ضمن حرص جامعة البحرين على تَقلُّدِ مسؤولياتها في تحقيق الأمن والسّلامة لأبنائها الطلبة، وجميع منتسبيها من الهيئة الأكاديمية والإدارية، وفي إطار تنفيذ استراتيجياتها الوقائية، نظّمت الجامعة بالتعاون مع الإدارة العامة للدفاع المدني، يوم الأحد 24 نوفمبر الماضي، محاضرة تعريفية عن آليات وإجراءات الإخلاء وأهدافه.حيث شكّلت هذه المحاضرة تمهيداً توعوياً للاستعداد والجاهزية، قُبيلَ انطلاق فترة تنفيذ عمل تجارب إخلاء لمباني الجامعة، في مقرّها بالصّخير والسلمانية، المجدولة بتاريخ 25، 26، 27، 28 نوفمبر الجاري، وذلك في إطار تضافر الجهود في مملكة البحرين بين المؤسسات التعليمية والدفاع المدني لنشر الوعي وتحقيق السّلامة.تناولت المحاضرة أهمية خطط الإخلاء وأهدافها في تعزيز السّلامة العامة، والوقاية من الحوادث سواء في المنازل أو مباني المؤسسات التعليمية، عقب الكلمة الافتتاحية التي تضمّنت أهمية نشر الوعي حول إجراءات الأمان.وقد سلطت المحاضرة الضوء على المخاطر النّاجمة عن السلوكيات الخاطئة، مشيرة إلى أن الحرائق غالباً ما تنشأ بسبب الاستخدام الخاطئ للأجهزة الكهربائية مثل جهاز التوصيل الكهربائي المتعدد المنافذ، الذي يحتوي على عدة مخارج كهربائية تتيح توصيل أكثر من جهاز كهربائي بمكبس واحد، فهو يكون خطيراً إذا تم تحميله بأجهزة تفوق قدرته، مما قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى نشوب حرائق.كما استعرضت المحاضرة أسباب انتشار الحرائق، ويتمثّل أساساً في عدم اتخاذ إجراءات أولية لإطفاء الحريق، وقد تكون في حالة المنشآت التعليمية لعدم الإلمام بها، أو الوقوع في حالة الذعر والهلع، أو حصول الصدمة التي تسبب عوارض جانبية خطر، وكذلك الوقوع في التدافع نتيجة الخوف. أما بالنسبة للمنازل فأبرز سبب لانتشار الحريق هو غياب السكان عن المنزل أثناء وقوع الحريق، حيث يؤدي ذلك إلى غياب الاستجابة السريعة والتحكم في الحريق في مراحله الأولى، فيكون تأخر في إبلاغ فرق الطوارئ مما يسمح للنيران بالانتشار إلى مناطق أوسع قبل أن يتم التدخل.كما تناولت المحاضرة التحديات التي تواجه عمليات الإخلاء، مثل ضيق الممرات، والتدافع الذي يؤدي إلى حالات وفاة، مؤكدة على أهمية الهدوء، موضّحة أسس التنظيم أثناء الإخلاء، وشددت على ضرورة الالتزام بإعداد خطط الإخلاء والتنفيذ التّجريبي لها مسبقاً، كما نوّهت بأهمية توفير المرافق المناسبة لأصحاب الهمم، مثل الكراسي المتحركة، والتأكد من أن مخارج الطوارئ سالكة وآمنة، كما تم التّطرق إلى أهمية التدريب المستمر واعتماد خطط الإخلاء من خلال تجارب عملية واختبارات دورية، بالإضافة إلى متابعة صيانة المباني لضمان سلامتها.وعلى وقع الإشادة بكثافة الحضور الذي يعكس مستوى الالتزام وجاهزية الاستجابة لأداء الواجب وتحقيق المصلحة العامة، خلصت المحاضرة إلى تأكيد التعاون بين المؤسسات التعليمية والدفاع المدني كجزء من رؤية شاملة لنشر الوعي والسّلامة في المجتمع، مشيرة إلى أن السّلامة مسؤولية مشتركة تتطلب مشاركة الجميع لتحقيق بيئة آمنة ومستدامة.