بالأمس كنت أحاضر لمجموعة من المتدربين الشباب عن «القيم» و«المبادئ»، وكان موضوع النقاش ما تضمنته الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء والولاء «بحريننا»، خاصة وأن هذه الخطة جمعت عدداً من القيم البحرينية الأصيلة، والتي تسعى إلى تعزيزها وغرسها في الأجيال الناشئة.
كنت أشير لمسألة بالغة الأهمية، كلنا نقع في خطأ فهمها وتفسيرها، ومبعثها السؤال التالي: ما هو موقع القيم والمبادئ من الإعراب في حياتك؟! باختصار وبدون تعقيد: هل أنت شخص يمارس حياته بشتى تلاوينها وتقاطعاتها من منطلقات مبنية على القيم؟! وهل أنت شخص يمتلك بالفعل مبادئ؟!
للخوض أكثر في الحديث ومعرفة اتجاهات التفكير لدى الشباب هؤلاء، كان لابد من بيان الفرق بين «القيم» و«المبادئ»، وعليه وجدت حاجة لأن يفهم الغالبية كيف أن القيم يمكن وصفها بشعارات لأمور مثالية رنانة حينما تورد أو تسرد، مثل الصدق والنزاهة والعدل وما شاكلها من صفات يمكن تسميتها، بينما الامتثال بها والتمسك فيها والعمل وفقها هو ما يصنع «المبدأ» هنا.
بالتالي وجدت ضرورة بيان «تعامل خاطئ» تماماً مع القيم والمبادئ، وتحديداً حينما نجد أشخاصاً أو فئاتٍ تتغنى بـ«القيم»، وتوردها كصفات تصف بها نفسها أو جموعاً أخرى أو مجتمع عمل أو تكتلاً اجتماعياً وغيره، لكن المصيبة بأنك حينما تبحث على الأرض عن «التطبيق»، أي ترجمة هذه القيم كأفعال، تجد النقيض تماماً.
وهنا يصح القول، حينما تكون القيم مجرد كلام على ورق، أو «ألفاظ» لغوية جمالية لها رنتها حينما تنطق، ولا يكون لها تفعيل على الأرض، هنا ستواجه مشكلة مجتمعية خطيرة، ستجد أجيالاً تتصرف دون وازع أو أخلاقيات، وستجد من خلفها أجيالاً تكبر بلا هوية ولا ثوابت، وهنا سترى كيف تضيع تلكم الأجيال.
قد يرى بعضنا هذه المسألة على أنها أمر عادي جداً ولا ضير إن تخطيناه، لكننا في الحقيقة نقبل بذلك أن نتخلى عن إنسانيتنا وعن انتصارنا لما هو صحيح ونبذنا لما هو خاطئ.
إنسان بلا مبادئ هو إنما شجرة بلا ثمر، بل أكثر من ذلك، شجرة يابسة لا تنبت خضرة ولا يرتجى منها خيراً، وعلى العكس قد تكون ذات ضرر على الآخرين. فالمبادئ هي التي تشكل شخصية الإنسان وهي التي تحدد مواقفه، وقبلها لابد له من الإيمان بالقيم وأنها «أسلوب حياة» للأسوياء، فمَن يؤمن بالصدق ستجده دوماً صادقاً في كل شيء، ومَن يؤمن بالعدالة لن تجده يظلم أحداً ولو كان على قطع رقبته، ومَن يؤمن بالنزاهة ستجده أميناً في كل شيء، وهكذا دواليك.
وهنا الأهم، القيم وجدت لا لنتغنى بها، بل لنثبت وجودها عبر الممارسات، ولنورثها للأجيال القادمة، وهذا التوريث يكون عبر الإثبات بأنها أدوات ذات تأثير فاعل، وأدوات للتغير إلى الأفضل، وهذا عبر ترجمتها لممارسات حينما تنتشر في أوساط المجتمع ويطبقها أغلب البشر، فإنك حينها ستجد حالة جادة من التحول لمجتمع يدعو للفضيلة ويهدف للنموذجية ويسعى للكمال. القيم والمبادئ هي ما يصنع الشخصية والهوية ويضمن الامتداد المستقبلي للأخلاقيات، لكن حينما تضيع ولا نهتم بها فإننا نخاطر بضياع أجيال، بالتالي نخاطر بضياع فرص لخلق مستقبل أفضل.
كنت أشير لمسألة بالغة الأهمية، كلنا نقع في خطأ فهمها وتفسيرها، ومبعثها السؤال التالي: ما هو موقع القيم والمبادئ من الإعراب في حياتك؟! باختصار وبدون تعقيد: هل أنت شخص يمارس حياته بشتى تلاوينها وتقاطعاتها من منطلقات مبنية على القيم؟! وهل أنت شخص يمتلك بالفعل مبادئ؟!
للخوض أكثر في الحديث ومعرفة اتجاهات التفكير لدى الشباب هؤلاء، كان لابد من بيان الفرق بين «القيم» و«المبادئ»، وعليه وجدت حاجة لأن يفهم الغالبية كيف أن القيم يمكن وصفها بشعارات لأمور مثالية رنانة حينما تورد أو تسرد، مثل الصدق والنزاهة والعدل وما شاكلها من صفات يمكن تسميتها، بينما الامتثال بها والتمسك فيها والعمل وفقها هو ما يصنع «المبدأ» هنا.
بالتالي وجدت ضرورة بيان «تعامل خاطئ» تماماً مع القيم والمبادئ، وتحديداً حينما نجد أشخاصاً أو فئاتٍ تتغنى بـ«القيم»، وتوردها كصفات تصف بها نفسها أو جموعاً أخرى أو مجتمع عمل أو تكتلاً اجتماعياً وغيره، لكن المصيبة بأنك حينما تبحث على الأرض عن «التطبيق»، أي ترجمة هذه القيم كأفعال، تجد النقيض تماماً.
وهنا يصح القول، حينما تكون القيم مجرد كلام على ورق، أو «ألفاظ» لغوية جمالية لها رنتها حينما تنطق، ولا يكون لها تفعيل على الأرض، هنا ستواجه مشكلة مجتمعية خطيرة، ستجد أجيالاً تتصرف دون وازع أو أخلاقيات، وستجد من خلفها أجيالاً تكبر بلا هوية ولا ثوابت، وهنا سترى كيف تضيع تلكم الأجيال.
قد يرى بعضنا هذه المسألة على أنها أمر عادي جداً ولا ضير إن تخطيناه، لكننا في الحقيقة نقبل بذلك أن نتخلى عن إنسانيتنا وعن انتصارنا لما هو صحيح ونبذنا لما هو خاطئ.
إنسان بلا مبادئ هو إنما شجرة بلا ثمر، بل أكثر من ذلك، شجرة يابسة لا تنبت خضرة ولا يرتجى منها خيراً، وعلى العكس قد تكون ذات ضرر على الآخرين. فالمبادئ هي التي تشكل شخصية الإنسان وهي التي تحدد مواقفه، وقبلها لابد له من الإيمان بالقيم وأنها «أسلوب حياة» للأسوياء، فمَن يؤمن بالصدق ستجده دوماً صادقاً في كل شيء، ومَن يؤمن بالعدالة لن تجده يظلم أحداً ولو كان على قطع رقبته، ومَن يؤمن بالنزاهة ستجده أميناً في كل شيء، وهكذا دواليك.
وهنا الأهم، القيم وجدت لا لنتغنى بها، بل لنثبت وجودها عبر الممارسات، ولنورثها للأجيال القادمة، وهذا التوريث يكون عبر الإثبات بأنها أدوات ذات تأثير فاعل، وأدوات للتغير إلى الأفضل، وهذا عبر ترجمتها لممارسات حينما تنتشر في أوساط المجتمع ويطبقها أغلب البشر، فإنك حينها ستجد حالة جادة من التحول لمجتمع يدعو للفضيلة ويهدف للنموذجية ويسعى للكمال. القيم والمبادئ هي ما يصنع الشخصية والهوية ويضمن الامتداد المستقبلي للأخلاقيات، لكن حينما تضيع ولا نهتم بها فإننا نخاطر بضياع أجيال، بالتالي نخاطر بضياع فرص لخلق مستقبل أفضل.