سيدي الرئيس
كل حضارة تحمل معها جينات نهايتها، وهناك من راهن على أن البيت الأبيض هو معقل لبدايات الانهيار التي حفزتها سلبية الإدارة السابقة. متمنين إعادة تدوير لمياه آسنة في العلاقات الخليجية الأمريكية التي كانت تنحر ولا بواكي لها في واشنطن. لقد اعتبرناكم لعقود عدة أهم صديق وحليف، لكن الإدارة السابقة سببت لنا الحيرة بترددها واستداراتها الحادة. وتحملنا تلويحها باتهامات جائرة في مجال حقوق الإنسان، بل وتحميلنا نتائج هجمات 11 سبتمبر، ناهيك عن اتفاق نووي لم يؤخذ لنا فيه رأي ونحن في ظلال مفاعلاته. كما شاركنا كثيرون بعدم الثقة في تلك الإدارة بعد أن سال دم مصداقيتها راسماً الخط الأحمر في سوريا. ثم خروج الأحداث الجسام في العراق وسوريا واليمن وليبيا من أيديكم وأنتم اللاعب الدولي الرئيس. مما دفعنا لشراكات استراتيجية مع دول عدة. فصحيح أن في نفوسنا في الخليج حفاوة خاصة لرجال الحزب الجمهوري كنيكسون ومبدأ الدعامتين في الخليج، وريغان مفكك الشيوعية، وبوش عاصفة الصحراء. إلا أنه لن يوقف شراكاتنا قولك في خطاب تنصيبك «سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة» إلا حين نرى تعزيز لتحالفاتنا.
سيدي
نرحب بفوزكم. وما سبق كله كان استطراداً غير مقصود بالأصالة، وإنما جرنا إليه تذكر الميل التقزيمي في واشنطن سابقاً لجدوى التحالف معنا، فنحن أمضى أدوات العالم في مواجهة الإرهاب، ضد «داعش» و«القاعدة» ومن سميتهم في خطاب تنصيبك «التطرف الإسلامي»، رغم تبرمنا من التركيز على «التطرف الإسلامي»، وسيهزم «داعش»، لكن الفراغ الاستراتيجي بعده ليس في صالحنا ولا في صالحكم. ولدى فخامتكم فرصة لردمه متمنين أن تكون شعاراتك تجاه كلفة الدفاع عن الخليج وما قلت في مجال الطاقة وما قلت عن المسلمين ذات مرتبة تفسيرية فقط، لا صانعة للأحداث. كما نريد إعادة عرض القوة في الخليج بدل صور مشاة البحرية معصوبي العينين بأيدي صبية الحرس الثوري التي هزت الثقة بجاهزية ومهنية قواتكم. ونتوقع أن تقيدوا إيران بتوسيع المراقبة النووية، ووقف تحريكها للميليشيات الإرهابية، فمن دون الاعتداءات الدموية التي تحرك خيوطها لا يكاد يذكر هذا البلد في وسائل الإعلام.
* بالعجمي الفصيح:
سأنهي معكم الحوار يا فخامة الرئيس انطلاقاً من كلماتك الأخيرة في خطاب تنصيبك «معاً سنعيد إلى أمريكا عظمتها مرة أخرى»، وجزء من عظمتها في تقديرنا هي في ترك المنعرجات السلبية التي سلكها سلفكم مع حلفاء كدول الخليج العربي.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
{{ article.visit_count }}
كل حضارة تحمل معها جينات نهايتها، وهناك من راهن على أن البيت الأبيض هو معقل لبدايات الانهيار التي حفزتها سلبية الإدارة السابقة. متمنين إعادة تدوير لمياه آسنة في العلاقات الخليجية الأمريكية التي كانت تنحر ولا بواكي لها في واشنطن. لقد اعتبرناكم لعقود عدة أهم صديق وحليف، لكن الإدارة السابقة سببت لنا الحيرة بترددها واستداراتها الحادة. وتحملنا تلويحها باتهامات جائرة في مجال حقوق الإنسان، بل وتحميلنا نتائج هجمات 11 سبتمبر، ناهيك عن اتفاق نووي لم يؤخذ لنا فيه رأي ونحن في ظلال مفاعلاته. كما شاركنا كثيرون بعدم الثقة في تلك الإدارة بعد أن سال دم مصداقيتها راسماً الخط الأحمر في سوريا. ثم خروج الأحداث الجسام في العراق وسوريا واليمن وليبيا من أيديكم وأنتم اللاعب الدولي الرئيس. مما دفعنا لشراكات استراتيجية مع دول عدة. فصحيح أن في نفوسنا في الخليج حفاوة خاصة لرجال الحزب الجمهوري كنيكسون ومبدأ الدعامتين في الخليج، وريغان مفكك الشيوعية، وبوش عاصفة الصحراء. إلا أنه لن يوقف شراكاتنا قولك في خطاب تنصيبك «سنعزز التحالفات القديمة ونشكل تحالفات جديدة» إلا حين نرى تعزيز لتحالفاتنا.
سيدي
نرحب بفوزكم. وما سبق كله كان استطراداً غير مقصود بالأصالة، وإنما جرنا إليه تذكر الميل التقزيمي في واشنطن سابقاً لجدوى التحالف معنا، فنحن أمضى أدوات العالم في مواجهة الإرهاب، ضد «داعش» و«القاعدة» ومن سميتهم في خطاب تنصيبك «التطرف الإسلامي»، رغم تبرمنا من التركيز على «التطرف الإسلامي»، وسيهزم «داعش»، لكن الفراغ الاستراتيجي بعده ليس في صالحنا ولا في صالحكم. ولدى فخامتكم فرصة لردمه متمنين أن تكون شعاراتك تجاه كلفة الدفاع عن الخليج وما قلت في مجال الطاقة وما قلت عن المسلمين ذات مرتبة تفسيرية فقط، لا صانعة للأحداث. كما نريد إعادة عرض القوة في الخليج بدل صور مشاة البحرية معصوبي العينين بأيدي صبية الحرس الثوري التي هزت الثقة بجاهزية ومهنية قواتكم. ونتوقع أن تقيدوا إيران بتوسيع المراقبة النووية، ووقف تحريكها للميليشيات الإرهابية، فمن دون الاعتداءات الدموية التي تحرك خيوطها لا يكاد يذكر هذا البلد في وسائل الإعلام.
* بالعجمي الفصيح:
سأنهي معكم الحوار يا فخامة الرئيس انطلاقاً من كلماتك الأخيرة في خطاب تنصيبك «معاً سنعيد إلى أمريكا عظمتها مرة أخرى»، وجزء من عظمتها في تقديرنا هي في ترك المنعرجات السلبية التي سلكها سلفكم مع حلفاء كدول الخليج العربي.
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج