يأتي ملف الأمن والتنمية في ظروف صعبة وفي ظل تحديات متسارعة يمر بها العالم بأسره وتحت مستجدات إقليمية ودولية غير مسبوقة، ولاسيما في المجالات الاقتصادية، والأمن الغذائي، والطاقة، والمياه، والنزاعات المختلفة، وغيرها.

كما يستهدف هذا الملف والذي يتطلع إلى مصالح تخدم الدول والشعوب في المنطقة سواءً في الوقت الحالي أو المستقبل القريب وكذلك الحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة ويعني ذلك تأمين العمل المشترك بين الدول لمواجهة المرحلة القادمة من التحديات الإقليمية والعالمية والمحلية، كما أن لهذا الملف إيجابيات تأتي بمساعٍ للحفاظ على الأمن واستقراره محلياً وإقليمي ودولياً، وخصوصاً أننا نرتبط بعلاقات متينة مع الكثير من الدول.

الأمن والتنمية في مشهد متجدد من جديد للمنطقة وللإقليم وللعالم بأسره، حيث تشهد الساحة الكثير من المستجدات والرؤى الإقليمية والدولية، وما يتم طرحه من مواضيع دولية وإقليمية على طاولات الاجتماعات ويأتي ذلك ليظهر مدى التوسع في حجم العلاقات المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي مع الدول الكبرى. ومن الواضح مما نشاهده ونسمعه في جميع وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وكل ما يطرح ويتردد بخصوص هذين الأمرين الأمن والتنمية وهما وجهان لعملة واحدة وهما من أهم الركائز الرئيسة لنهضة أي دولة، إذا استقر الأمن صعد مؤشر التنمية وارتفع الاقتصاد.

وبدعوة كريمة من سعادة السيد سلمان بن عيسى بن هندي المناعي محافظ محافظة المحرق التقينا بمعالي الفريق أول ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية حيث اجتمع معاليه مع كبار الأعيان من رجالات ونساء وأهالي المحافظة، وفي بداية اللقاء رحب معاليه بالحضور الكرام وطمأنهم بأنه ولله الحمد والمنة أن مملكة البحرين بمدنها وقراها هي رمز للمحبة والتآخي وبفضل من الله سبحانه وتعالى تسير الأمور على ما يرام وخص منها الوضع الأمني.

ويأتي ذلك من خلال التوجيهات التي دائماً يوصي بها سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه في كل اجتماع ومحفل وعند لقائه بالأهالي، والذي أظهر ذلك بكل وضوح من خلال ما بينه المواطنون والتزامهم بالهوية الوطنية والعمل على تعزيزها، وكذلك بدعم ومؤازرة سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وخصوصاً من حيث قوة الروابط الوطنية والعلاقات الاجتماعية، ومن ثَمَّ بيّن معاليه بأننا في وقت تتزايد فيه التحديات، وتأتي هذه الزيارة لتكون بمثابة الختام المسك لجولته بمحافظات المملكة الغالية، حيث كانت محافظة المحرق هي المحطة الأخيرة ومن خلالها أرسل رسائل مهمة ومباشرة وواضحة والتي تعكس روح الانتماء والولاء للوطن.

ومنها أهمية العيش في وطن تسوده المحبة ويسوده الأمن والسلام وخلق بيئة آمنة ومستقرة تتخللها الوحدة والولاء. وفي نهاية الزيارة كلف معاليه، كل من حضر المجالس في المحافظات الأربع لنقل هذه الرسائل القيّمة إلى بقية المواطنين. ويجب أن تكون هذه الرسائل تطرح في المجالس وفي أماكن دور العبادة وأماكن العمل، وكذلك عبر وسائل الإعلام المرئي والمسموع ووسائل التواصل الاجتماعي لكي يتم العمل بها وتعزيزها ليتحقق الهدف المرجو منها وهو الأمن والاستقرار، فالوطن الذي لا نحميه، لا نستحق العيش فيه، والوطن للجميع، لذا يجب علينا جميعاً التفاعل والمشاركة والحث والعمل على تعزيز القيم الوطنية، والتي نصنع بها معاً ذلك المجتمع القوي والمتماسك والصلب الذي لا يخترق لكي نضمن لنا ولأجيالنا القادمة العيش الكريم ونستمتع بحياة آمنة نتطلع بها نحو مستقبل مضيء.

وفي الختام، إن للإجراءات الأمنية دوراً حاسماً يظهر في حماية الأفراد والممتلكات وتضمن الاستقرار المجتمعي. ويأتي ذلك من خلال الاستراتيجيات الفعالة والتقنيات الحديثة، التي استطاعت أن تعزز منظومة الأمن والسلامة وبشكل ملحوظ. ومن هذا المنطلق إننا نشيد بالجهود المبذولة التي تستحق التقدير والاحترام لجميع العاملين في هذا المجال، وكذلك الحث على الاستمرار في تحسين وتطوير هذه الإجراءات لضمان مستقبل أكثر أماناً وازدهاراً، ولنعمل معاً نحو خلق بيئة آمنة ومستقرة للجميع.