الشرسة أو الجارحة وصف يطلق على الحيوانات ذات المخالب والأنياب التي تفترس الضحية، أما تلك التي تفقد أنيابها ومخالبها بسبب كبر السن والعجز فتقفد صفة شراستها أصلاً، ولا تعود تسبب أثراً.
وبغض النظر عن الفيلم الهندي «حياة الماعز» إن كان ضمن الحملة الممنهجة التي تدار حالياً ضد المملكة العربية السعودية أم لا، إلا أن وجود حملة إعلامية مضادة حالياً حدث لا يمكن إنكاره فلا نضيع وقتنا على الفيلم والجدل حوله، إنما الحملة الممنهجة ممثلة في لقاءات تلفزيونية أجريت وتقارير صحفية خرجت فجأة ومتزامنة كلها موجهة ضد السعودية، فلنعلق على الحملة الأساسية، ونؤكد أنها لم تعد شرسة، ولم تعد مؤثرة لا على الجمهور السعودي أو العربي، ولا حتى على الرأي العام الغربي بشكل عام، ومثلها أي حملة ضدنا في البحرين كما تعودنا للأسباب الآتية:
السبب الأول هو التكرار الذي يضعف الأثر، فعلى سبيل المثال حتى أشد الأفلام رعباً حين تكرر مشاهدته تبدأ بعد ذلك بالضحك على ما كان يفزعك ويشد أعصابك، وبعد تكرار المشاهدة تبدأ باكتشاف الأخطاء الفنية في الفيلم ثم تلهي، وقد تسرح في التفكير بعيداً أثناء المشاهدة، وتصل إلى مرحلة أن تتثاءب لشدة الرتابة والملل، وقد تنام وأنت تتابع الفيلم، هذا بالضبط ما يحدث للجمهور أياً كانت جنسيته وهو يتابع الحملات الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية، وكأنها فيلم مكرر فقد كل عناصر التشويق والإثارة.
ثانياً الإعلام الغربي ذاته ضعفت قوة تأثيره بعد عدة ضربات تلقاها، الأولى ضربت عصب مصداقيته وعصب شفافيته وإصابته بفيروس الازدواجية واختلاف المكاييل والمعايير، انكشفت أثناء تغطيته للحرب الأوكرانية التي أظهرت عنصريته، ثم جاءت كورونا التي كشفت مدى تبعيته للمؤسسات وخدمة الأجندات، ثم أخيرا ما حدث في غزة فضح ازدواجية معاييره وكذبه والآن ما يحدث داخل مجتمعاتهم من صراع يميني يساري جعل الإعلام ينقسم معهم، فتصارعت الرؤى الإعلامية لا في خلافات حزبية، بل في قيم وجودية أصيلة هزت ثوابت غربية كانت شبه مسلمات بالنسبة لهم في تقييم حضارتهم، جميع تلك الضربات أفقدت الإعلام تأثيره في الداخل وفي الخارج.
ثالثاً: أصبح معلوماً للجميع أن تلك الحملات أداة ضغط سياسي تخرج (الأسرار) من مكامنها فكلما أرادوا موافقة دولة ما على أمر ما، فإن رفضت تلك الدولة أن تنصاع أو وضعت شروطاً وفقاً لمصالحها أخرجوا ما يظنونه سراً أو فبركوا أو ضخموا ما في جعبتهم، وسلطوه على تلك الدولة كي ترضخ لهم، من مقابلات مع هاربين، تقارير، أخبار، أفلام، وتغريدات إلخ إلخ، وكون المعلومة موظفة لخدمة غرض ما فإن ذلك من شأنه أن يضعف مصداقيتها ومصداقية الدول التي تقف خلفها، وخاصة أن تلك (الأسرار) لا تخرج إلا في توقيت يخدم تلك الأجندة، وتختفي حين يراد لها التعتيم.
الحقيقة التي يرفض الغرب رؤيتها أنهم كدول هرموا وكبروا في السن، ومدارسهم الإعلامية قديمة مهترئة بالية، ذهب عصرها الذهبي في القوة والتأثير، قواهم الناعمة مترهلة عجوز لا تحدث أثراً بطقم أسنانها، أصبحت مثار سخرية وشفقة، بعد عجزهم عن التأثير في أحد، لا إسرائيل تصغي لهم ولا إيران ولا أي متنمر في الكون، الكل يتخطاهم وكل من سار وراء نصائحهم خسر كل شيء، وآخرهم زيلينسيكي الذي جر معه كل شعبه إلى الهاوية.
وفي ظل ارتخاء عضلاتكم، حين تتناولون شؤون حلفائكم الذين تغضون الطرف عنهم، وفي ظل كل المهازل التي ترتكب في مناظرات رؤسائكم من أجل انتخاب الأخف سوءاً يظهر إعلامكم من تحت اللحاف، ويتسلط تارة على السعودية وتارة على الإمارات وتارة على مصر أو غيرها متغاضياً عن كل الدمار الذي حوله، فيبدو منظره بائساً مهلهلا كخرقة مسحت بها الأرض أكثر من مرة، حتى اهترأت واتسعت ثقوبها، فاحفظوا ما تبقى من ماء وجهكم واتركوا بقية من قيم حضارية كانت تميزكم يوماً ما.
وبغض النظر عن الفيلم الهندي «حياة الماعز» إن كان ضمن الحملة الممنهجة التي تدار حالياً ضد المملكة العربية السعودية أم لا، إلا أن وجود حملة إعلامية مضادة حالياً حدث لا يمكن إنكاره فلا نضيع وقتنا على الفيلم والجدل حوله، إنما الحملة الممنهجة ممثلة في لقاءات تلفزيونية أجريت وتقارير صحفية خرجت فجأة ومتزامنة كلها موجهة ضد السعودية، فلنعلق على الحملة الأساسية، ونؤكد أنها لم تعد شرسة، ولم تعد مؤثرة لا على الجمهور السعودي أو العربي، ولا حتى على الرأي العام الغربي بشكل عام، ومثلها أي حملة ضدنا في البحرين كما تعودنا للأسباب الآتية:
السبب الأول هو التكرار الذي يضعف الأثر، فعلى سبيل المثال حتى أشد الأفلام رعباً حين تكرر مشاهدته تبدأ بعد ذلك بالضحك على ما كان يفزعك ويشد أعصابك، وبعد تكرار المشاهدة تبدأ باكتشاف الأخطاء الفنية في الفيلم ثم تلهي، وقد تسرح في التفكير بعيداً أثناء المشاهدة، وتصل إلى مرحلة أن تتثاءب لشدة الرتابة والملل، وقد تنام وأنت تتابع الفيلم، هذا بالضبط ما يحدث للجمهور أياً كانت جنسيته وهو يتابع الحملات الإعلامية ضد المملكة العربية السعودية، وكأنها فيلم مكرر فقد كل عناصر التشويق والإثارة.
ثانياً الإعلام الغربي ذاته ضعفت قوة تأثيره بعد عدة ضربات تلقاها، الأولى ضربت عصب مصداقيته وعصب شفافيته وإصابته بفيروس الازدواجية واختلاف المكاييل والمعايير، انكشفت أثناء تغطيته للحرب الأوكرانية التي أظهرت عنصريته، ثم جاءت كورونا التي كشفت مدى تبعيته للمؤسسات وخدمة الأجندات، ثم أخيرا ما حدث في غزة فضح ازدواجية معاييره وكذبه والآن ما يحدث داخل مجتمعاتهم من صراع يميني يساري جعل الإعلام ينقسم معهم، فتصارعت الرؤى الإعلامية لا في خلافات حزبية، بل في قيم وجودية أصيلة هزت ثوابت غربية كانت شبه مسلمات بالنسبة لهم في تقييم حضارتهم، جميع تلك الضربات أفقدت الإعلام تأثيره في الداخل وفي الخارج.
ثالثاً: أصبح معلوماً للجميع أن تلك الحملات أداة ضغط سياسي تخرج (الأسرار) من مكامنها فكلما أرادوا موافقة دولة ما على أمر ما، فإن رفضت تلك الدولة أن تنصاع أو وضعت شروطاً وفقاً لمصالحها أخرجوا ما يظنونه سراً أو فبركوا أو ضخموا ما في جعبتهم، وسلطوه على تلك الدولة كي ترضخ لهم، من مقابلات مع هاربين، تقارير، أخبار، أفلام، وتغريدات إلخ إلخ، وكون المعلومة موظفة لخدمة غرض ما فإن ذلك من شأنه أن يضعف مصداقيتها ومصداقية الدول التي تقف خلفها، وخاصة أن تلك (الأسرار) لا تخرج إلا في توقيت يخدم تلك الأجندة، وتختفي حين يراد لها التعتيم.
الحقيقة التي يرفض الغرب رؤيتها أنهم كدول هرموا وكبروا في السن، ومدارسهم الإعلامية قديمة مهترئة بالية، ذهب عصرها الذهبي في القوة والتأثير، قواهم الناعمة مترهلة عجوز لا تحدث أثراً بطقم أسنانها، أصبحت مثار سخرية وشفقة، بعد عجزهم عن التأثير في أحد، لا إسرائيل تصغي لهم ولا إيران ولا أي متنمر في الكون، الكل يتخطاهم وكل من سار وراء نصائحهم خسر كل شيء، وآخرهم زيلينسيكي الذي جر معه كل شعبه إلى الهاوية.
وفي ظل ارتخاء عضلاتكم، حين تتناولون شؤون حلفائكم الذين تغضون الطرف عنهم، وفي ظل كل المهازل التي ترتكب في مناظرات رؤسائكم من أجل انتخاب الأخف سوءاً يظهر إعلامكم من تحت اللحاف، ويتسلط تارة على السعودية وتارة على الإمارات وتارة على مصر أو غيرها متغاضياً عن كل الدمار الذي حوله، فيبدو منظره بائساً مهلهلا كخرقة مسحت بها الأرض أكثر من مرة، حتى اهترأت واتسعت ثقوبها، فاحفظوا ما تبقى من ماء وجهكم واتركوا بقية من قيم حضارية كانت تميزكم يوماً ما.