الصين اليوم ليست كما هي قبل أشهر وسنوات، بل وربما أيام قليلة، فها هي الدولة التي كانت تحمل أكبر كمية من سندات الخزانة الأمريكية بإجمالي 775 مليار دولار، قد تخلصت في مارس الماضي من حوالي 7.6 مليار دولار من تلك السندات.
هذا الحدث الأبرز لم يحدث منذ 15 عاماً، حيث يتوقع الخبراء مزيداً من التخارج الصيني من سندات العم سام، وهو ما ينبئ بمرحلة جديدة تماماً من السياسات النقدية - ليس في البلدين الكبيرين وحسب - وإنما سينعكس تأثير ذلك على معظم دول العالم، حيث تتنامى مخاوف خبراء المال من قدرة أمريكا على توفير موارد مالية «حقيقية» لحكومتها.
أمر آخر انتبهت له الصين وأزعج الدول غير المتسقة مع الولايات المتحدة في سياساتها، وهو قيام واشنطن بتجميد أصول لدول تعتبرها «مارقة» عن نظامها أحادي القطب، وبذلك فقد وضعت أمريكا حبل المشنقة حول رقبتها دون أن تدرك تبعات هذا القرار، فالغرور عادة ما يقتل صاحبه الذي لا يرى إلا نفسه عظيماً متفرداً بالكرة الأرضية.
على الجانب الآخر ظهرت روسيا أيضاً لتدخل كلاعب «شرس» في استقطاب استثمارات هاربة من العدالة الأمريكية المزيفة، والتي تبين أنها عدالة مصالحها فقط وليس لأحد أن يحاسبها على ما تفعل، فبدأت موسكو منذ سنوات قليلة الترويج لجمهورياتها الإسلامية في الدول العربية كسوق مشترك يحقق معادلة السلع «الحلال».
كما نشطت روسيا اليوم لتصبح من أكثر الوجهات السياحية استقطاباً للسياح، حيث تمتلك مقدرات سياحية لا حصر لها، وتمثل سوقاً آمناً لمن يريد السفر للسياحة أو العمل، ويواصل الروبل الروسي حصد نقاط الارتفاع مستفيداً من تذبذب أسعار الفائدة الأمريكية، وتخوف رؤوس الأموال من الواقع الضبابي لمستقبل الدولار الأمريكي.
كل هذه المؤشرات والحقائق، كانت ضمن أجندة جلالة الملك المعظم أثناء زيارة روسيا والصين، فضلاً عن أمور أخرى سياسية لا أستطيع الحديث عنها باعتباري غير مختصة في هذا الشأن، ولكن ما يستطيع أي شخص اقتصادي أن يراه اليوم هو أن دول الخليج تتجه شرقاً وتوسع نطاق خياراتها، وتبعث أيضا رسائل غير مباشرة للآخرين بأن «هناك من يرحب بنا ويرغب في شراكتنا» وبأن «لدينا بديل».
لا شك بأن رؤية جلالة الملك للأمور بصورة شمولية، أمر لا نستطيع أن نغطي كل جوانبه، ولكن ما يبدو لنا اليوم عبر التقارير والأخبار من جميع أنحاء العالم، ما يجلي لنا بعض من تفاصيل هذه الرؤية، ويؤكد لنا أن ثقتنا في مليكنا مثل «ثابت بلانك» لا تتغير.
{{ article.visit_count }}
هذا الحدث الأبرز لم يحدث منذ 15 عاماً، حيث يتوقع الخبراء مزيداً من التخارج الصيني من سندات العم سام، وهو ما ينبئ بمرحلة جديدة تماماً من السياسات النقدية - ليس في البلدين الكبيرين وحسب - وإنما سينعكس تأثير ذلك على معظم دول العالم، حيث تتنامى مخاوف خبراء المال من قدرة أمريكا على توفير موارد مالية «حقيقية» لحكومتها.
أمر آخر انتبهت له الصين وأزعج الدول غير المتسقة مع الولايات المتحدة في سياساتها، وهو قيام واشنطن بتجميد أصول لدول تعتبرها «مارقة» عن نظامها أحادي القطب، وبذلك فقد وضعت أمريكا حبل المشنقة حول رقبتها دون أن تدرك تبعات هذا القرار، فالغرور عادة ما يقتل صاحبه الذي لا يرى إلا نفسه عظيماً متفرداً بالكرة الأرضية.
على الجانب الآخر ظهرت روسيا أيضاً لتدخل كلاعب «شرس» في استقطاب استثمارات هاربة من العدالة الأمريكية المزيفة، والتي تبين أنها عدالة مصالحها فقط وليس لأحد أن يحاسبها على ما تفعل، فبدأت موسكو منذ سنوات قليلة الترويج لجمهورياتها الإسلامية في الدول العربية كسوق مشترك يحقق معادلة السلع «الحلال».
كما نشطت روسيا اليوم لتصبح من أكثر الوجهات السياحية استقطاباً للسياح، حيث تمتلك مقدرات سياحية لا حصر لها، وتمثل سوقاً آمناً لمن يريد السفر للسياحة أو العمل، ويواصل الروبل الروسي حصد نقاط الارتفاع مستفيداً من تذبذب أسعار الفائدة الأمريكية، وتخوف رؤوس الأموال من الواقع الضبابي لمستقبل الدولار الأمريكي.
كل هذه المؤشرات والحقائق، كانت ضمن أجندة جلالة الملك المعظم أثناء زيارة روسيا والصين، فضلاً عن أمور أخرى سياسية لا أستطيع الحديث عنها باعتباري غير مختصة في هذا الشأن، ولكن ما يستطيع أي شخص اقتصادي أن يراه اليوم هو أن دول الخليج تتجه شرقاً وتوسع نطاق خياراتها، وتبعث أيضا رسائل غير مباشرة للآخرين بأن «هناك من يرحب بنا ويرغب في شراكتنا» وبأن «لدينا بديل».
لا شك بأن رؤية جلالة الملك للأمور بصورة شمولية، أمر لا نستطيع أن نغطي كل جوانبه، ولكن ما يبدو لنا اليوم عبر التقارير والأخبار من جميع أنحاء العالم، ما يجلي لنا بعض من تفاصيل هذه الرؤية، ويؤكد لنا أن ثقتنا في مليكنا مثل «ثابت بلانك» لا تتغير.