لا يمكن إنكار اقتران الإسلام في ذهن العقل الغربي بصورة مغايرة تماماً لحقيقته وواقعه، فحالما يذكر الإسلام يتبادر إلى ذهن العقل الغربي مجموعة صور مرتبطة بالقتل والعنف والهمجية والتخلف، هذه الذهنية صنعتها وسائل الإعلام الغربية وعملت على تشكيلها بشكل منظم كجزء من مهمة توسيع دائرة العداء للإسلام والمسلمين على مدار سنين طويلة، وهي في واقعها حرب إعلامية أنتجت ظاهرة الخوف من الإسلام أو ما بات يعرف بـ«الإسلاموفوبيا»، وفي المقابل نجد قسماً غير قليل من المسلمين أصبحوا متشددين تجاه الغرب متخوفين منهم، فنجد أنفسنا أمام «فوبيا» متقابلة، ومع تنامي هذا الخوف أو الفوبيا يتأكد أن هناك أطرافاً منتفعة منها وتعمل على تغذيتها واستمرارها.
بالنسبة لتشكيل صورة الإسلام في ذهن العقل الغربي ليست وليدة التاريخ الحديث، بل هي مأخوذة من مواقف مسبقة تعود لتاريخ العلاقة بين عالمي الإسلام وأوروبا المسيحية قبل قرون طويلة مضت، وما تفعله وسائل الإعلام الغربي اليوم هو اجترار الخطاب الاستشراقي الذي قدم للغرب صوراً مزيفة عن الإسلام والمسلمين، فقد عمل المستشرقون سنين طويلة على تشويه صورة الإسلام في كتاباتهم ودرسوا الإسلام لا ليتوصلوا إلى الحقيقة، بل ليجدوا مواطن يبنون عليها تزييفهم وافتراءهم على هذا الدين، ومن هؤلاء استمدت وسائل الإعلام قوالب وصوراً ذهنية جاهزة عن الإسلام، وبدأت تروجها وتصنع رأياً عاماً عالمياً كاذباً عن الإسلام والمسلمين، الأهم من ذلك أن هذه الصور الذهنية ليست فقط صوراً كاذبة أنتجها المستشرقون، وإنما هي استحضار لصورة الأوروبيين الحقيقية في القرون الوسطى والتي يعملون اليوم على تركيبها على المسلمين.
في مقابل ذلك وعلى الجانب الآخر لا نجد أي فعل مماثل من المسلمين تجاه الغرب، وكل الدراسات التي أجراها المسلمون حول الغرب تركز على إنتاج تصور حقيقي عن الغرب وواقعه، بل نجد مؤلفات عربية تتحدث عن صورة مشرقة للغرب روج لها مثقفون ومفكرون مسلمون زاروا الغرب في بدايات القرن العشرين، لكن ومع كل ذلك نجد أنفسنا اليوم أمام واقع تبدلت فيه هذه الصورة عند عدد غير قليل من المسلمين وباتوا ينظرون إلى الغرب نظرة عدائية، وهذا لم تأتِ من فراغ، فالخراب الذي حصل مع بدايات القرن العشرين ويحصل اليوم في بلاد المسلمين نجد الغرب حاضراً وطرفاً فيه، كما أن أكثر المسلمين حدة وعدائية للغرب هم أولئك الذين عاشوا في الغرب لاسيما في بعض دول أوروبا ولم يتقبلهم الغرب ويدمجهم في مجتمعه، فنشأ جيل بردة فعل عدائية تجاه الغرب وهو ما يفسر لنا انضمام عدد غير قليل إلى تنظيم الدولة «داعش» ممن يحملون جنسيات أوروبية.
هذا الموقف بين الطرفين انتفع منه تجار الحروب وعرابو الإيديولوجيات، فأججوا النزاعات وعمقوا سوء الفهم بين الشعوب وتكسبوا من ورائه، ونجحوا إلى حد كبير في عملهم، فـ«الإسلاموفوبيا» في تنامٍ مستمر ومشاعر العداء والشعور بالظلم من الغرب يتنامى أيضاً، لكن تبقى هناك حقيقة وهي أن الغالبية العظمى من الغربيين والمسلمين يميلون إلى العيش بسلام بعيداً عن الصراعات.
بالنسبة لتشكيل صورة الإسلام في ذهن العقل الغربي ليست وليدة التاريخ الحديث، بل هي مأخوذة من مواقف مسبقة تعود لتاريخ العلاقة بين عالمي الإسلام وأوروبا المسيحية قبل قرون طويلة مضت، وما تفعله وسائل الإعلام الغربي اليوم هو اجترار الخطاب الاستشراقي الذي قدم للغرب صوراً مزيفة عن الإسلام والمسلمين، فقد عمل المستشرقون سنين طويلة على تشويه صورة الإسلام في كتاباتهم ودرسوا الإسلام لا ليتوصلوا إلى الحقيقة، بل ليجدوا مواطن يبنون عليها تزييفهم وافتراءهم على هذا الدين، ومن هؤلاء استمدت وسائل الإعلام قوالب وصوراً ذهنية جاهزة عن الإسلام، وبدأت تروجها وتصنع رأياً عاماً عالمياً كاذباً عن الإسلام والمسلمين، الأهم من ذلك أن هذه الصور الذهنية ليست فقط صوراً كاذبة أنتجها المستشرقون، وإنما هي استحضار لصورة الأوروبيين الحقيقية في القرون الوسطى والتي يعملون اليوم على تركيبها على المسلمين.
في مقابل ذلك وعلى الجانب الآخر لا نجد أي فعل مماثل من المسلمين تجاه الغرب، وكل الدراسات التي أجراها المسلمون حول الغرب تركز على إنتاج تصور حقيقي عن الغرب وواقعه، بل نجد مؤلفات عربية تتحدث عن صورة مشرقة للغرب روج لها مثقفون ومفكرون مسلمون زاروا الغرب في بدايات القرن العشرين، لكن ومع كل ذلك نجد أنفسنا اليوم أمام واقع تبدلت فيه هذه الصورة عند عدد غير قليل من المسلمين وباتوا ينظرون إلى الغرب نظرة عدائية، وهذا لم تأتِ من فراغ، فالخراب الذي حصل مع بدايات القرن العشرين ويحصل اليوم في بلاد المسلمين نجد الغرب حاضراً وطرفاً فيه، كما أن أكثر المسلمين حدة وعدائية للغرب هم أولئك الذين عاشوا في الغرب لاسيما في بعض دول أوروبا ولم يتقبلهم الغرب ويدمجهم في مجتمعه، فنشأ جيل بردة فعل عدائية تجاه الغرب وهو ما يفسر لنا انضمام عدد غير قليل إلى تنظيم الدولة «داعش» ممن يحملون جنسيات أوروبية.
هذا الموقف بين الطرفين انتفع منه تجار الحروب وعرابو الإيديولوجيات، فأججوا النزاعات وعمقوا سوء الفهم بين الشعوب وتكسبوا من ورائه، ونجحوا إلى حد كبير في عملهم، فـ«الإسلاموفوبيا» في تنامٍ مستمر ومشاعر العداء والشعور بالظلم من الغرب يتنامى أيضاً، لكن تبقى هناك حقيقة وهي أن الغالبية العظمى من الغربيين والمسلمين يميلون إلى العيش بسلام بعيداً عن الصراعات.