تتطلّع الدول العربية وشعوبها بمزيد من التفاؤل والأمل إلى القمة العربية التي تنعقد اليوم في مملكة البحرين، في ظل التحديات الجسيمة والمخاطر المحدقة بالعالم العربي حالياً، وأهمية التكاتف والتعاضد العربي وتوحيد الجهود إزاءها.

قمة تاريخية بصدارة أولوياتها ملفات مهمة وقضايا ملحّة أهمها الوضع المأساوي في قطاع غزة مع دخول حرب الإبادة والتطهير العرقي، التي تشنها إسرائيل على القطاع، يومها الـ223 والتي خلّفت حتى الآن أكثر من 35 ألف شهيد و79 ألف جريح ودماراً هائلاً بالقطاع، وفي وقت تمضي فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بخطوات متسارعة لتنفيذ مخططها الشيطاني والإجرامي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قسراً ودفعهم إلى خارج أراضيهم، من خلال تصعيد عملياتها العسكرية في الملاذ الأخير وآخر شريان حياة لسكان القطاع وهي مدينة رفح الحدودية مع مصر رغم كل التحذيرات الدولية.

كما تنعقد القمة والأوضاع لا تقلّ سوءاً في بقعة عزيزة أخرى من الوطن العربي في السودان مع دخول الاقتتال الداخلي هناك الشهر الثالث عشر من دون بارقة أمل على قرب انتهاء هذه الحرب الدامية التي أودت بحياة الآلاف من أبناء الشعب السوداني العزيز وتسببت بنزوح حوالي 10 ملايين من ديارهم أو لجوئهم إلى دول مجاورة.

هذا فضلاً عن التهديدات المحيطة بالملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والتوترات الإقليمية في المنطقة بشكل عام والتي تؤثر بتداعياتها على شعوب وبلدان المنطقة العربية بأسرها.

وفي ظل هذه الملفات الشائكة والتحديات الكبيرة فإن شعوب الدول العربية يحدوها الأمل مع اجتماع القادة العرب في القمة العربية التاريخية التي تستضيفها مملكة البحرين، بلد الكرام ومهد السلام، من أجل توحيد الصف والكلمة وتعزيز التضامن والتكاتف العربي تجاه هذه القضايا المصيرية والتوصل من خلال هذه القمة إلى استراتيجيات عربية موحّدة ونتائج مثمرة تلبّي طموحات وتطلعات الشعوب العربية.