تُثبت التجارب على مرّ الزمن أن البقاء دائماً للكيانات الرسمية المعترف بها مهما طال الزمن ومهما عاثت الميليشيات والأحزاب والتنظيمات خراباً وعاشت فترة من الزمن، فإن مصيرها المحتوم هو الهلاك والدمار، بالتالي فإن لم تتمّ محاربتها والقضاء عليها في مهدها ستتمدد إلى أن يأتي موعد مصيرها المحتوم وتصل إلى الهلاك لكن بعد أن تُهلك معها الدولة وتُضعفها وتجعلها هشّة وأنقاضاً يلزم بناؤها عشرات السنين قد تتخلف عن مواكبة التطور والحداثة بعد ارتهانها بتلك الميليشيات والتنظيمات.لدينا عدة صور وأمثلة على ما سبق، وإن كانت باريس الشرق بيروت هي أوضح الأمثلة على ما كانت عليه من منارة للعمل والرقي والتطور في كافة المجالات الفنية والصناعية والعمرانية وحتى الزراعية والسياحية، باتت الآن تعاني الويلات لعدة أسباب من أهمها بل من أولها هي السماح ببناء دولة داخل الدولة، وبالسكوت عن تخزين الأسلحة وامتلاك الجيش غير الرسمي لها فضلاً عن الجيش النظامي والرسمي، فما حدث بعد ذلك بسبب الرضوخ والخنوع أنها في وضع مأساوي، تلك الميليشيات جنت على لبنان وتجنت على شعبه الكريم، وأخذت بزمام الأمور في مختلف الملفات الداخلية والخارجية، فباتت تتدخل في شؤون الدول، وتدرّب الخارجين على القانون بها في معسكراتها الداخلية، وتدخلت في سوريا بالعدة والعتاد، وأساءت في تصريحات مسؤوليها لحكومات دول وشعوبها وتمادت في ذلك حتى فاض الكيل بالمجتمع الدولي وقرر إخراسها والقضاء عليها.إن القضاء على تلك الكيانات يسبّب قضاء على الأرض التي أنشئت عليها، وبالتالي فإن هناك من سيتضرّر من المواطنين وحتى المقيمين دون ذنب لهم سوى أن حكوماتهم كانت مواقفها سلبية ولم تحمِ مواطنيها من تلك الميليشيات حتى وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه.لذا فإن الأوان قد حان لنعرف أهداف تلك التنظيمات غير القانونية، ونعمل على محاربتها، ولا نسمح لها حتى بالتشكل حتى وإن كانت سياسية، فمثل تلك التشكيلات لن تجلب سوى الخراب والدمار، والنخر في صفوف الجسد الواحد وبالتالي التأثير على السلم الأهلي بما يهدد أمنه وأمانه.بصراحة، محاربة تلك التنظيمات ووأدها يبدأ من المواطن نفسه، سواء بالقول أو العمل أو حتى التعاطف، فجميعنا يعلم كيف تستعطف تلك المنظمات والتنظيمات الأهالي وتستميلهم نحوها، لذلك فإن هذه الفترة الحرجة لا تقبل حتى التعاطف مع تلك الأحزاب والميليشيات، ولا يجب التهاون في ذلك مطلقاً، فأمن أوطاننا واجب علينا جميعاً بلا استثناء، حتى لا نصحو في يوم من الأيام لنجد واحدة من تلك التنظيمات بيننا وتدير دولة داخل دولتنا.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}