مع إسدال الانتخابات الأمريكية ستائرها، وفوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، فإن من المرجح أن دولاً سوف تعيش أياماً سيئة قادمة، بمجرد تسلم ترامب السلطة رسمياً في 20 يناير المقبل.ولعل أوكرانيا ضمن تلك الدول، إن لم تكن أولها، خاصة وإنها لم تسلم من انتقادات ترامب اللاذعة ولرئيسها خلال حملته الانتخابية وحتى قبلها، بسبب حربها مع روسيا، لذلك فإن التغييرات المتوقعة بالنسبة لأوكرانيا هي إنهاء ترامب لتلك الحرب وهي رغبة روسيا أيضاً.وكذلك حلف الشمال الأطلسي «الناتو»الذي كان أكبر الداعمين لأوكرانيا، وكان ترامب من أشد المنتقدين لـ»الناتو» الذي قال عنه أنه يستغل بلاده، وأن على الدول الأوروبية زيادة إنفاقها الدفاعي، وتعزيز مساهمتها العسكرية في التحالف، الذي سارع مسؤولوه إلى تهنئة ترامب وإبداء الرغبة لـ«الحوار» معه خلال الأيام المقبلة.أما إسرائيل فإن الدعم الأمريكي لها لا حدود له كما هو معروف، وبغض النظر عن من يرأس الولايات المتحدة، ولكن بالنسبة لترامب فإنه وبالرغم من دعمه المطلق لإسرائيل، إلا انه سبق وأن صرح بعدم رضاه عن حربها ضد غزة، وقال إنه سينهي هذه الحرب، وأنه لو كان في منصب الرئيس لما سمح بقيامها، وهو ما يشير إلى أن استمرار هذه الحرب لا تخدم مصالح واشنطن في المنطقة، ولا حتى في العالم، خاصة مع انتقادات أغلب الدول لدعم إدارة بايدن الكبير لإسرائيل في حرب غزة.وأعتقد أن أكثر المنزعجين من فوز ترامب هو النظام الإيراني، خاصة مع مواقفه السابقة ضد النظام، والتي تخشى إيران أن تعود وبشدة هذه المرة مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة مجدداً، ومنها ما يتعلق بإمكانية عودة سياسة «العقوبات القصوى» التي فرضها ترامب على إيران خلال فترة ولايته الأولى، خصوصاً وأن إيران متهمة بمحاولة اغتيال ترامب خلال حملته الانتخابية، بحسب ما أشارت صحيفة (وول ستريت جورنال)، إلى جانب خشية النظام من دعم ترامب لإسرائيل في القضاء وإنهاء ما بدأته، وهو القضاء على ما تبقى من أذرع إيران في المنطقة، ناهيك عن انتقاد ترامب المستمر للملف النووي الإيراني.إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً، هي بمثابة عودة لواقع مزعج لبعض الدول، ربما لن نجد تغيرات جذرية في سياسة الولايات المتحدة الخارجية، وتحديداً ما يتعلق بدعم أمن إسرائيل واستقرارها، ولكن في ذات الوقت فإن ترامب رجل أعمال أيضاً، يهمه رفع المستوى الاقتصادي لبلاده، وسيحرص على استقرار المنطقة التي تعد دولها أكبر الشركاء الاقتصاديين للولايات المتحدة، وهو ما قد يعيد الأمن للمنطقة التي فُقد جزء منه مؤخراً.