يبدو أن حرب الشد والجذب بين إسرائيل وإيران لا تزال مستمرة، ولم تنتهِ بعد، حيث لا يزال في جعبة الطرفين مزيد من الهجمات على بعضهما البعض، مما ينبئ بشتاء ساخن قادم على الأبواب، وهو ما يجعل المنطقة تعيش صراعاً لبلدين عرف عنهما الطيش والتهور في كل شيء، ومنها التهور العسكري.
وهناك تقارير إعلامية نشرت مؤخراً، تشير إلى أن العراق سيكون موقعاً جديداً تشن منه إيران هجومها على إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة، وبالرغم من عدم استبعاد تلك الخطوة الإيرانية، إلا أن العراق سيكون في موقع حرج وحساس، ليس مع إسرائيل أو حليفتها الأولى الولايات المتحدة فحسب، وإنما مع دول المنطقة أيضاً، وتحديداً دول الخليج العربي التي بذلت جهوداً دبلوماسية كبيرة خلال العامين الماضيين لاحتواء العراق وإعادته لأمته العربية، بعيداً عن إيران ونظامها الذي عانى منه الشعب العراقي كثيراً طوال العشرين عاماً الماضية.
ولكن بعد تلك التقارير، فإنني أخشى على العراق أن تكون أراضيه مستهدفة من قبل إسرائيل، التي لا يستبعد أن تشن هجوماً عليه كما فعلت وتفعل مع جنوب لبنان وغزة، وهذا ما يضع الشعب العراقي الشقيق تحت الترسانة العسكرية الإسرائيلية، التي تضرب بشكل عشوائي وتخلف وراءها ضحايا وأبرياء لا ينتمون للأحزاب أو المليشيات التي تستهدفها.
وهناك تساؤلات تطرح نفسها بشأن أسباب لجوء النظام الإيراني لاستخدام الأراضي العراقية وجعلها موقعاً لاستهداف إسرائيل؟ وأيضاً كيف سيكون الرد الإسرائيلي بعد ذلك الاستهداف؟ وهل سيكون استخدام إيران للأراضي العراقية مبرراً لإسرائيل في ضرب العراق، وليس إيران؟ على اعتبار أن إيران هاجمت إسرائيل من أراضٍ عراقية وليس إيرانية، ثم ما هو موقف الحكومة العراقية من كل ذلك؟ خاصة أن إسرائيل ستظهر أمام العالم وكأنها ضحية، وأن حق الرد والدفاع عن نفسها مكفول لها، والسؤال الأهم هل سيسقط قتلى مدنيون في صفوف الشعب العراقي في حال الرد الإسرائيلي المذكور؟
أعتقد أن إيران ترغب في توسعة دائرة الحرب مع إسرائيل، وحشر دول عربية فيها، وتحديداً تلك الدول التي تسيطر عليها، مثل العراق وقبله لبنان، إلى جانب غزة التي تحكمها حركة 'حماس' والتي هي الأخرى تحت نفوذ الإيرانيين، بمعنى آخر أن إيران أوجدت لإسرائيل العذر في ضرب الشعوب العربية في الدول المذكورة، وإن المغامرات الإيرانية في المنطقة قد يذهب ضحيتها العرب بشكل أكبر من الإيرانيين، بدليل أن من سقط في هجوم إسرائيل على الأراضي الإيرانية مؤخراً لم يتجاوز عدد أصابع اليد، في حين سقط المئات من عرب لبنان والآلاف في غزة، فهل هذا أمر مدبر أم ماذا؟