تتميز البحرين بجودة حياة المواطنين من جميع الأعمار سواء المسنين، أو الشباب أو الأطفال، وتؤكد هذه الحقيقة جميع المؤشرات الصحية، من ارتفاع مستوى معدل أعمار المواطنين، واختفاء الكثير من الأمراض بفضل نظام التطعيمات التي تعطى للأطفال، كمرض الحصبة، وشلل الأطفال وغيرها من المؤشرات.
ومما لاشك فيه فإن الرعاية الأولية للصحة، والتي تُقدّم من خلال المراكز الصحية المنتشرة على أربع محافظات، لها دور كبير في تحسين جودة حياة المواطن، حيث تقدم المملكة خدماتها الصحية الأولية من خلال 26 مركزاً صحياً وعيادة صحية واحدة، ومن خلالها يحصل المواطن والمقيم على خدمات متنوعة وهي الخدمات العلاجية والوقائية والتأهيلية للعائلة والمجتمع. وتضمّ المراكز الصحية أقساماً طبية وعلاجية متنوعة مثل قسم الأشعة، والمختبرات، ومنسقي المواعيد، والعلاج الطبيعي، والصيدلية. ويقدّم كل مركز صحي خدماته لسكان منطقة معينة ليتم ضمان وصول الخدمات الطبية والصحية لكل مواطن ومقيم.
ومنذ عام 2006، بدأ تنفيذ برنامج تطوير خدمات الطوارئ في مراكز الرعاية الصحية الأولية وذلك للارتقاء بمستوى التعامل مع الحالات الطارئة وخصوصاً الشديدة منها، وضمان سرعة وصول الحالات الطارئة لمراكز تقديم العلاج بما يحقق جودة أفضل في شفاء المريض. ويهدف البرنامج إلى تطوير خدمات الطوارئ في جميع المراكز الصحية في المملكة بدرجة معينة، مع التركيز على مراكز رئيسة في المحافظات وتوفير خدمات طوارئ أكثر تطوراً، لتكون قادرةً على استيعاب الحالات لفترات أطول وتقديم خدمات أشمل وأكثر جودة لمرضى الحالات الحرجة. وقد تم تطوير المراكز من نواحٍ عديدة منها: تطوير الأدوية والأجهزة الطبية وأيضاً العمل علي تدريب الطاقم الطبي والتمريضي وتأهيلهما لعلاج مرضى الحالات الطارئة.
ويبلغ عدد المراكز الصحية التي تُقدّم خدمات الطوارئ على مدى أربع وعشرين ساعة تسعة مراكز صحية، موزّعة على المحافظات الأربع، وهي: محافظة المحرق، ومحافظة العاصمة، والمحافظة الشمالية، والمحافظة الجنوبية، وقد خُصّص في كل محافظة مركزان صحيان يعملان على مدار الساعة ما عدا المحافظة الجنوبية التي خُصّص فيها ثلاثة مراكز لتقديم خدمات الطوارئ.
وتُعتبر المحرق من المحافظات الكبيرة في المساحة، وذات الكثافة السكانية العالية، وقد تمّ تخصيص مركز بنك البحرين والكويت الصحي بمنطقة الحد، ومركز المحرق الصحي، لتقديم خدمات الطوارئ على مدى أربع وعشرين ساعة، وقد ظلّ مركز المحرق الصحي يقدّم خدمات الطوارئ على مدى أكثر من عشر سنوات، ومنذ مايو 2022 تمّ نقل خدمة الطوارئ من مركز المحرق الصحي إلى مركز حالة بوماهر الصحي.
وبعد توقّف مركز المحرق الصحي عن تقديم خدمة الطوارئ بدأ سكان المنطقة القريبة من المركز بالتوجه لمركز حالة بوماهر الصحي، للحصول على الخدمات الطبية بعد الدوام الرسمي، وفي عطلة إجازة الأسبوع، إلا أنهم بدؤوا يشعرون بصعوبة الرجوع لهذا المركز خاصة كبار السن منهم والأطفال المصابين بأمراض تحتاج لسرعة إسعاف كالمصابين بالتشنجات، والربو، مما اضطرهم للرجوع لمستشفى الملك حمد لقربه من منطقة سكنهم، لذا بدؤوا بالمطالبة لإعادة فتح مركز المحرق الصحي لتقديم خدمات الطوارئ نظراً لقربه من مناطق سكنهم، ونظراً لموقعة المتوسط في المنطقة، وسهولة وصول المرضى له، وتوفّر مواقف السيارات. ومن هنا نتمنّى إعادة النظر في إعادة تشغيل مركز المحرق الصحي للعمل لمدة أربع وعشرين ساعة، وأخيراً مراعاة لاحتياجات أهالي المنطقة، وختاماً نوجّه الشكر الجزيل للقائمين على هذه المراكز الصحية على جهودهم المبذولة لتطوير خدمات هذه المراكز في سبيل الوصول لجودة الخدمات الطبية، ودمتم سالمين.