أتابع عدداً من الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، وأجد شحّاً كبيراً في الأخبار الجماهيرية الترفيهية في بلدنا، بل إن آخرها كان مباراتنا مع اليابان التي تحوّلت إلى برنامج ندب وحزن، فكأن الحزينة جاءت لتفرح فلَمْ تلقَ لها مطرحاً.
نفتقد تبنّي سياسة حكومية واضحة للفرح، الحكومة ليست لديها رؤية واستراتيجية واضحة لتبنّي نشر الفرح كسياسة اقتصادية اجتماعية وحتى سياسية، خاصة في ظل وجود مجموعات بشرية بيننا تقتات على نشر التذمر والتحلطم ونشر اليأس والإحباط، وتحتسب كل دعوة للفرح على أنها دعوة مشبوهة بغرض إلهاء الجماهير عن مطالبها، بل وتصنّفها على أنها دعوة لنشر الفسق والفجور، وكأن هذا الفسق لا يأتي مع الحزن، بل متخصّص في الأفراح والمسرّات.
مجتمعاتنا شبابية وعائلاتنا تبحث عن أماكن ترفيهية وبرامج تنشر الفرح، والجهود المبذولة مبعثرة ومرتبطة بمواسم ومدتها قصيرة لا تراعي أيام السنة الطويلة، ولا تراعي كلفة الاستمتاع، ولا حتى تراعي الحفاظ على خصائص الهوية الوطنية البحرينية التي تلتزم بالقانون والضوابط في مساحاتها الترفيهية، إلا فيما ندر، لذا تجد العديد من المرافق العامة تتعرّض للتخريب والإهمال، وإن وُجِدتْ فهي أيضاً غير مستغلَّة لنشر الفرح بافتقادها الأنشطة المصاحبة.
نحاول ألا نقارن أنفسنا بجيراننا كإمكانيات مادية، إنما ملزمون بمقارنة مع الذين وضعوا للترفيه هيئة، لا يمكننا إلا أن ننظر للمنطق الذي جعل للترفيه هيئة عندهم معنية به، بمعنى أن «الترفيه» أصبح سياسة عامة للدولة، بغضّ النظر عن كلفته وحجمه، إنما هو أداة من أدوات السياسات الحكومية، تفكر به، وتضع له برامج، وتحدد له أهدافاً، وتحقق من خلاله مكاسب، هو أداة لها مردود اقتصادي واجتماعي وسياسي، ويمكن لكل دولة وفقاً لإمكانياتها المادية أن تعمل على نشر الفرح كواحدة من مهامها، إن لم يكن على مستوى جذب خارجي فلا أقلّ من أن يكون على مستوى محلّي ووطني.
بإمكان الترفيه أن يكون محفّزاً للاقتصاد ومعزّزاً للهوية الوطنية وجامعاً وحدوياً لفئات وطوائف المجتمع، كما بإمكان حساباتنا البحرينية الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون لنا منصات تسويقية للبحرين بطريق غير مباشر، وهي تنقل صور الوجوه البحرينية الفرحة على مدار السنة وهي تستمتع بالفعاليات بشكل متواصل، لا أن يغيب ولا يتواجد إلا بشكل موسمي فقط أربع أو خمس مرات في السنة ثم يدخل في بيات شتوي.
لدينا فعاليات محدودة خلال السنة، ورغم ذلك حين تعمل في أيامها المحدودة تجد الإقبال الشديد عليها محلياً وخليجياً ومن المقيمين، لتؤكد لك أن لدينا تعطشاً للترفيه والفرح، لدينا البشر كحضور، ولدينا المساحات المفتوحة والمغلقة، ولدينا القطاع الخاص الذي لو أغريته بالمنافع لشارك معك، إنما نفتقد الرؤية، ونفتقد صندوق الأفكار الإبداعية التي تُحوّل المستحيل إلى ممكن.
{{ article.visit_count }}
نفتقد تبنّي سياسة حكومية واضحة للفرح، الحكومة ليست لديها رؤية واستراتيجية واضحة لتبنّي نشر الفرح كسياسة اقتصادية اجتماعية وحتى سياسية، خاصة في ظل وجود مجموعات بشرية بيننا تقتات على نشر التذمر والتحلطم ونشر اليأس والإحباط، وتحتسب كل دعوة للفرح على أنها دعوة مشبوهة بغرض إلهاء الجماهير عن مطالبها، بل وتصنّفها على أنها دعوة لنشر الفسق والفجور، وكأن هذا الفسق لا يأتي مع الحزن، بل متخصّص في الأفراح والمسرّات.
مجتمعاتنا شبابية وعائلاتنا تبحث عن أماكن ترفيهية وبرامج تنشر الفرح، والجهود المبذولة مبعثرة ومرتبطة بمواسم ومدتها قصيرة لا تراعي أيام السنة الطويلة، ولا تراعي كلفة الاستمتاع، ولا حتى تراعي الحفاظ على خصائص الهوية الوطنية البحرينية التي تلتزم بالقانون والضوابط في مساحاتها الترفيهية، إلا فيما ندر، لذا تجد العديد من المرافق العامة تتعرّض للتخريب والإهمال، وإن وُجِدتْ فهي أيضاً غير مستغلَّة لنشر الفرح بافتقادها الأنشطة المصاحبة.
نحاول ألا نقارن أنفسنا بجيراننا كإمكانيات مادية، إنما ملزمون بمقارنة مع الذين وضعوا للترفيه هيئة، لا يمكننا إلا أن ننظر للمنطق الذي جعل للترفيه هيئة عندهم معنية به، بمعنى أن «الترفيه» أصبح سياسة عامة للدولة، بغضّ النظر عن كلفته وحجمه، إنما هو أداة من أدوات السياسات الحكومية، تفكر به، وتضع له برامج، وتحدد له أهدافاً، وتحقق من خلاله مكاسب، هو أداة لها مردود اقتصادي واجتماعي وسياسي، ويمكن لكل دولة وفقاً لإمكانياتها المادية أن تعمل على نشر الفرح كواحدة من مهامها، إن لم يكن على مستوى جذب خارجي فلا أقلّ من أن يكون على مستوى محلّي ووطني.
بإمكان الترفيه أن يكون محفّزاً للاقتصاد ومعزّزاً للهوية الوطنية وجامعاً وحدوياً لفئات وطوائف المجتمع، كما بإمكان حساباتنا البحرينية الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون لنا منصات تسويقية للبحرين بطريق غير مباشر، وهي تنقل صور الوجوه البحرينية الفرحة على مدار السنة وهي تستمتع بالفعاليات بشكل متواصل، لا أن يغيب ولا يتواجد إلا بشكل موسمي فقط أربع أو خمس مرات في السنة ثم يدخل في بيات شتوي.
لدينا فعاليات محدودة خلال السنة، ورغم ذلك حين تعمل في أيامها المحدودة تجد الإقبال الشديد عليها محلياً وخليجياً ومن المقيمين، لتؤكد لك أن لدينا تعطشاً للترفيه والفرح، لدينا البشر كحضور، ولدينا المساحات المفتوحة والمغلقة، ولدينا القطاع الخاص الذي لو أغريته بالمنافع لشارك معك، إنما نفتقد الرؤية، ونفتقد صندوق الأفكار الإبداعية التي تُحوّل المستحيل إلى ممكن.