي البقر الأشقر الشهم الذكي الوسيم الرومانسي اللطيف الذي يدافع عن الناس ويقضي على هؤلاء الهمج، وهذه الصورة هي التي تشكلت لدينا من خلال السينما الأمريكية «هوليود» عبر عشرات الأفلام في مختلف الحقب التاريخية.
طبعاً لم يسعف المجتمعات الاستهلاكية التي تأخذ من «أمريكا» مثلاً أعلى أن تبحث عن الحقيقة كون المعلومة تصدر فقط في اتجاه واحد ومن طرف واحد وهو الطرف الأقوى والمسيطر الذي يمتلك جميع الأدوات التي تدعم ما يقوله، فلم تتوفر في تلك الحقب وسائل للبحث والنشر كما في يومنا هذا، ولم يكن للرأي الآخر وسيلة أو قناة يُظهر فيها الرأي المغاير.
ومن أول ظهور للإعلام والسينما سخرت الولايات المتحدة الأمريكية هذين السلاحين كقوة ناعمة، وعن طريقهما شكلت رأياً عاماً عالمياً يوافق الأهواء الأمريكية، لدرجة أصبح الناس في الشرق والغرب يعلمون بأن أي خطر قادم على كوكب الأرض لن يتصدى له سوى أمريكا، وأن السلاح والتكنولوجيا الأمريكية السرية هي ليوم الحسم، اليوم الذي ستواجه فيه الأرض أكبر مشاكلها وأعدائها ولن يخلّص العالم من هذه النهاية المحتومة سوى أمريكا.
خذ مثلاً، مجموعة من الجنود لا يتعدى عددهم عشرة جنود بإمكانهم هزيمة جيوش أقوى الدول في العالم وحتى خارج الكرة الأرضية، يتميزون بالشجاعة وكثير من الشتم والكلام البذيء بينهم، يجيدون العيش في الصحراء والثلج وعلى الماء وتحت الماء وفي الفضاء، صورة مبطنة مقصودة حتى تصل الرسالة والأهداف الشاذة والمتطرفة للمتلقي «هكذا هم الأبطال».
والحقيقة أنهم فقط يصنعون الخيال ومن الخيال يصنعون إنجازاتهم وبطولاتهم الكاذبة، الهنود الحمر لم يخرجوا فجأة في «الفيلم» كما يروي الصانع الأمريكي بل كانوا أهل الأرض منذ مئات السنين أو أكثر، وحين حضر المستعمر الأوروبي مارس عليهم الاستبداد والقتل والتطهير، فسلبهم أرضهم وهويتهم وتاريخهم ووصمهم بصفة «الهمجية والبربرية»، وعاش دور الضحية التي تبحث عن السلام والاستقرار في هذه الأرض وأنهم فقط يحاولون زراعة هذه الأرض التي وهبهم إياها الرب ويحمون عائلاتهم الضعفاء التي جاءت من مختلف بلدان أوروبا بسلاحهم وحقدهم من أجل السلام.
والمضحك في الأمر أننا نشاهد الأفلام الأمريكية والهندية معاً، نصف أي مشهد مبالغ فيه أنه «فيلم هندي» رغم أن كل أفلام وواقع أمريكا هو عبارة عن فيلم هندي.
الفيلم قد يكون أمريكياً أو أوروبياً أو هندياً، إلا أنه يحمل نفس القصة والحبكة التي يريدها المخرج كما نقول، يصبح المجرم القاتل المحتل فيها بطلاً، ويصبح المقاوم وابن الأرض فيها مجرماً همجياً بربرياً والأتعس أن المشاهد مازال مصدّقاً لكل هذه الأفلام التي لاتزال تتكرّر في أكثر من مكان وزمان.
طبعاً لم يسعف المجتمعات الاستهلاكية التي تأخذ من «أمريكا» مثلاً أعلى أن تبحث عن الحقيقة كون المعلومة تصدر فقط في اتجاه واحد ومن طرف واحد وهو الطرف الأقوى والمسيطر الذي يمتلك جميع الأدوات التي تدعم ما يقوله، فلم تتوفر في تلك الحقب وسائل للبحث والنشر كما في يومنا هذا، ولم يكن للرأي الآخر وسيلة أو قناة يُظهر فيها الرأي المغاير.
ومن أول ظهور للإعلام والسينما سخرت الولايات المتحدة الأمريكية هذين السلاحين كقوة ناعمة، وعن طريقهما شكلت رأياً عاماً عالمياً يوافق الأهواء الأمريكية، لدرجة أصبح الناس في الشرق والغرب يعلمون بأن أي خطر قادم على كوكب الأرض لن يتصدى له سوى أمريكا، وأن السلاح والتكنولوجيا الأمريكية السرية هي ليوم الحسم، اليوم الذي ستواجه فيه الأرض أكبر مشاكلها وأعدائها ولن يخلّص العالم من هذه النهاية المحتومة سوى أمريكا.
خذ مثلاً، مجموعة من الجنود لا يتعدى عددهم عشرة جنود بإمكانهم هزيمة جيوش أقوى الدول في العالم وحتى خارج الكرة الأرضية، يتميزون بالشجاعة وكثير من الشتم والكلام البذيء بينهم، يجيدون العيش في الصحراء والثلج وعلى الماء وتحت الماء وفي الفضاء، صورة مبطنة مقصودة حتى تصل الرسالة والأهداف الشاذة والمتطرفة للمتلقي «هكذا هم الأبطال».
والحقيقة أنهم فقط يصنعون الخيال ومن الخيال يصنعون إنجازاتهم وبطولاتهم الكاذبة، الهنود الحمر لم يخرجوا فجأة في «الفيلم» كما يروي الصانع الأمريكي بل كانوا أهل الأرض منذ مئات السنين أو أكثر، وحين حضر المستعمر الأوروبي مارس عليهم الاستبداد والقتل والتطهير، فسلبهم أرضهم وهويتهم وتاريخهم ووصمهم بصفة «الهمجية والبربرية»، وعاش دور الضحية التي تبحث عن السلام والاستقرار في هذه الأرض وأنهم فقط يحاولون زراعة هذه الأرض التي وهبهم إياها الرب ويحمون عائلاتهم الضعفاء التي جاءت من مختلف بلدان أوروبا بسلاحهم وحقدهم من أجل السلام.
والمضحك في الأمر أننا نشاهد الأفلام الأمريكية والهندية معاً، نصف أي مشهد مبالغ فيه أنه «فيلم هندي» رغم أن كل أفلام وواقع أمريكا هو عبارة عن فيلم هندي.
الفيلم قد يكون أمريكياً أو أوروبياً أو هندياً، إلا أنه يحمل نفس القصة والحبكة التي يريدها المخرج كما نقول، يصبح المجرم القاتل المحتل فيها بطلاً، ويصبح المقاوم وابن الأرض فيها مجرماً همجياً بربرياً والأتعس أن المشاهد مازال مصدّقاً لكل هذه الأفلام التي لاتزال تتكرّر في أكثر من مكان وزمان.