يجهد إعلام محور المقاومة في إثبات أن ما يحدث الآن في سوريا هو احتلال تركي مدعوم بالسلاح.. آمنّا بالله صدّقنا عليه، وذلك منطقي ومُتوقّع، والأهم أننا نرفضه رفضاً تاماً، فسوريا للسوريين وهم أدرى بشعابهم.
ولا نجادل في أن دخول الفصائل السورية المقاتلة إلى حلب كان مُعدّاً سلفاً لملء الفراغ الذي سيحدث إثر التفاهمات الإقليمية مع إيران وانسحابها الإجباري أو الاختياري من مواقعها في سوريا وعجز القوات السورية النظامية عن ملء هذا الفراغ.
إنما الغريبة أنه رغم كل الزلازل التي بدرجات 10 ريختر والتي كشفت تبعية محور المقاومة بالكامل لإيران ومساعدة هذا المحور لإيران لاحتلال خمس عواصم عربية (لبنان والعراق وسوريا وغزة واليمن) إلا أنه لم يصدر منه ولا كلمة حول هذا التعاون الذي مَدّ الفصائل الشيعية بالسلاح والعَتاد والمال والرجال وكان مُداراً بالكامل من قِبَل الحرس الثوري الإيراني، شاهراً ظاهراً مصوَّراً مسموعاً يجول فيها قيادات الحرس الثوري الإيراني جنباً إلى جنب مع وكلائهم من قيادات الفصائل، إنما ولا كلمة واحدة في الخطابات هذه الأيام، ولا كأن الوجود الإيراني في تلك العواصم الخمس احتلال إيراني لأراضٍ عربية كامل الدسم!!
ما الفرق بينكم وبين من تُسموّنهم وكلاء تركيا وعملاءها؟ ما يجري في حلب الآن احتلال تركي؟ طيّب ماذا تُسمّون القواعد الإيرانية والمخازن الإيرانية والقوات الأفغانية الشيعية؟ وماذا كنتم تُسموّن حرب حزب الله في سوريا وطرده لأهلها وارتكاب أفظع الجرائم فيها وبمساعدة إيرانية سلاحاً وعَتاداً وتدريباً وقيادةً ميدانية؟
كانت مناورات مثلاً؟ أم هي احتلال إيراني كامل بمساعدة وكلائها وعملائها وخدمها؟
ولن تخلص الأمة والشعوب العربية من هذه الحال المتردّية والصراعات المتكرّرة والمستمرة إلا بعد أن نصدُق مع أنفسنا، ونُقرّ أن المسألة لا علاقة لها بمقاومة إسرائيل ولا بتحرير فلسطين، إنما هي صراع تركي إيراني على مناطق نفوذ في دولنا العربية ويساعدهما وكلاؤهما في المنطقة.
فعزيزي المحلل الإعلامي التابع لمحور المقاومة، فلست بأفضل من الذين وصفتهم عملاء لتركيا، فأنت لست سوى عميل إيراني لا تفرق عنهم، وتوصيف قتلاكم بالشهداء وقتلاهم بالإرهابيين لن يغيّر بأن الاثنين ماتا خدمة لمشاريع أجنبية تركية إيرانية.
حين تتخلّى تلك الفصائل عن داعميها لن يبقى أمامها إلا الحوار الداخلي الوطني والتفاهمات الوطنية، أما البقاء داخل الفقاعة الذاتية ومخاطبة الذات والاستماع لصدى الصوت لن يغيّر من الصورة الحقيقية.
لستَ ملزماً بالانخراط في المشاريع الإقليمية، أمامك مشروع وطني لقيام دولة تتعايشان فيها أنتما الاثنان وغير ذلك فلست بخير ممن وصفتهم بالإرهابيين والعملاء.