«لا دخان بدون نار».. ولا يتطاير شرر الحديث حول موضوع ما، ما لم يكن هناك ثمة أطروحات تناقش في كواليس العلاقات الدولية، وبعد نفي «السبهان» وجود وساطة لبنانية بين السعودية وإيران، في خواتيم العام المنصرم، يبدو أن ثمة ما كان يتداول لدى صانع القرار السياسي في الخليج العربي حول الخيارات المناسبة لفتح آفاق جديدة للحوار مع إيران وجدواه، ما أثمر عنه الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الكويتي إلى العاصمة الإيرانية طهران، وتسليم رسالة إلى «روحاني» مفادها ضرورة تحسين العلاقات بين دول الخليج العربي وإيران وحل الخلافات الراهنة في المنطقة، متضمنة دعوة إلى الحوار الخليجي الإيراني.
فلماذا لم تكن لبنان أو غيرها؟ لماذا الكويت وسيطاً في أغلب الأحيان؟ لعل إجابة هذين السؤالين كامنة في الدور الرائد للكويت منذ تاريخها في لعب أدوار الوساطة بين دول الخليج العربي داخلياً، وبين دول الخليج ودول أخرى متفرقة. ولا شك في أن فتح أبواب الحوار مع إيران أو دقها سيثير استغراب الرأي العام الخليجي، فالخليج العربي قد ذاق من إيران ويلات مرة، ولطالما عثت طهران في الأرض فساداً و«تنمردت» دون هوادة، فلماذا يطلب الخليج العربي حواراً مع إيران ولماذا قد تقبل إيران بهذا العرض؟ بتقديرنا فإن دول الخليج في طبيعتها دولاً مسالمة لا تبحث عن العداوات في محيطها الإقليمي، ثم ان طهران كانت قد دندنت على أوتار الحوار فيما قبل وكان من أبرز مظاهر الدندنة رسائلها للخليج العربي في منتدى «دافوس» والتي جاءت مؤكدة لجاهزية إيران للتفاوض مع دول الخليج، وبتقديرنا كذلك فإن دول الخليج لا تريد أن تقام عليها حجة التمنع والتعنت، فرأت أن تلقي بالكرة في ميدان طهران، لتنظر إن كانت عازمة على المشاركة في ذلك الحوار فعلياً أم لذر الرماد في العيون، ثم من جانب آخر فإن دول الخليج شهدت ما دفعه العرب من ثمن باهظ نتيجة للطموح الإيراني في المنطقة ونكاية بدول الخليج، ما يجعلها تبحث عن حلول جدية سلمية للخروج من عنق تلك الأزمات التي خلفتها طهران في المنطقة.
من جهة أخرى.. في ظل ضبابية المشهد والعلاقات الأمريكية الإيرانية في عهد ترامب، وما تشهده العلاقات الأمريكية الروسية من تقارب جديد قد تذهب إيران ضحيةً له، أصبحت إيران في مأزق حقيقي، فإيران قد تكون الخاسر الأكبر في الجولة القادمة من اللعبة الدولية الجديدة، ولم يعد أمام طهران غير اللعب على «شعرة معاوية» لتحقيق مكاسبها مع الخليج الذي هو في حقيقة الأمر أكثر قرباً إلى واشنطن وهو ما يرجح تأكيده في عهد ترامب.
* اختلاج النبض:
يقف الخليج العربي على ناصية الحوار مع إيران بكامل قوته وشموخه، بينما تنتفض الأخيرة رعباً لما ينتظرها من انتكاسات منظورة تشي باحتضار «تنمردها»، ولهذا فالخليج يدخل الحوار بشروط قوية تليق به وتثبت شخصيته الدولية والإقليمية الجديدة.
{{ article.visit_count }}
فلماذا لم تكن لبنان أو غيرها؟ لماذا الكويت وسيطاً في أغلب الأحيان؟ لعل إجابة هذين السؤالين كامنة في الدور الرائد للكويت منذ تاريخها في لعب أدوار الوساطة بين دول الخليج العربي داخلياً، وبين دول الخليج ودول أخرى متفرقة. ولا شك في أن فتح أبواب الحوار مع إيران أو دقها سيثير استغراب الرأي العام الخليجي، فالخليج العربي قد ذاق من إيران ويلات مرة، ولطالما عثت طهران في الأرض فساداً و«تنمردت» دون هوادة، فلماذا يطلب الخليج العربي حواراً مع إيران ولماذا قد تقبل إيران بهذا العرض؟ بتقديرنا فإن دول الخليج في طبيعتها دولاً مسالمة لا تبحث عن العداوات في محيطها الإقليمي، ثم ان طهران كانت قد دندنت على أوتار الحوار فيما قبل وكان من أبرز مظاهر الدندنة رسائلها للخليج العربي في منتدى «دافوس» والتي جاءت مؤكدة لجاهزية إيران للتفاوض مع دول الخليج، وبتقديرنا كذلك فإن دول الخليج لا تريد أن تقام عليها حجة التمنع والتعنت، فرأت أن تلقي بالكرة في ميدان طهران، لتنظر إن كانت عازمة على المشاركة في ذلك الحوار فعلياً أم لذر الرماد في العيون، ثم من جانب آخر فإن دول الخليج شهدت ما دفعه العرب من ثمن باهظ نتيجة للطموح الإيراني في المنطقة ونكاية بدول الخليج، ما يجعلها تبحث عن حلول جدية سلمية للخروج من عنق تلك الأزمات التي خلفتها طهران في المنطقة.
من جهة أخرى.. في ظل ضبابية المشهد والعلاقات الأمريكية الإيرانية في عهد ترامب، وما تشهده العلاقات الأمريكية الروسية من تقارب جديد قد تذهب إيران ضحيةً له، أصبحت إيران في مأزق حقيقي، فإيران قد تكون الخاسر الأكبر في الجولة القادمة من اللعبة الدولية الجديدة، ولم يعد أمام طهران غير اللعب على «شعرة معاوية» لتحقيق مكاسبها مع الخليج الذي هو في حقيقة الأمر أكثر قرباً إلى واشنطن وهو ما يرجح تأكيده في عهد ترامب.
* اختلاج النبض:
يقف الخليج العربي على ناصية الحوار مع إيران بكامل قوته وشموخه، بينما تنتفض الأخيرة رعباً لما ينتظرها من انتكاسات منظورة تشي باحتضار «تنمردها»، ولهذا فالخليج يدخل الحوار بشروط قوية تليق به وتثبت شخصيته الدولية والإقليمية الجديدة.