هو موضوع كتبت فيه سابقاً، لكنني أجد الحاجة إليه ملحة، بل يجب أن نتذكر مضامينه يومياً، والهدف أن تتمكن من عيش حياتك بدون منغصات، والمشكلة أننا اليوم نحن من نقرر شكل حياتنا، أكان لونها أخضر طيباً أم أسود قاتماً.
دائماً أكرر لمن حولي أن حياتنا عبارة عن دقائق وثوانٍ، وأن الوقت الذي يمضي منها لا يمكن استرجاعه، حتى لو ملكت مال قارون، وعليه النظر إلى الخلف ويجب ألا يكون إلا بهدف "التعلم" و"اتخاذ العظة" من الدروس والتجارب والمواقف، وليكون المستقبل مبنياً بشكل صحيح نتلافى فيه أخطاءنا ولا نكررها.
المشكلة أن البعض ينسى التمعن بما يمتلكه من نعم، والتي أكرمه الله بها، ويظل هاجسه النظر إلى الآخرين، أو بالأصح لما يسعى بعض البشر لإبرازه اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكثير منه مصطنع وغير واقعي، وأقول ذلك، لأننا حينما ندرس المواد المعنية بفنون التعامل الإعلامي وتطويع وسائل التواصل الاجتماعي، نذكر للناس والمتدربين الحقيقة المجردة وأسرار استخدام هذه الأدوات، وكيف أنه يمكنني إقناعك بشيء غير واقعي، أو بوضع وردي جميل، لكنه لا يعكس الحقيقة.
الكارثة في التأثر بسهولة بهذه الأمور، لكن الحديث ليس مرتكزاً على ما يصلنا ونشاهده أو نسعى لمتابعته، بل الحديث يعيدنا إلى الفقرة الأولى، أو الأصح إلى "العنوان" أعلاه، إذ هل بالفعل نحن نكفر بالنعم؟!
الإجابة الجازمة بأن "نعم"، نحن ننسى النعم؛ لأننا نأخذها بضمان وجودها، وتتحول لدينا إلى شيء عادي، بل هو الوضع الطبيعي المفترض أن يسود. لكنها في الواقع نعم ميزك الله بها عن غيرك، نعم هي موجودة عندك كواقع معيش أو وضع محتوم مضمون قد يكون مستقراً، لكنها عند غيرك تعتبر أحلاماً أو طموحات، إن كان في وضع أقل منك.
حتى لو استثنينا الحديث عن الماديات، فإن النعم الجسدية أبلغ مثال، البصير عادة لا يحس بالأعمى، ونفس الحال الأصم أو المعاق ذهنياً أو جسدياً. وعلى العكس من يفتقد كل هذه الأمور، أبلغ مراميه وأحلامه وطموحاته هو أن يكون سليماً معافى. وهنا لن يفكر بالماديات، بل أمنيته الصحة والعافية والحياة بشكل طبيعي.
النصيحة التي يقدمها الأجداد والآباء الذين اختبروا الدنيا وعاشوا صعابها، حتى لو كانوا في سعة من العيش والغنى، النصيحة التي يقدمونها لأبنائهم، وهو النمط السائد دون النظر إلى استثناءاته، بأن ينظروا دائماً إلى من أهم أقل منهم، حتى يقدروا النعم التي هم فيها، دون تجريم النظر إلى من هم أعلى، شريطة أن يكون طموحاً أو تحدياً للذات أو سعياً لوضع أهداف تفرض الاجتهاد، لا أن يكون التطلع إلى الأعلى هاجساً دائماً، بنظرة الغبن أو حتى الحسد وندب الحظ، لأن كل ذلك سيحول حياتك إلى جحيم أو توتر دائم أو قلق، والأخطر ينسيك النعمة التي تعيشها أو التي تملكها.
لذلك قيل "القناعة كنز لا يفنى"، واليوم المقصد من هذا القول يفترض أن يكون أكثر وضوحاً عن السابق، وخاصة أن نسبة التأثر بما لدى الآخرين، أو بما يقدمونه ويعرضونه في المنصات الإلكترونية أو المظاهر المجتمعية، كلها قادت بحسب دراسات عدة لظواهر مجتمعية خطيرة، مثل انحراف الناشئة أو الخيانات الزوجية أو حالات الطلاق، وحتى اللجوء إلى الجريمة والسلوكات المجرمة والمحرمة، ونسيان حمد الله على نعمه والجحود بها، بالتالي الكفر بها، دون أن ندرك ذلك.
أفضل البشر رسولنا الكريم صلوات الله عليه قال: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".
{{ article.visit_count }}
دائماً أكرر لمن حولي أن حياتنا عبارة عن دقائق وثوانٍ، وأن الوقت الذي يمضي منها لا يمكن استرجاعه، حتى لو ملكت مال قارون، وعليه النظر إلى الخلف ويجب ألا يكون إلا بهدف "التعلم" و"اتخاذ العظة" من الدروس والتجارب والمواقف، وليكون المستقبل مبنياً بشكل صحيح نتلافى فيه أخطاءنا ولا نكررها.
المشكلة أن البعض ينسى التمعن بما يمتلكه من نعم، والتي أكرمه الله بها، ويظل هاجسه النظر إلى الآخرين، أو بالأصح لما يسعى بعض البشر لإبرازه اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكثير منه مصطنع وغير واقعي، وأقول ذلك، لأننا حينما ندرس المواد المعنية بفنون التعامل الإعلامي وتطويع وسائل التواصل الاجتماعي، نذكر للناس والمتدربين الحقيقة المجردة وأسرار استخدام هذه الأدوات، وكيف أنه يمكنني إقناعك بشيء غير واقعي، أو بوضع وردي جميل، لكنه لا يعكس الحقيقة.
الكارثة في التأثر بسهولة بهذه الأمور، لكن الحديث ليس مرتكزاً على ما يصلنا ونشاهده أو نسعى لمتابعته، بل الحديث يعيدنا إلى الفقرة الأولى، أو الأصح إلى "العنوان" أعلاه، إذ هل بالفعل نحن نكفر بالنعم؟!
الإجابة الجازمة بأن "نعم"، نحن ننسى النعم؛ لأننا نأخذها بضمان وجودها، وتتحول لدينا إلى شيء عادي، بل هو الوضع الطبيعي المفترض أن يسود. لكنها في الواقع نعم ميزك الله بها عن غيرك، نعم هي موجودة عندك كواقع معيش أو وضع محتوم مضمون قد يكون مستقراً، لكنها عند غيرك تعتبر أحلاماً أو طموحات، إن كان في وضع أقل منك.
حتى لو استثنينا الحديث عن الماديات، فإن النعم الجسدية أبلغ مثال، البصير عادة لا يحس بالأعمى، ونفس الحال الأصم أو المعاق ذهنياً أو جسدياً. وعلى العكس من يفتقد كل هذه الأمور، أبلغ مراميه وأحلامه وطموحاته هو أن يكون سليماً معافى. وهنا لن يفكر بالماديات، بل أمنيته الصحة والعافية والحياة بشكل طبيعي.
النصيحة التي يقدمها الأجداد والآباء الذين اختبروا الدنيا وعاشوا صعابها، حتى لو كانوا في سعة من العيش والغنى، النصيحة التي يقدمونها لأبنائهم، وهو النمط السائد دون النظر إلى استثناءاته، بأن ينظروا دائماً إلى من أهم أقل منهم، حتى يقدروا النعم التي هم فيها، دون تجريم النظر إلى من هم أعلى، شريطة أن يكون طموحاً أو تحدياً للذات أو سعياً لوضع أهداف تفرض الاجتهاد، لا أن يكون التطلع إلى الأعلى هاجساً دائماً، بنظرة الغبن أو حتى الحسد وندب الحظ، لأن كل ذلك سيحول حياتك إلى جحيم أو توتر دائم أو قلق، والأخطر ينسيك النعمة التي تعيشها أو التي تملكها.
لذلك قيل "القناعة كنز لا يفنى"، واليوم المقصد من هذا القول يفترض أن يكون أكثر وضوحاً عن السابق، وخاصة أن نسبة التأثر بما لدى الآخرين، أو بما يقدمونه ويعرضونه في المنصات الإلكترونية أو المظاهر المجتمعية، كلها قادت بحسب دراسات عدة لظواهر مجتمعية خطيرة، مثل انحراف الناشئة أو الخيانات الزوجية أو حالات الطلاق، وحتى اللجوء إلى الجريمة والسلوكات المجرمة والمحرمة، ونسيان حمد الله على نعمه والجحود بها، بالتالي الكفر بها، دون أن ندرك ذلك.
أفضل البشر رسولنا الكريم صلوات الله عليه قال: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".