كان الشيطان الرجيم «إبليس» حاضراً هنا في عدة مقالات. وكان الحديث عنه بأسلوب المأساة الملهاة، وكيف أننا في زمننا الحالي بات إبليس يعمل بأسلوب «البارت تايم»، بل وفي كثير من الأحيان يأخذ «المنظر إلى يوم يوعدون» أيام إجازات كثيرة، فالبشر أصبحوا في غني عن «الوسواس الخناس» وما يوسوس لهم به، إذ بعض البشر تفوقوا على إبليس نفسه.
لكن اليوم حديثنا عن شيء أراه أخطر من إبليس نفسه، شيء لا يحتاج معه إبليس إلى أن يتعب نفسه، خاصة وأن هذا الشيء له تأثير السحر على بعض النفوس، ومن شأنه أن يقلب كيان البشر، فتجد شخصاً يتحول من حال إلى حال آخر، ويتحول إلى إنسان وكأنك لا تعرفه، حتى إن جمعتك به معرفة طويلة جداً سابقاً.
في زمننا هذا أصبح «الكرسي» هو أخطر من إبليس نفسه، وحينما أشير إلى الكرسي، فهو وصف يُقصد به الكرسي صاحب التأثير، أي الذي يمنح صاحبه منصباً ويعطيه مميزات أبرزها القوة، والقدرة على التحكم في مصائر الأمور وحتى البشر.
جملة كتبتها منذ عشرين عاماً، وأظل أرددها، لقناعتي بأنني أملك براءة اختراعها مقرونة بإثباتات على أرض الواقع.
كنت أقول وما زلت: «إن أردت أن تعرف معدن شخص، ضعه فوق كرسي».
أجزم بأن كثيراً منكم بعد قراءة هذه الجملة لا بد أنه استذكر نموذجاً سواء في موقع عمله أو وسطه الاجتماعي أو حتى في عائلته، استذكر نموذجاً لشخص تغير بمجرد وصوله لكرسي ومنصب.
وكيف أن هذا التغيير لم تكن تداعياته فقط على الشخص المعني، بل الأخطر أنها تمتد لتشمل المحيطين به وحتى موقع العمل إن كان الكرسي مرتبطاً بصناعة قرار أو تسيير أعمال لقطاع يضم موظفين ومعنياً بتقديم خدمات أو إنتاج للناس.
في بحثنا عن المسؤولين هناك عامل مهم يجب التوقف عنده طويلاً، وهو التأكد من امتلاك الشخص لقوة صمود أمام مغريات الكرسي، بحيث يكون هو من يقود الكرسي لا العكس.
وهنا قيادة الكرسي لا تعني فرض القوة ولا الرؤية الواحدة ولا إقصاء الآخرين أو التحكم في مصائرهم دون عدالة أو إنصاف، بل قيادة الكرسي هنا المقصود فيها هو «عدم السماح» لمغريات الكرسي ومزاياه بأن تغير معدنك، ألَّا يجعلك الكرسي تعامل الناس بطريقة مختلفة عما كنت عليه سابقاً، وأن تكون نموذجاً يُضرب به المثل، كمسؤول في موقع قوة ومسؤولية، لكنه يتعامل بكل تواضع وإنسانية وذكاء اجتماعي مع الآخرين.
بالفعل هو أخطر من إبليس، إذ هذا الكرسي هو بمثابة «الحصان الجامح»، إن كنت فارساً قادراً على امتطائه وقيادته بشكل صحيح فستسيطر عليه وتمضي به ليقفز عالياً، لكن إن لم تقوَ عليه، فمجرد انتفاضة جامحة منه ستهوي بك أرضاً، ولن يراك الناس كفارس قوي وقادر.
ندعو لكل صاحب مسؤولية بأن يوفقه الله ليكون قادراً على «ترويض الكرسي» وأن يجنبه الله التأثيرات السلبية له ولمزاياه، وبعد الكرسي ندعو الله أن يجنبه الشيطان ووسوسته، رغم أن إبليس بات لا يحتاج اليوم إلى أن يعمل بدوام كامل!
لكن اليوم حديثنا عن شيء أراه أخطر من إبليس نفسه، شيء لا يحتاج معه إبليس إلى أن يتعب نفسه، خاصة وأن هذا الشيء له تأثير السحر على بعض النفوس، ومن شأنه أن يقلب كيان البشر، فتجد شخصاً يتحول من حال إلى حال آخر، ويتحول إلى إنسان وكأنك لا تعرفه، حتى إن جمعتك به معرفة طويلة جداً سابقاً.
في زمننا هذا أصبح «الكرسي» هو أخطر من إبليس نفسه، وحينما أشير إلى الكرسي، فهو وصف يُقصد به الكرسي صاحب التأثير، أي الذي يمنح صاحبه منصباً ويعطيه مميزات أبرزها القوة، والقدرة على التحكم في مصائر الأمور وحتى البشر.
جملة كتبتها منذ عشرين عاماً، وأظل أرددها، لقناعتي بأنني أملك براءة اختراعها مقرونة بإثباتات على أرض الواقع.
كنت أقول وما زلت: «إن أردت أن تعرف معدن شخص، ضعه فوق كرسي».
أجزم بأن كثيراً منكم بعد قراءة هذه الجملة لا بد أنه استذكر نموذجاً سواء في موقع عمله أو وسطه الاجتماعي أو حتى في عائلته، استذكر نموذجاً لشخص تغير بمجرد وصوله لكرسي ومنصب.
وكيف أن هذا التغيير لم تكن تداعياته فقط على الشخص المعني، بل الأخطر أنها تمتد لتشمل المحيطين به وحتى موقع العمل إن كان الكرسي مرتبطاً بصناعة قرار أو تسيير أعمال لقطاع يضم موظفين ومعنياً بتقديم خدمات أو إنتاج للناس.
في بحثنا عن المسؤولين هناك عامل مهم يجب التوقف عنده طويلاً، وهو التأكد من امتلاك الشخص لقوة صمود أمام مغريات الكرسي، بحيث يكون هو من يقود الكرسي لا العكس.
وهنا قيادة الكرسي لا تعني فرض القوة ولا الرؤية الواحدة ولا إقصاء الآخرين أو التحكم في مصائرهم دون عدالة أو إنصاف، بل قيادة الكرسي هنا المقصود فيها هو «عدم السماح» لمغريات الكرسي ومزاياه بأن تغير معدنك، ألَّا يجعلك الكرسي تعامل الناس بطريقة مختلفة عما كنت عليه سابقاً، وأن تكون نموذجاً يُضرب به المثل، كمسؤول في موقع قوة ومسؤولية، لكنه يتعامل بكل تواضع وإنسانية وذكاء اجتماعي مع الآخرين.
بالفعل هو أخطر من إبليس، إذ هذا الكرسي هو بمثابة «الحصان الجامح»، إن كنت فارساً قادراً على امتطائه وقيادته بشكل صحيح فستسيطر عليه وتمضي به ليقفز عالياً، لكن إن لم تقوَ عليه، فمجرد انتفاضة جامحة منه ستهوي بك أرضاً، ولن يراك الناس كفارس قوي وقادر.
ندعو لكل صاحب مسؤولية بأن يوفقه الله ليكون قادراً على «ترويض الكرسي» وأن يجنبه الله التأثيرات السلبية له ولمزاياه، وبعد الكرسي ندعو الله أن يجنبه الشيطان ووسوسته، رغم أن إبليس بات لا يحتاج اليوم إلى أن يعمل بدوام كامل!