ولماذا أسأل، وأفترض هذا التخيل هنا؟!
ببساطة؛ لأن النفس البشرية -وهي في تركيبتها المتأصلة- تعاملها التلقائي مبرمج على «النمط السائد»، أي بإيضاح أبسط، نحن نتعامل مع البشر باعتبار أنهم أسوياء جسدياً وذهنياً، ولا نتذكر بشكل دائم أن هناك بشراً يعيشون وهم يعانون من إعاقات مختلفة.
لذلك حينما تريد أن تجعل الشخص يتوقف لبرهة ويتمعن في أحوال تلك الفئة من البشر ويتعاطف معهم ويتأثر بما يعانونه، فقط اجعله في موقعهم، بأن تسأله لو كان هو بنفسه ضمن خانة «ذوي الإعاقة».
البشر الأصحاء ينسون النعم بشكل تلقائي ولا يتذكرونها على الدوام، خاصة تلك التي تتواجد في أجسادهم؛ لأنها كما بينا أعلاه «أنماط سائدة»، وأعني أنماط التفكير والإدراك بهذه الأمور. لكن تخيل أنك لو فقدت حاسة البصر -لا سمح الله- إذ حينها ستحس بإحساس الأعمى، أو حاسة النطق، أو الحركة، وهكذا القياس على كافة الحواس والقدرات الجسمانية والذهنية.
لذلك تصنف المجتمعات التي تحترم «ذوي الإعاقة» وتتعامل بأرقى درجات الإنسانية معهم، وتوفر لهم الفرص والخدمات وتذلل لهم الصعاب، على أنها مجتمعات متقدمة من الناحية الإنسانية، باعتبار أن كل الفئات المتباينة في المجتمع لها احترامها وتقديرها ولها تعاملها المتوافق مع وضعها، وهنا الخصوصية تكون بشكل أكبر تجاه الفئات التي تعاني من الإعاقات، والأهداف من ذلك كثيرة، وكلها تلتقي في ما نسميه بـ»ثقافة الإنسانية».
حينما يتحرك المجتمع لينشر ثقافة المحبة والتعاطف وتسهيل الأمور مع هذه الفئة، فإنه يعمد أولاً لتوحيد المجتمع بأسره وأنه لا فرق بين البشر وهم أسوياء مهما كانت أحوالهم. وثانياً فإنه يمنح هذه الفئة الأمل والتفاؤل ويرسم السعادة عليها، حينما تدرك بأنها تعيش في مجتمع متعاطف وإنساني وأن الموجودين فيه ليسوا بشراً ينتقدونهم أو ينظرون لهم بنظرة دونية، بل بالعكس الآخرون هم أعوان ومساعدون ومتعاطفون. وثالثاً -وهنا الأهم- بأنك تحول هذه الفئة لعناصر فاعلة في المجتمع، تحب العمل فيه، وتحب أن تنجز فيه، وتدرك بأن الفرص أمامها مفتوحة مثل حال البشر الأسوياء.
هذه أمور إنسانية حينما تُلمس النفوس تحركها بالضرورة، وحتى القلوب القاسية لابد وأن تتأثر، لأن الإنسان بداخله «إحساس كامن» تجاه الأمور الإنسانية، مهما بلغت قساوته وتظاهره بعدم الاكتراث إلا أنها توجد وتظهر في حالات معينة.
عموماً، الحديث عن ذوي الإعاقة والتعاطف معهم والإحساس بهم وتطويع منظومات المجتمع لاحتوائهم وإدماجهم فيها، حديث ستجده يطبق فعلياً في تلك المجتمعات التي أشرنا لها أعلاه، والجميل أننا في البحرين وطوال عقود طويلة تاريخنا يثبت بأننا مجتمع عبر منظوماته الرسمية والأهلية يجتهد دوماً لتطوير سُبل التعاطي والتعامل والاحتواء لهذه الفئة، بل هناك عمل دائم للبحث عن أفضل السُبل والخدمات والتسهيلات لتدخل السعادة على قلوبهم وتمنحهم الفرص الكاملة للعمل والعطاء حالهم حال الأصحاء.
وحتى الأمس أقرأ تحركات في هذا الجانب، على سبيل المثال المجلس الأعلى للمرأة الذي عقد لقاءً تشاورياً مع الجهات الأهلية التي تعمل بهذه الروح الإنسانية لخدمة ذوي الإعاقة، وهو تحرك ضمن تحركات عدة تجعلنا نفخر بأننا نعيش في بلد يعمل لأجل الجميع بكل إنسانية وتراحم.
ببساطة؛ لأن النفس البشرية -وهي في تركيبتها المتأصلة- تعاملها التلقائي مبرمج على «النمط السائد»، أي بإيضاح أبسط، نحن نتعامل مع البشر باعتبار أنهم أسوياء جسدياً وذهنياً، ولا نتذكر بشكل دائم أن هناك بشراً يعيشون وهم يعانون من إعاقات مختلفة.
لذلك حينما تريد أن تجعل الشخص يتوقف لبرهة ويتمعن في أحوال تلك الفئة من البشر ويتعاطف معهم ويتأثر بما يعانونه، فقط اجعله في موقعهم، بأن تسأله لو كان هو بنفسه ضمن خانة «ذوي الإعاقة».
البشر الأصحاء ينسون النعم بشكل تلقائي ولا يتذكرونها على الدوام، خاصة تلك التي تتواجد في أجسادهم؛ لأنها كما بينا أعلاه «أنماط سائدة»، وأعني أنماط التفكير والإدراك بهذه الأمور. لكن تخيل أنك لو فقدت حاسة البصر -لا سمح الله- إذ حينها ستحس بإحساس الأعمى، أو حاسة النطق، أو الحركة، وهكذا القياس على كافة الحواس والقدرات الجسمانية والذهنية.
لذلك تصنف المجتمعات التي تحترم «ذوي الإعاقة» وتتعامل بأرقى درجات الإنسانية معهم، وتوفر لهم الفرص والخدمات وتذلل لهم الصعاب، على أنها مجتمعات متقدمة من الناحية الإنسانية، باعتبار أن كل الفئات المتباينة في المجتمع لها احترامها وتقديرها ولها تعاملها المتوافق مع وضعها، وهنا الخصوصية تكون بشكل أكبر تجاه الفئات التي تعاني من الإعاقات، والأهداف من ذلك كثيرة، وكلها تلتقي في ما نسميه بـ»ثقافة الإنسانية».
حينما يتحرك المجتمع لينشر ثقافة المحبة والتعاطف وتسهيل الأمور مع هذه الفئة، فإنه يعمد أولاً لتوحيد المجتمع بأسره وأنه لا فرق بين البشر وهم أسوياء مهما كانت أحوالهم. وثانياً فإنه يمنح هذه الفئة الأمل والتفاؤل ويرسم السعادة عليها، حينما تدرك بأنها تعيش في مجتمع متعاطف وإنساني وأن الموجودين فيه ليسوا بشراً ينتقدونهم أو ينظرون لهم بنظرة دونية، بل بالعكس الآخرون هم أعوان ومساعدون ومتعاطفون. وثالثاً -وهنا الأهم- بأنك تحول هذه الفئة لعناصر فاعلة في المجتمع، تحب العمل فيه، وتحب أن تنجز فيه، وتدرك بأن الفرص أمامها مفتوحة مثل حال البشر الأسوياء.
هذه أمور إنسانية حينما تُلمس النفوس تحركها بالضرورة، وحتى القلوب القاسية لابد وأن تتأثر، لأن الإنسان بداخله «إحساس كامن» تجاه الأمور الإنسانية، مهما بلغت قساوته وتظاهره بعدم الاكتراث إلا أنها توجد وتظهر في حالات معينة.
عموماً، الحديث عن ذوي الإعاقة والتعاطف معهم والإحساس بهم وتطويع منظومات المجتمع لاحتوائهم وإدماجهم فيها، حديث ستجده يطبق فعلياً في تلك المجتمعات التي أشرنا لها أعلاه، والجميل أننا في البحرين وطوال عقود طويلة تاريخنا يثبت بأننا مجتمع عبر منظوماته الرسمية والأهلية يجتهد دوماً لتطوير سُبل التعاطي والتعامل والاحتواء لهذه الفئة، بل هناك عمل دائم للبحث عن أفضل السُبل والخدمات والتسهيلات لتدخل السعادة على قلوبهم وتمنحهم الفرص الكاملة للعمل والعطاء حالهم حال الأصحاء.
وحتى الأمس أقرأ تحركات في هذا الجانب، على سبيل المثال المجلس الأعلى للمرأة الذي عقد لقاءً تشاورياً مع الجهات الأهلية التي تعمل بهذه الروح الإنسانية لخدمة ذوي الإعاقة، وهو تحرك ضمن تحركات عدة تجعلنا نفخر بأننا نعيش في بلد يعمل لأجل الجميع بكل إنسانية وتراحم.