لم تنعزل مصر عن الخليج العربي حتى تعود إليه، ولكن هذا ليس ضرباً من «الطبطبة» الصحافية التي ملها القارئ، ولا تحمل في طياتها تغييباً للحقائق التي يجب الوقوف عليها لاكتشاف موطن الجرح وتضميده، كان هناك ثمة توتر في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية على خلفية موقف الأخيرة من الأزمة السورية، وبعدها توجه السفير السعودي في مصر إلى الرياض لفترة، فيما روجت وسائل إعلام للأمر على أنه استدعاء للسفير السعودي من القاهرة، وصعدت الأمر كما لو أن هناك خصومة بين الطرفين. ولا يخفى على البعض أن هناك جماعات مناوئة تخلق جو عدم التناغم بين ما تقوم به الحكومة المصرية والحكومات الخليجية، نافخون في الكير.. لم يعد يستعصي إيجادهم، أو كشف حقيقتهم، فالقاعدة تقول «ابحث عن المستفيد تعرف الفاعل».
الأصل في الكون الاختلاف، والتنوع، ومن ثم قيام توليفة تجمع بين الاختلافات والأضداد وتخرج من خلالهم التراكيب المتنوعة والممزوجات الغنية، وكذلك هو شأن العلاقات الدولية في ديناميكيتها وتفاعلاتها، لا يمكن أن تتخذ فيها كافة الدول خط سير واحداً، أو نهجاً موحداً. والعلاقات الدولية لا تقوم في مجملها على الترضيات واتخاذ السلوك المناسب بما يتسق دوماً مع أمزجة الأخريات من الدول. صحيح أن هناك ثمة علاقات وروابط وكيانات واتحادات تجمع بعضها، ولكن بعض الأمور والقرارات والمواقف يمكن تسييرها فرادى خارج نطاق الانضواء المشترك أياً كان نوعه. ولا يحرم هذا بعض الدول في تلك المظلة من حق الاعتراض أو الاحتجاج، أو اتخاذ موقف عكسي على سبيل العمل على توحيد الجهود والاتجاهات، ولكنه بالضرورة لا يمنح الحق لأصحاب الأقلام والمنابر المسمومة في اللعب على المكشوف في سبيل إفساد العلاقات البينية، وهو ما حدث بين السعودية ومصر. فعلامَ جلبة الإعلام؟ ولماذا؟!
من جهة أخرى، يأتي ما قاله الدكتور فالح عبدالله العزب، وزير العدل الكويتي، على هامش زيارته لجامعة القاهرة مؤخراً عندما قال إن «الأمة العربية بأكملها بدون مصر لا قيمة لها، وتمثل دولاً على الهامش بدون القائد وهي مصر»، وربما يعتبر البعض أن ذلك تهميشاً للدول العربية وبينها الخليج العربي، بينما لا يخفى على أحد الدور البارز والحازم الذي بات يلعبه الخليج العربي بقيادة سعودية في حلحلة أزمات المنطقة. وكان من الإنصاف الإشارة في هذا السياق بأهمية مصر لدول الخليج العربية كعمق استراتيجي لها كونها واحدة من دوائر أمن الخليج العربي المهمة، وأن العمل على رأب الصدع من خلال الجهود الكويتية كان ضرورة ملحة تحسب للكويت كشأنها التصالحي دائماً.
وفي هذا السياق علنا نستلهم ما يبرر تصريح «العزب» في فحوى حديثه الذي جاء فيه أيضاً «إن دولة الكويت تعلمت الكثير من مصر على مختلف الأصعدة، وإن المصريين هم من صنعوا الدستور الكويتي، وقوانين دولة الكويت التي يعمل بها حتى الآن»، وهو الإشارة للقيمة الثقافية والحضارية لمصر، والتي أصبحت متفردة في المنطقة في الوقت الراهن بعد ضياع العراق بحضاراته، والتهديدات التي تواجه المصير اليمني «حضارة العروبة ومسقطها».
* اختلاج النبض:
إعلان خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قبل فترة، عن اختيار مصر ضيف شرف المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، في دورته الحادية والثلاثين جاء رسالة للنافخين في الكير بطيب ودوام العلاقات التاريخية بين مصر والخليج العربي، وتقديراً للعمق الثقافي والحضاري المصري، والأهم من ذلك أن الدعوة للمهرجان الذي يقام تحت إشراف وزارة الحرس الوطني السعودي جاءت لتقدم رسالة مفادها أن «أمن الخليج العربي لا يكتمل دونما مصر».
الأصل في الكون الاختلاف، والتنوع، ومن ثم قيام توليفة تجمع بين الاختلافات والأضداد وتخرج من خلالهم التراكيب المتنوعة والممزوجات الغنية، وكذلك هو شأن العلاقات الدولية في ديناميكيتها وتفاعلاتها، لا يمكن أن تتخذ فيها كافة الدول خط سير واحداً، أو نهجاً موحداً. والعلاقات الدولية لا تقوم في مجملها على الترضيات واتخاذ السلوك المناسب بما يتسق دوماً مع أمزجة الأخريات من الدول. صحيح أن هناك ثمة علاقات وروابط وكيانات واتحادات تجمع بعضها، ولكن بعض الأمور والقرارات والمواقف يمكن تسييرها فرادى خارج نطاق الانضواء المشترك أياً كان نوعه. ولا يحرم هذا بعض الدول في تلك المظلة من حق الاعتراض أو الاحتجاج، أو اتخاذ موقف عكسي على سبيل العمل على توحيد الجهود والاتجاهات، ولكنه بالضرورة لا يمنح الحق لأصحاب الأقلام والمنابر المسمومة في اللعب على المكشوف في سبيل إفساد العلاقات البينية، وهو ما حدث بين السعودية ومصر. فعلامَ جلبة الإعلام؟ ولماذا؟!
من جهة أخرى، يأتي ما قاله الدكتور فالح عبدالله العزب، وزير العدل الكويتي، على هامش زيارته لجامعة القاهرة مؤخراً عندما قال إن «الأمة العربية بأكملها بدون مصر لا قيمة لها، وتمثل دولاً على الهامش بدون القائد وهي مصر»، وربما يعتبر البعض أن ذلك تهميشاً للدول العربية وبينها الخليج العربي، بينما لا يخفى على أحد الدور البارز والحازم الذي بات يلعبه الخليج العربي بقيادة سعودية في حلحلة أزمات المنطقة. وكان من الإنصاف الإشارة في هذا السياق بأهمية مصر لدول الخليج العربية كعمق استراتيجي لها كونها واحدة من دوائر أمن الخليج العربي المهمة، وأن العمل على رأب الصدع من خلال الجهود الكويتية كان ضرورة ملحة تحسب للكويت كشأنها التصالحي دائماً.
وفي هذا السياق علنا نستلهم ما يبرر تصريح «العزب» في فحوى حديثه الذي جاء فيه أيضاً «إن دولة الكويت تعلمت الكثير من مصر على مختلف الأصعدة، وإن المصريين هم من صنعوا الدستور الكويتي، وقوانين دولة الكويت التي يعمل بها حتى الآن»، وهو الإشارة للقيمة الثقافية والحضارية لمصر، والتي أصبحت متفردة في المنطقة في الوقت الراهن بعد ضياع العراق بحضاراته، والتهديدات التي تواجه المصير اليمني «حضارة العروبة ومسقطها».
* اختلاج النبض:
إعلان خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قبل فترة، عن اختيار مصر ضيف شرف المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، في دورته الحادية والثلاثين جاء رسالة للنافخين في الكير بطيب ودوام العلاقات التاريخية بين مصر والخليج العربي، وتقديراً للعمق الثقافي والحضاري المصري، والأهم من ذلك أن الدعوة للمهرجان الذي يقام تحت إشراف وزارة الحرس الوطني السعودي جاءت لتقدم رسالة مفادها أن «أمن الخليج العربي لا يكتمل دونما مصر».