توجّهت الأنظار في العالم إلى «مدينة الأنوار» باريس، تطالع بانبهار، مراسم استلام وإيقاد شعلة انطلاق ألعاب الأولمبياد. هذا الحدث الرياضي الأكبر عالمياً حجماً ونوعاً بعد المونديال لكرة القدم، تضيئ فعالياته المميّزة، ومسابقاته الممتعة، على مدى أسبوعين، سماء فرنسا اليوم، مرة أخرى بعد مئة عام، لتكون الاستضافة الثالثة في تاريخها.
ضمن حفل الافتتاح، تتألق مدينة الموضة والفن بأبهى حللها، ليعبر نهر السين ما لا يقل عن مئة قارب تُقلّ الوفود الرياضية، وسط حشود جماهيرية، من آلاف المعجبين والمتابعين والمشجعين لمختلف الفرق المشاركة والزائرين المشاهدين للفعاليات والأنشطة الثقافية المصاحبة، لما تشكله هذه الألعاب من أهمية كعنصر جذب في السياحة الرياضية تضاهي جذب الساحرة المستديرة.
بذلك ترفع أولمبياد باريس رصيد الإقبال على فرنسا كوجهة سياحية في أولى المراتب واستقطابها المزيد من السياحة الوافدة، وتسهم بالتالي في رفع الدخل القومي وإنعاش الاقتصاد، وتشكيل الصورة الذهنية، ليس فقط خلال الوقت الراهن ولكن على مدى طويل يؤطره مدى نجاح تنظيم الألعاب وجودة الاستضافة.
لذلك، ففي إطار التحضيرات كان الحرص على تمام الاستعداد باتخاذ جميع التدبيرات التنظيمية، والأمنية التي تكفل حسن سير هذا الحدث الضخم، حيث سخرت السلطات الفرنسية 45 ألف شرطي ورجل أمن لهذا الغرض، الذي يعتبر شرطاً أساسياً إلى جانب العامل الصحي في قيام كلا النشاط الرياضي والسياحي.
هذه الألعاب التي لم تعرف انقطاعاً منذ انطلاق دورتها الحديثة أول مرة في أثينا عام 1896، إلا أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، والتي تم تأجيلها مرة واحدة فقط على خلفية جائحة كوفيد-19 في العام 2020 حتى عام 2021، شأنها في ذلك شأن المونديال، فهل يكون للأولمبياد شأن مماثل في أن يأتي عليها يوم من الدهر ليُضاء مشعلها بدولة عربية خاصة بعد أن شهد العالم نجاح تنظيم المونديال الأخير؟!