أعلنت دولة الكويت قبل فترة عن تطبيق الدوام المسائي بدءاً من العام المقبل 2025 وسردت أسباب القرار منها لتخفيف الازدحام والحوادث المرورية، وخلق بيئة عمل مرنة وغيرها من المسببات، وهذه الفكرة مطبقة في بعض الجهات الحكومية والخاصة في أغلب دول الخليج، والبحرين فيها بعض الجهات الحكومية الخدمية تخصص دواماً بالفترة ما بعد الظهيرة وحتى المساء.
فكرة الدوام المسائي ضمن الأفكار أو الحلول المطروحة للنقاش بين مختلف فئات المجتمع، خاصة مع زيادة الاكتظاظ المروري في كافة الشوارع والطرقات في البحرين دون استثناء، ولكن السؤال هل هذا هو الحل؟.
أزمة الزحام المروري أشبه بمسألة سكن العزاب سنوات ونحن ' نعيد ونزيد' دون إيجاد حلول جذرية أو طويلة المدى، لنعود بعد فترة لنقطة البداية وبمشاكل أعظم من السابق، وتستنزف ميزانية أكثر لإصلاح الخلل.
واليوم الحديث عن مسألة الزحام القاتل للأعصاب، فالوضع بات لا يحتمل ولا يطاق ويرفع 'الضغط' كما يقول بعض السواق، فهل من المنطقي مشوار من الشمالية إلى المنامة يستغرق أكثر من ساعة على الطريق السريع طبعاً، وهذه الأزمة المرورية الخانقة مستمرة في ساعات الصباح والمساء .
الاختناقات المرورية في الطرقات التي تخضع إلى تعديلات أو تنفيذ مشاريع تطويرية، وتوسعة، أمرها طبيعي وليس المقصودة في هذا المقال، لكن الحديث عن الطرقات العادية بالوضع الاعتيادي في جميع المناطق دون استثناء، والطامة الكبرى في حال وقوع حادث مروري بسيط أو تعطل مركبة في الطريق فعقارب الساعة تمر والمركبات تقف مكانك سر.
والغريب في أن الازدحامات المرورية كأنها عدوى تصيب كل الطرقات في نفس اليوم والأوقات، وبشائر اليوم تبدأ من أوله فاليوم الذي يشهد اختناقات مرورية ينتهي بنفس الحال، وفي كل المناطق وبنفس الأوقات، وكأن الشوارع كلها ' بلوك' جماعي.
وفي ظل هذا الزحام المروري في ساعات الذروة والفترة المسائية، فلا فائدة من الدوام المسائي، بل سيكون العكس، والحل إيجاد حلول جذرية وطويلة المدى، وبقية الحلول ستكون ترقيعية.