كبرنا كثيراً وكأننا كنا أطفالاً في الأمس ليس إلا، مضت بنا الأيام دون وعي منا، فجأة بدأ الشعر الأبيض يغزو رأسنا معلناً مضي السنوات، كثيرة هي الدروس والمواقف التي عشناها وعلمتنا إن الحياة ليست كما كنا نظن ونحن أطفال.
كانت أمي تقول لنا إن كل ما يحدث حولنا هو للخير، لا طريق للتشاؤم في قلب أمي، ترى كل ما حولها جميلاً، وكل ما يحدث من مواقف هو قدر محتوم، وأنه خير لنا لا نعلم الحكمة من ورائه الآن، لكنها ستظهر مع مرور الأيام، آهٍ كم كنت أرفض هذا المبدأ في الحياة، وكنت كلما قالت أمي خيراً اعترضت، وقفت محتجة، سائلة «أين الخير في الموضوع؟» كانت تجيب بهدوء «غداً سنعرف»، وتمر الأيام وتهدأ المشاعر ويصفو العقل، وتظهر الحقيقة أن ما قالته أمي صحيح، فعلاً كان خيراً وخيراً كثيراً عجزت حينها عن رؤيته، والآن اتضح، كانت أمي على حق، كل ما يحدث حولنا بلا إرادة منا هو خير، علينا فقط الانتظار وسنعرف.
كانت أمي تقول إن الإنسان عليه أن يحترم باب رزقه، «حبي عملك وسيحبك في المقابل» كانت مجرد عاملة بسيطة، وبالرغم من ذلك كانت تتأنق كل صباح، وتحرص كثيراً على أن يكون مظهرها لائقاً، كنت أتذمر طوال الوقت من وظيفتي وكنت أقول لها إن الإنسان عليه أن يعمل فقط فيما يحب، وإن علينا ألا نجبر أنفسنا على العمل لمجرد العمل، لكنها كانت تجيب بهدوء «نحب باب الرزق يا ابنتي» كبرت وفهمت أن الوظيفة التي نكرهها هي السبب وراء تلبية احتياجاتنا وإعالتنا على متطلبات الحياة التي لا تنتهي، وإنها كانت السبب وراء تحقيق أحلامنا، كانت أمي على حق.
كانت أمي تقول إن المال يذهب ليعود، تطمئنني بكلماتها عندما أتذمر من كثرة المسؤوليات والسرعة التي يختفي فيها المال، «لا نقلق من قلة المال» كانت تقول، «هو يأتي ليذهب ويعود وهكذا هي الحياة»، لكنني أنا لم أكن أقتنع كثيراً بما تقول، كنت أسألها باستهزاء، وكيف سيعود الراتب بعد أن ينتهي؟ فتجيب: ومن قال إن رزقنا هو الراتب؟ بلا رغبة في المجادلة كنت أصمت، لكن مع مرور الوقت فهمت أن هناك أبواباً للرزق تُفتح دائماً، وأن الأجر الذي نتقاضى ما هو إلا أحد هذه الأبواب وليس كلها، كلما مرت الأيام أفهم أن أمي كانت على حق.
كانت أمي تقول إن الدنيا متغيرة، وكل يوم في حال، وإن من يتخذ من الدنيا غطاءً فهو عارٍ، لا نضع أملنا لا في الحياة ولا في الناس نحن نعلق أملنا وقلوبنا فقط في الله»، كبرت وعرفت أن صديق الأمس أصبح عدو اليوم، وعدو الأمس بات صديقاً، كبرت وعرفت أن الأحداث والمشاهد تتغير فجأة، كانت أمي على حق، نحن نثق فقط في الله، وما دون ذلك فهو غير ثابت، وكأنك تسير في طريق مظلم لا ترى عثراته، لكن ثقتك بالله تأتي وكأنها مصباح ينير لك طريقك.
كلمات أمي التي لا تنتهي، تلك الكلمات التي اكتشفت مع مرور الوقت أنها كانت حقيقة لم أدركها في وقتها، وكلما تقدم بي العمر أصبحت الصورة تتضح شيئاً فشيئاً، وأفهم كلمات أمي، مع مرور الأيام تيقنت، أن كل ما كانت تظنه أمي كان صحيحاً، وكل ما كانت تقوله حقيقة.
{{ article.visit_count }}
كانت أمي تقول لنا إن كل ما يحدث حولنا هو للخير، لا طريق للتشاؤم في قلب أمي، ترى كل ما حولها جميلاً، وكل ما يحدث من مواقف هو قدر محتوم، وأنه خير لنا لا نعلم الحكمة من ورائه الآن، لكنها ستظهر مع مرور الأيام، آهٍ كم كنت أرفض هذا المبدأ في الحياة، وكنت كلما قالت أمي خيراً اعترضت، وقفت محتجة، سائلة «أين الخير في الموضوع؟» كانت تجيب بهدوء «غداً سنعرف»، وتمر الأيام وتهدأ المشاعر ويصفو العقل، وتظهر الحقيقة أن ما قالته أمي صحيح، فعلاً كان خيراً وخيراً كثيراً عجزت حينها عن رؤيته، والآن اتضح، كانت أمي على حق، كل ما يحدث حولنا بلا إرادة منا هو خير، علينا فقط الانتظار وسنعرف.
كانت أمي تقول إن الإنسان عليه أن يحترم باب رزقه، «حبي عملك وسيحبك في المقابل» كانت مجرد عاملة بسيطة، وبالرغم من ذلك كانت تتأنق كل صباح، وتحرص كثيراً على أن يكون مظهرها لائقاً، كنت أتذمر طوال الوقت من وظيفتي وكنت أقول لها إن الإنسان عليه أن يعمل فقط فيما يحب، وإن علينا ألا نجبر أنفسنا على العمل لمجرد العمل، لكنها كانت تجيب بهدوء «نحب باب الرزق يا ابنتي» كبرت وفهمت أن الوظيفة التي نكرهها هي السبب وراء تلبية احتياجاتنا وإعالتنا على متطلبات الحياة التي لا تنتهي، وإنها كانت السبب وراء تحقيق أحلامنا، كانت أمي على حق.
كانت أمي تقول إن المال يذهب ليعود، تطمئنني بكلماتها عندما أتذمر من كثرة المسؤوليات والسرعة التي يختفي فيها المال، «لا نقلق من قلة المال» كانت تقول، «هو يأتي ليذهب ويعود وهكذا هي الحياة»، لكنني أنا لم أكن أقتنع كثيراً بما تقول، كنت أسألها باستهزاء، وكيف سيعود الراتب بعد أن ينتهي؟ فتجيب: ومن قال إن رزقنا هو الراتب؟ بلا رغبة في المجادلة كنت أصمت، لكن مع مرور الوقت فهمت أن هناك أبواباً للرزق تُفتح دائماً، وأن الأجر الذي نتقاضى ما هو إلا أحد هذه الأبواب وليس كلها، كلما مرت الأيام أفهم أن أمي كانت على حق.
كانت أمي تقول إن الدنيا متغيرة، وكل يوم في حال، وإن من يتخذ من الدنيا غطاءً فهو عارٍ، لا نضع أملنا لا في الحياة ولا في الناس نحن نعلق أملنا وقلوبنا فقط في الله»، كبرت وعرفت أن صديق الأمس أصبح عدو اليوم، وعدو الأمس بات صديقاً، كبرت وعرفت أن الأحداث والمشاهد تتغير فجأة، كانت أمي على حق، نحن نثق فقط في الله، وما دون ذلك فهو غير ثابت، وكأنك تسير في طريق مظلم لا ترى عثراته، لكن ثقتك بالله تأتي وكأنها مصباح ينير لك طريقك.
كلمات أمي التي لا تنتهي، تلك الكلمات التي اكتشفت مع مرور الوقت أنها كانت حقيقة لم أدركها في وقتها، وكلما تقدم بي العمر أصبحت الصورة تتضح شيئاً فشيئاً، وأفهم كلمات أمي، مع مرور الأيام تيقنت، أن كل ما كانت تظنه أمي كان صحيحاً، وكل ما كانت تقوله حقيقة.