بمناسبة منافسات دورة الألعاب الأولمبية حالياً، والتي نجحت فيها البحرين بحصد ميدالية ذهبية وأخرى فضية في ألعاب القوى، تذكرت قصة حدثت في أولمبياد ريو بالبرازيل عام 2016 أي قبل 8 سنوات كاملة.
أسطورة السباحة الأمريكي مايكل فيلبس الذي يعتبر أعظم رياضي أولمبي في التاريخ، حيث حقق 23 ميدالية أولمبية بما مجموعه 28 ميدالية ملونة، أي أنه خسر فقط المركز الأول خمس مرات.
في أولمبياد ريو حقق فيلبس خمس ميداليات ذهبية لكنه خسر الذهبية في سباق الـ100 متر فراشة.
وهنا الأمر كان طبيعياً جداً، وأعني أن تخسر في سباق واحد، أو لا يكون أداؤك مكتملاً في لحظة ما فتخسر موقعك المعتاد في الصدارة.
لكن المثير في هذا السباق أن فيلبس خسر المركز الأول لصالح شاب شبه مغمور يدعى جوزيف سكولنج من سنغافورة.
مكمن الغرابة هنا أن هذا اللاعب السنغافوري انتشرت له صور تجمعه بمايكل فيلبس في عام 2008، أي قبلها بثماني سنوات، وتحديداً في أحد معسكرات إعداد السباحين، حينها كان في الثالثة عشرة، وقال إن فيلبس مثله الأعلى وملهمه. وفي السباق المذكور نجح في الانتصار على العملاق العالمي، وتحطيم الرقم الأولمبي.
الرائع في الأمر كان ما صدر عن فيليبس، الذي كان العالم يترقب ردة فعله بعد الخسارة من شاب كان فيلبس نفسه مثله الأعلى قبل سنوات، بل ملهمه في دخول هذا المجال. فيلبس كان سعيداً جداً بفوز سكولنج الشاب.
سعادته كانت كأنه هو من فاز بالميدالية الذهبية، وأشاد بالشاب واحتفل معه بشكل لا يُنسى.
تخيلوا هنا، بطل لا يشق له غبار يعرف مكانته العالمية جيداً، يعرف إنجازاته التي لا يمكن أن تمحى، يفرح بخسارته الميدالية الذهبية لبطل واعد، والأغرب أن هذا البطل الشاب اتخذه مثالاً له وسار على خطاه، ليتغلب التلميذ على الأستاذ.
اليوم تسألون فيما بينكم، واسترجعوا شريط ذكريات سابق أو وقائع حالية، إذ كم لدينا أمثلة على تلميذ تفوق على أستاذه ومعلمه؟! وكم لدينا ممن هم محسوبون على أجيال سابقة يفرحون بتألق الشباب وتميزهم؟!
ربما لدينا الكثير، لكن الأهم، كم أستاذاً ومعلماً وقائداً ومسؤولاً فرح بشدة لرؤيته تلميذه يتفوق عليه، وأن يسير على الطريق الصحيح لخلافته في الموقع ومواصلة الإنجازات والنجاحات؟!
مشكلة البعض أن يفكر بأن التاريخ لا بد أن يتوقف عنده، وأن المنصب حكر عليه، وأن وجوده مرتبط بوجوده، وينسى أن المنصب أمانة، وأن عليه العطاء وبذل الجهد ليحقق الإنجازات، وفي نفس الوقت عليه العمل لصناعة الطاقات المتفوقة لتخلفه يوماً.
مشكلتنا أننا نحب أن نرى المكان يتدهور من بعد تركنا له، وهذه كارثة بل جريمة، اصنع لنفسك صفاً ثانياً وثالثاً ليواصلوا من بعدك نفس المسيرة وليذكروك بخير، فما أسقط قطاعات ودهور مؤسسات إلا حينما نسيت بناءً الصف الثاني، وفوجئت بعدها أنها أصبحت بلا قيادة ولا إدارة قادرة.
الأسطورة فيلبس وغيره يقدمون دروساً بليغة في النجاح وفي دعم الناجحين، دون أن يغير ذلك من تاريخهم أو ينتقص منهم، بل هي أمور تجعل ذكرهم مخلداً في التاريخ، لأن الناجح هو من يدعم الناجحين ويصنعهم.
عندنا للأسف، وهي ظاهرة عامة في المجتمعات، من يتلذذ بكسر المواهب الشابة وتحطيم طموحاتهم، هؤلاء حتى لو نجحوا على المستوى الفردي لا يمكن تسميتهم بالناجحين.
أسطورة السباحة الأمريكي مايكل فيلبس الذي يعتبر أعظم رياضي أولمبي في التاريخ، حيث حقق 23 ميدالية أولمبية بما مجموعه 28 ميدالية ملونة، أي أنه خسر فقط المركز الأول خمس مرات.
في أولمبياد ريو حقق فيلبس خمس ميداليات ذهبية لكنه خسر الذهبية في سباق الـ100 متر فراشة.
وهنا الأمر كان طبيعياً جداً، وأعني أن تخسر في سباق واحد، أو لا يكون أداؤك مكتملاً في لحظة ما فتخسر موقعك المعتاد في الصدارة.
لكن المثير في هذا السباق أن فيلبس خسر المركز الأول لصالح شاب شبه مغمور يدعى جوزيف سكولنج من سنغافورة.
مكمن الغرابة هنا أن هذا اللاعب السنغافوري انتشرت له صور تجمعه بمايكل فيلبس في عام 2008، أي قبلها بثماني سنوات، وتحديداً في أحد معسكرات إعداد السباحين، حينها كان في الثالثة عشرة، وقال إن فيلبس مثله الأعلى وملهمه. وفي السباق المذكور نجح في الانتصار على العملاق العالمي، وتحطيم الرقم الأولمبي.
الرائع في الأمر كان ما صدر عن فيليبس، الذي كان العالم يترقب ردة فعله بعد الخسارة من شاب كان فيلبس نفسه مثله الأعلى قبل سنوات، بل ملهمه في دخول هذا المجال. فيلبس كان سعيداً جداً بفوز سكولنج الشاب.
سعادته كانت كأنه هو من فاز بالميدالية الذهبية، وأشاد بالشاب واحتفل معه بشكل لا يُنسى.
تخيلوا هنا، بطل لا يشق له غبار يعرف مكانته العالمية جيداً، يعرف إنجازاته التي لا يمكن أن تمحى، يفرح بخسارته الميدالية الذهبية لبطل واعد، والأغرب أن هذا البطل الشاب اتخذه مثالاً له وسار على خطاه، ليتغلب التلميذ على الأستاذ.
اليوم تسألون فيما بينكم، واسترجعوا شريط ذكريات سابق أو وقائع حالية، إذ كم لدينا أمثلة على تلميذ تفوق على أستاذه ومعلمه؟! وكم لدينا ممن هم محسوبون على أجيال سابقة يفرحون بتألق الشباب وتميزهم؟!
ربما لدينا الكثير، لكن الأهم، كم أستاذاً ومعلماً وقائداً ومسؤولاً فرح بشدة لرؤيته تلميذه يتفوق عليه، وأن يسير على الطريق الصحيح لخلافته في الموقع ومواصلة الإنجازات والنجاحات؟!
مشكلة البعض أن يفكر بأن التاريخ لا بد أن يتوقف عنده، وأن المنصب حكر عليه، وأن وجوده مرتبط بوجوده، وينسى أن المنصب أمانة، وأن عليه العطاء وبذل الجهد ليحقق الإنجازات، وفي نفس الوقت عليه العمل لصناعة الطاقات المتفوقة لتخلفه يوماً.
مشكلتنا أننا نحب أن نرى المكان يتدهور من بعد تركنا له، وهذه كارثة بل جريمة، اصنع لنفسك صفاً ثانياً وثالثاً ليواصلوا من بعدك نفس المسيرة وليذكروك بخير، فما أسقط قطاعات ودهور مؤسسات إلا حينما نسيت بناءً الصف الثاني، وفوجئت بعدها أنها أصبحت بلا قيادة ولا إدارة قادرة.
الأسطورة فيلبس وغيره يقدمون دروساً بليغة في النجاح وفي دعم الناجحين، دون أن يغير ذلك من تاريخهم أو ينتقص منهم، بل هي أمور تجعل ذكرهم مخلداً في التاريخ، لأن الناجح هو من يدعم الناجحين ويصنعهم.
عندنا للأسف، وهي ظاهرة عامة في المجتمعات، من يتلذذ بكسر المواهب الشابة وتحطيم طموحاتهم، هؤلاء حتى لو نجحوا على المستوى الفردي لا يمكن تسميتهم بالناجحين.