أعترف بدايةً أنني كنت على خطأ لأنني كنت ضدّ إعادة استنساخ الأفكار القديمة في البرامج التلفزيونية، فهو في نظري إعلانُ إفلاس، إنما ما أجبرني على الإقرار بخطئي هو برنامج «فكّر واربح» الذي يُعرض بعد الإفطار على شاشة تلفزيون البحرين ويقدّمه القدير «عبدالله ملك».
اكتشفت أن البرنامج كان قبل ما يُقارب الثلاثين عاماً ومازال حتى 2024 انعكاساً للهوية البحرينية الأصيلة بكل تفاصيلها، وما أحوجنا إلى أفكار أياً كان عمرها قديمة أو جديدة قادرة على صهر الفوارق بين البحرينيين وصبّها في بوتقة واحدة.
ما أحوجنا إلى نسّاج يشابك الخيوط بمختلف الألوان لينسج لنا نسيجاً واحداً بحريني الهوية، هذا ما يفعله «عبدالله ملك» كلّ ليلة وهو يجوب الجزر البحرينية بلهجته المحرّقية فيجتمع حوله المنامي والستراوي والرفاعي والمحرقي والجدحفصي، كلٌّ بلهجته المميّزة الخاصّة التي يعرف فوارقها أهل البحرين، إنما ينجح عبدالله ملك في جعل لمّته الصغيرة أن يخلق تلك البوتقة المشتركة بين أهالي الجزر، فتنصبّ جميعها بسلاسة ويُسر بجوٍّ من المرح والحُبّ المُتبادل فتخرج لنا في نهاية كلّ فقرة بساطاً بحرينياً أصيلاً وأرضية مشتركة تجمع المختلفِين في اللهجة والمذهب فلا ترى غير بحرينيّ مُحبٍّ، بحريني جميل، بحريني بسيط، بحريني راقٍ، بحريني عزيز النفس، بحريني وبس.
حتى الفقرات التي شملت الإخوة الخليجيين أو العرب الزائرين أو المُقيمين أبرزت البحريني المضياف البحريني المتواضع والسمح مثّلها عبدالله ملك بكلّ جدارة حين يلتمّ حوله غير البحرينيين.
حين نتحدّث عن الجهود التي نحتاجها لخلق هوية مشتركة تشكّل لنا حصناً ضد المتربّصين فإننا نتحدّث عن مثل هذه الجهود التي تنجح في تذويب الفوارق، هنا يبرز دور الإعلام القويّ، إنما الإعلام الذكي الذي لا يوجّه رسائل مباشرة جامدة وسمجة خالية من الروح، إنما إعلام يتصرّف بتلقائية وعفويّة قادر وحده أن ينجز المهمة.
لا يهمّنا إن كان الأمر مقصوداً ومدروساً أو هي رميةٌ من دون رامٍ، المُهمّ أن المهمّة أُنجزت، وخرج برنامجٌ ينجح في إبراز مشتركاتنا وقواسمنا، ينجح في جعل الفوارق التي بيننا كشعب ليست حاجزاً وتبدو صغيرة وسريعة الذوبان إن وجدت لها حرارة صادقة عفوية تجذبها، وهذا الدور الذي قام به «عبدالله ملك» بجدارة.
بل إن إعادة البرنامج أنجزت مهمّةً أخرى هي الكُبرى من وجهة نظري، حين يتمّ الاستشهاد باللقطات القديمة التي أظهرت حقيقةً مهمّة جداً وهي أصالة هذه القواسم المشتركة وقوّتها وتجذّرها، وأننا قادرون على إعادة إحيائها وتعزيزها وأن هذا الشعب هو هو لم يتغيّر، إن أزحتَ عنه غبار التطرّف وغبار التدخلات الخارجية وغبار التعصّب، وأبرزتَ جماليّته الأصلية فيعود لمعانُ الذهب من جديد ساطعاً.
نصيحتي لا تُغيّروا من البرنامج شيئاً، دعوه هكذا صورةً لبساطتنا ولجمال روحنا، دعوا من يخالط الناس ويتجاذب معهم أطراف الحديث ويضحك معهم يكون بحرينياً يمثّلنا أياً كانت جزيرته ولهجته، إنما بحريني معجونٌ بطين هذه الأرض، حين يسأل الناس وهو معهم وجهاً لوجه ويخالطهم تمتزج الروح البحرينية في لمّته الصغيرة هو مَن يسألهم، دعوه وإن كبر في السّن وبانت عوامل التعرية على عمره من بعد مقارنة المشاهد القديمة، إنما تلك هي التضاريس البحرينية، ولن يكون إفلاساً أبداً كما اعتقدت إنما هو الإبداع، والعمق في البساطة والإعجاز في الإيجاز.
اكتشفت أن البرنامج كان قبل ما يُقارب الثلاثين عاماً ومازال حتى 2024 انعكاساً للهوية البحرينية الأصيلة بكل تفاصيلها، وما أحوجنا إلى أفكار أياً كان عمرها قديمة أو جديدة قادرة على صهر الفوارق بين البحرينيين وصبّها في بوتقة واحدة.
ما أحوجنا إلى نسّاج يشابك الخيوط بمختلف الألوان لينسج لنا نسيجاً واحداً بحريني الهوية، هذا ما يفعله «عبدالله ملك» كلّ ليلة وهو يجوب الجزر البحرينية بلهجته المحرّقية فيجتمع حوله المنامي والستراوي والرفاعي والمحرقي والجدحفصي، كلٌّ بلهجته المميّزة الخاصّة التي يعرف فوارقها أهل البحرين، إنما ينجح عبدالله ملك في جعل لمّته الصغيرة أن يخلق تلك البوتقة المشتركة بين أهالي الجزر، فتنصبّ جميعها بسلاسة ويُسر بجوٍّ من المرح والحُبّ المُتبادل فتخرج لنا في نهاية كلّ فقرة بساطاً بحرينياً أصيلاً وأرضية مشتركة تجمع المختلفِين في اللهجة والمذهب فلا ترى غير بحرينيّ مُحبٍّ، بحريني جميل، بحريني بسيط، بحريني راقٍ، بحريني عزيز النفس، بحريني وبس.
حتى الفقرات التي شملت الإخوة الخليجيين أو العرب الزائرين أو المُقيمين أبرزت البحريني المضياف البحريني المتواضع والسمح مثّلها عبدالله ملك بكلّ جدارة حين يلتمّ حوله غير البحرينيين.
حين نتحدّث عن الجهود التي نحتاجها لخلق هوية مشتركة تشكّل لنا حصناً ضد المتربّصين فإننا نتحدّث عن مثل هذه الجهود التي تنجح في تذويب الفوارق، هنا يبرز دور الإعلام القويّ، إنما الإعلام الذكي الذي لا يوجّه رسائل مباشرة جامدة وسمجة خالية من الروح، إنما إعلام يتصرّف بتلقائية وعفويّة قادر وحده أن ينجز المهمة.
لا يهمّنا إن كان الأمر مقصوداً ومدروساً أو هي رميةٌ من دون رامٍ، المُهمّ أن المهمّة أُنجزت، وخرج برنامجٌ ينجح في إبراز مشتركاتنا وقواسمنا، ينجح في جعل الفوارق التي بيننا كشعب ليست حاجزاً وتبدو صغيرة وسريعة الذوبان إن وجدت لها حرارة صادقة عفوية تجذبها، وهذا الدور الذي قام به «عبدالله ملك» بجدارة.
بل إن إعادة البرنامج أنجزت مهمّةً أخرى هي الكُبرى من وجهة نظري، حين يتمّ الاستشهاد باللقطات القديمة التي أظهرت حقيقةً مهمّة جداً وهي أصالة هذه القواسم المشتركة وقوّتها وتجذّرها، وأننا قادرون على إعادة إحيائها وتعزيزها وأن هذا الشعب هو هو لم يتغيّر، إن أزحتَ عنه غبار التطرّف وغبار التدخلات الخارجية وغبار التعصّب، وأبرزتَ جماليّته الأصلية فيعود لمعانُ الذهب من جديد ساطعاً.
نصيحتي لا تُغيّروا من البرنامج شيئاً، دعوه هكذا صورةً لبساطتنا ولجمال روحنا، دعوا من يخالط الناس ويتجاذب معهم أطراف الحديث ويضحك معهم يكون بحرينياً يمثّلنا أياً كانت جزيرته ولهجته، إنما بحريني معجونٌ بطين هذه الأرض، حين يسأل الناس وهو معهم وجهاً لوجه ويخالطهم تمتزج الروح البحرينية في لمّته الصغيرة هو مَن يسألهم، دعوه وإن كبر في السّن وبانت عوامل التعرية على عمره من بعد مقارنة المشاهد القديمة، إنما تلك هي التضاريس البحرينية، ولن يكون إفلاساً أبداً كما اعتقدت إنما هو الإبداع، والعمق في البساطة والإعجاز في الإيجاز.