في إحدى الجلسات العائلية، دار حديث حول جودة الخدمات الحكومية المقدّمة، وانطلق الحضور كلٌّ يروي تجربته مع مختلف الخدمات التي تقدّمها الحكومة، اقتحمَت الحوار إحدى الحضور مؤكدة إعجابها الشديد بتجربة الخدمة في المراكز الصحية الأولية قائلة «كنت في السابق أتابع فحوصاتي الطبية في القطاع الخاص، وقرّرت مؤخراً أن أقوم بفحوصاتي الدورية في المركز الصحي التابع لمنطقة سكني، اتصلت لأخذ موعد، فطلبت مني الموظفة بكل ذوق واحترام أن أقوم بحجز الموعد بشكل إلكتروني وتحميل تطبيق «صحتي» وشرحت لي الخطوات السهلة والبسيطة، وأُعجبت من التحوّل الإلكتروني الذي وفّر عليّ الذهاب أو الاتصال لحجز موعد طبي».

تواصل وتقول: «ذهبت في اليوم والتوقيت المحدد، وقابلتني الطبيبة التي اخترتها ضمن مشروع «اختر طبيبك» لتكون طبيبة العائلة، حيث يهدف هذا المشروع إلى تحسين وتطوير مستوى خدمات الصحة الأولية في مملكة البحرين. كما يهدف مشروع «اختر طبيبك» إلى ربط كل فرد وعائلته مع طبيب أسرة من اختياره».

تكمل المتحدثة وتقول: «قابلتني الطبيبة بكل حفاوة وفتحت ملفي الطبّي الإلكتروني، ولقد ذُهِلْتُ -للأمانة- من مستوى التطوّر، فلقد كان آخر عهدي بالمراكز الطبيبة ملفات ورقية تحملها الممرضات من المكتب الإداري إلى غرف الأطباء، ولكني تفاجأت بأن هذا الشيء أصبح من الماضي. تحاورتُ مع الطبيبة وطلبت مني إجراء بعض الفحوصات المخبرية، وهذا ما قُمت به في تسلسل سهل وسريع».

تواصل المتحدثة قائلة: «بعد سحب العيّنات في المختبر المُجهّز بالكامل، أخبرتني موظفة المختبر بأسلوب راقٍ بأن نتائج التحاليل المخبرية ستكون جاهزة بعد 3 أيام، فانصرفت على أن أحضر بعد 3 أيام لمقابلة الطبيبة مرة أخرى للتباحث حول نتائج الفحوصات، ولكنْ نتيجةً لانشغالاتي الكثيرة لم أستطع الحصول على فرصة لحجز موعد ومقابلة الطبيبة. وبينما كنت في العمل أشتكي للزملاء من ضيق الوقت والانشغالات التي تحول بيني وبين الذهاب للمركز الصحي من أجل التباحث مع الطبيبة حول نتائج فحوصاتي، فاجأتني إحداهن بأنه توجد خاصية طلب الاستشارة عن طريق الهاتف!!».

تكمل وتقول: «لم أصدّق الأمر، إلى أن دخلت على التطبيق الإلكتروني وطلبتُ هذه الخاصية، وتم تحديد موعد زمني لكي تتواصل معي الطبيبة شخصياً لتخبرني بشأن تحاليلي الطبيبة. وفي تمام الوقت المحدد بالضبط وردني اتصال من الطبيبة وبدأت في قراءة نتائج التحاليل.. ليس هذا وحسب، بل إنها صرفت لي الأدوية وطلبت مني الحضور لاستلامها من الصيدلية في أي وقت من اليوم!!».

تواصل وهي تتحدث باستغراب: «الدكتورة هي من اتصلت بي شخصياً، وقامت بإرسال نسخة من التحاليل على إيميلي»!!!. وتواصل الاستغراب الممزوج بالفخر: «الطبيبة بنفسها هي من قامت بذلك، لم تكلّف ممرضة أو موظفة إدارية للقيام بذلك». رفعت صوتها وهي تقول «الله يعز الحكومة!! الله يعز الحكومة».

وواصلت بأنها فخورة جداً لانتمائها لهذا الوطن المعطاء، الذي يحرص كل الحرص على تقديم أفضل الخدمات لمواطنيه والمقيمين على أرضه، وذكرت إحدى الحضور عن أن أخاها من ذوي الهمم وتصله جميع الخدمات الطبيبة للبيت بدون استثناء!! وسألت الحضور «أهناك وطن كوطني البحرين» !! ساد الفخر والاعتزاز المكان، وبدأت كل واحدة منهن تذكر المزايا والخدمات التي تحصل عليها.

رأيي المتواضع

شكراً لوزارة الصحة متمثلة في مراكز الرعاية الصحية، شكراً لكل جهة حكومية تُقدّم خدمات جليلة للمواطنين والمقيمين بطرق احترافية، فما تقومون به هو ليس مجرّد تقديم للخدمة، بل هو تعزيز للانتماء والافتخار بهذا الوطن.

بحريينا ليست أول كلمة في نشيدنا الوطني وحسب، إنها كلمة تحمل معاني «الملكية» هي بالفعل «بحريننا» التي نفخر بها، ونفخر بمنجزاتها وخدماتها المتقدمة. فلنعمل جميعاً على تقديم أفضل الخدمات. هذه الخدمة غيث من فيض، فالخدمات التي تقدّمها الحكومة الموقرة تستحق تسليط الضوء عليها والتفاخر بها.