في 26 يونيو 2021، نشرت مقالاً بعنوان «مدينة السلطان هيثم»، استشرف فيه مستقبل النهضة المتجددة لسلطنة عمان. وبعد عامين، في يونيو 2023، دشن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، حفظه الله ورعاه، «مدينة السلطان هيثم»، ليصبح نموذجاً للمدينة المستقبلية في مسقط.
بكل فخر واعتزاز، تتجلى توجيهات جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه في تدشين مدينة المستقبل «مدينة السلطان هيثم»، متماشية مع تطلعاتنا كعمانيين للنهضة المتجددة التي يقودها مولانا السلطان رعاه الله. هذا المشروع هو انعكاس لرؤية جلالته لنهضة عمان المتجددة، التي أسسها مع اللبنات الأولى لرؤية عمان الحديثة، لتصبح هذه المدينة تجسيداً لحياة الإنسان في عام 2040».
تعد مدينة السلطان هيثم نموذجاً يحتذى به في جودة الحياة العصرية في سلطنة عمان، وأيقونة للمدن الحديثة في بلادنا الغالية. إنها ترسيخ لبناء المدن الحديثة، بما يتماشى مع تطلعات الأجيال الحالية والقادمة، من خلال توفير بيئة ملائمة ومستدامة.
وتتماشى مدينة السلطان هيثم مع رؤية عمان 2040، التي «تمثل خارطة طريق شاملة لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة في السلطنة. وتهدف رؤية عمان 2040 إلى تعزيز الاقتصاد الوطني، وتنويع مصادر الدخل، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز الابتكار، وتمكين الشباب، وتعزيز الجودة الشاملة للحياة في البلاد. وتعد «مدينة السلطان هيثم» جزءاً محورياً من هذه الرؤية الطموحة».
وتأتي أهمية «مدينة السلطان هيثم» في محاكاة الحياة العصرية وتطلعات المجتمع العماني، خصوصاً فئة الشباب، حيث تتسع المدينة لـ100 ألف نسمة، وتضم 20 ألف وحدة سكنية موزعة على 19 حياً بمختلف مكوناته ومرافقه وخدماته، وذلك على مساحة 14 مليوناً و800 ألف متر مربع.
إن الإحصائيات الرسمية تشير إلى أن رؤية عمان 2040 تتضمن أهدافاً طموحة تتعلق بزيادة نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 91%، وزيادة نسبة القوى العاملة الوطنية في القطاع الخاص إلى 42%.
وتهدف رؤية عمان 2040 أيضاً إلى تعزيز الاستدامة البيئية من خلال مشاريع خضراء ومتجددة، وتطوير سياسات فعالة لإدارة الموارد المائية والطبيعية، وتعتمد تصاميم المدينة على الاستدامة البيئية واستخدام الطاقة المتجددة، مما يعزز من جودة الحياة ويساهم في تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً لعمان.
إن «مدينة السلطان هيثم» ليست مجرد مشروع حضري، بل هي رمز للتقدم والازدهار، وتجسيد حي لرؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه لمستقبل عمان المشرق. إنها مدينة تحمل في طياتها آمال وتطلعات الأجيال القادمة، وتعكس التزام السلطنة بتقديم أفضل حياة ممكنة لمواطنيها».
* إعلامي ومحلل اقتصادي عماني