نعم، يحق لمملكتنا الغالية أن تفخر، وذلك حينما تتركز أنظار العالم عليها، كونها اليوم مركزاً لاستقطاب كبرى الأحداث العالمية، وأيضاً لاستضافتها الفعاليات العالمية، وبطريقة إبداعية تلتفت الأنظار.نبارك أولاً لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على نجاح الحدث العالمي المتمثل بـ«معرض البحرين الدولي للطيران»، ونشيد في هذا الصدد بالقيادة المتميزة المعهودة لرئيس اللجنة العليا المنظمة للمعرض سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك، إذ للنسخة السابعة خلال 14 عاماً، يسجل هذا المعرض إبهاراً ونجاحاً مطّرداً، وهو أمر متوقع حينما يكون سمو الشيخ عبدالله ماسكاً المسؤولية، إذ هو رجل لا يقبل إلا بالنجاح والاقتراب من درجة الكمال.هذا المعرض ينضم لحزمة طويلة من الفعاليات والمناسبات العالمية التي تفخر مملكة البحرين باستضافتها، لا لأن يستقطب أنظار العالم فقط، بل لأن تأثيراته وإيجابياته تدخل في عديد من الجوانب، وأهمها تعزيز مكانة بلادنا على الخريطة الاقتصادية العالمية، وتحول أرضنا لملتقى عالمي لكثير من الاهتمامات الدولية، ناهيكم عن حجم الصفقات والاستثمارات التي تحصل على أرض مملكة البحرين.النجاح والتميز والإبهار، وأضيفوا عليها حسن الضيافة وكرمها، كلها صفات بارزة لـ«الإبداع البحريني»، والذي ليس وليداً لليوم، بل هو أمر متأصل عُرفت به البحرين بقيادتها وشعبها منذ القدم. فأرضنا عُرفت بـ»دلمون الخلود» وأرخبيل الحضارات، ومملكة النمو والبناء والتعمير والتطور على يد عائلة آل خليفة الكريمة، واتسعت وجوه التألق والنجاح في العهد الزاهر لملكنا الغالي حفظه الله.تفاصيل عديدة وكثيرة ترتبط بمعرض هذا العام، فبالإضافة لكونه النسخة الأكبر والأعرض والأكثر تميزاً وإبهاراً، وأيضاً الأثقل وزناً من ناحية الأسماء العملاقة المشاركة، وحجم القيمة المالية للطائرات والأجهزة التقنية المرتبطة بعالم الطيران الموجودة على أرضنا، وقيمة الصفات المليونية المتوقعة، والتي وصلت في النسخة السابقة لقرابة الملياري دولار، فإن المميز دائماً هو النجاح البحريني في التنظيم، المميز الإبداع البحريني الذي تقدمه كوادرنا، ومواكبة التطورات وإبراز الإنجازات من قِبل قطاعاتنا المختلفة، سواء المعنية بعالم الطيران بأنواعه مدنياً كان أو أمنياً أو عسكرياً. فضلاً عن التأثيرات الإيجابية المنعكسة على الاقتصاد المحلي باختلاف مشاربه، سواء عبر الإشغال الفندقي المزدحم واستقطاب الزوار والإنفاق على الجوانب المعنية بالسياحة والتجارة وغيرها.هذه الفعاليات تمثل لنا محطات فارقة، وأعراساً وطنية خاصة، فالبحرين أثبتت مراراً وتكراراً بأنها أهل لاستضافة الأحداث المميزة والضخمة، بل باتت موطناً لكثير من الأمور التي تتركز عليها أنظار العالم، ولعل أبرزها الممتد طوال عقدين من الزمان ومازال متمثلاً بحلبة البحرين الدولية واستضافة سباق الفورمولا واحد العالمي، هذا الحدث البارز دوماً لاسم البحرين المعزز لمكانتها الدولية، والفضل بعد الله لـ«عرّاب لؤلؤة الصحراء» الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظه الله.أخيراً، لابد من شكر سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة مجدداً، بالأخص، لتوجيهه المعنيين بضرورة الاستفادة من هذه الفعالية الضخمة ونشر الوعي في المجالات العلمية والهندسية والتطورات في القطاعات العسكرية والمدنية بالإضافة للتركيز على علوم الفضاء، وتحديداً دعوته الكريمة لتخصيص دعوات لحضور طلبة المدارس الحكومية والخاصة ودعوة طلبة الجامعات للمشاركة في الفعالية، وهي دعوة ذكية جداً، إذ مثل هذه الفعاليات لابد وأن نخرج منها باستفادة تعود بالنفع لبحريننا الغالية، وأهمها تعريف أبنائنا بما يشهده العالم من تطور، وفتح المجالات لهم للاحتكاك بالخبرات العالمية والتعلم من أفضل الممارسات ومن قصص النجاح والتميز لنصنع بالتالي من خلال هؤلاء الأبناء قصص النجاح البحرينية التي نفتخر بها.زوروا هذا المعرض الرائع، وافخروا بأنه يُقام على أرض البحرين الغالية، وأن من تديره عقول وطاقات مخلصة من أبناء الوطن.